ذا ناشيونال: في خطوة تاريخية... مصر وإيران تتبادلان السفراء هذا العام

وبجسب الصحيفة، عقد دبلوماسيون متوسطو المستوى ومسؤولون استخباراتيون من إيران ومصر مشاورات مغلقة بشأن تطبيع العلاقات منذ مارس الماضي. وعقدت الجولة الأخيرة من هذه المحادثات في وقت سابق من هذا الشهر في بغداد، التي تربط حكومتها علاقات وثيقة مع طهران.

ذا ناشيونال: في خطوة تاريخية... مصر وإيران تتبادلان السفراء هذا العام

ترجمات - السياق

بعد أكثر من 4 عقود من توتر العلاقات المصرية الإيرانية، يبدو أن البلدين يقتربان من استعادة العلاقات وتبادل السفراء، خلال الأشهر المقبلة، حسب مصادر تحدثت لصحيفة ذا ناشيونال.

كانت إيران قطعت العلاقات الدبلوماسية مع مصر عام 1980 بعد اندلاع ثورة الخميني، وتحول طهران من حليف للولايات المتحدة وإسرائيل، إلى أكثر دول المنطقة عداءً للغرب.

ونقلت الصحيفة الإماراتية عن مسؤولين مصريين، أنه من المتوقع أن تتبادل مصر وإيران السفراء في غضون أشهر، في إطار عملية توسطت فيها سلطنة عُمان لتطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين.

وأوضح المسؤولان الاتفاق -من حيث المبدأ- على لقاء بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.

ورجح المسئولان أن يُعقد الاجتماع نهاية العام الجاري.

 

حُسن نية

تأتي الخطوة التاريخية لإعادة العلاقات المصرية الإيرانية، بعد أيام من زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق لمصر، التي استمرت يومين، حيث ناقش مع السيسي إمكانية عودة العلاقات بين القاهرة وطهران، وفقًا للمسؤولين.

وأشارت صحيفة ذاناشيونال، إلى أن سلطنة عُمان تتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران، وكثيرًا ما تولت أدوار الوساطة في النزاعات الإقليمية، أو في النزاعات التي تضع طهران ضد الحكومات الأخرى، في الوطن العربي والغرب.

كانت إيران أعلنت أنها تريد علاقات أفضل مع مصر، الدولة العربية الأكثر سكانًا، ومع ذلك، التزمت الحكومة المصرية الصمت بشأن العلاقات مع إيران، لكن وسائل الإعلام الإقليمية كانت تتحدث عن تحسن وشيك في العلاقات خلال الأسابيع الأخيرة.

ورأى المسؤولان أن تطبيع العلاقات مع إيران، يضمن حُسن نية طهران في ما يتعلق بجهود القاهرة لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية أوثق، مع العراق وسوريا ولبنان، حيث تتمتع بنفوذ كبير.

وستسعى مصر أيضًا إلى إقناع إيران، بالتخلي عن دعمها لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، الجماعتين الفلسطينيتين الرئيستين في قطاع غزة، المتاخم لمصر، أو على الأقل تقليصه، وفقًا للمسؤولين.

وأشارت الصحيفة، إلى أن اندلاع الأعمال العدائية المتكررة، بين الجماعتين المسلحتين وإسرائيل، يُمثل تهديدًا أمنيًا لمصر، كما يُعيق مساعيها للمصالحة بين الطرفين والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو هدف يمكن أن يكون مقدمة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ فترة طويلة.

وبحسب الصحيفة، عقد دبلوماسيون متوسطو المستوى ومسؤولون استخباراتيون، من إيران ومصر، مشاورات مُغلقة بشأن تطبيع العلاقات منذ مارس الماضي.

وعُقدت الجولة الأخيرة من هذه المحادثات هذا الشهر في بغداد، التي تربط حكومتها علاقات وثيقة بطهران.

وإلى جانب العلاقات الثنائية، تطرقت المحادثات إلى الحد من التوتر في الأماكن التي تمارس فيها إيران نفوذًا كبيرًا، مثل اليمن ولبنان وسوريا، من خلال دعم الحكومات الحليفة أو الجماعات المسلحة، حسب المصادر التي تحدثت للصحيفة.

 

ذوبان الجليد

وترى "ذا ناشيونال" أن ما سمته "ذوبان الجليد" في العلاقات بين القاهرة وطهران، يُضيف طبقة جديدة إلى إعادة الاصطفاف الإقليمي الجارية، التي تغير المشهد السياسي في المنطقة.

ففي سبيل هذا التغير الذي تشهده المنطقة، وافقت المملكة العربية السعودية، على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، التي قُطعت عام 2016، لإزالة مصدر رئيس للتوتر في الشرق الأوسط.

كما تعمل مصر وتركيا، على حل خلاف مستمر منذ نحو عقد، وفي الطريق إلى تطبيع العلاقات.

نتيجة لذلك، هدأت الحرب التي استمرت ثماني سنوات في اليمن، حيث دعمت إيران مليشيا الحوثي، ضد الحكومة اليمنية.

كما عادت سوريا، إلى جامعة الدول العربية هذا الشهر، وسط ترحيب إيراني كبير، وحضر الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي القمة العربية في جدة، لأول مرة منذ 12 عامًا.

كانت عضوية سوريا قد عُلقت، في جامعة الدول العربية، التي تتخذ من القاهرة مقرًا لها، منذ أكثر من عقد، بعد قمعها للاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وشهدت العلاقات بين طهران والقاهرة توترًا وتشاحنًا كبيرًا منذ إطاحة الرئيس الإيراني محمد رضا بهلوي خلال ثورة الخميني عام 1979.

وتوفي بهلوي في مصر عام 1980 ودُفن بها مع آخرين من عائلته، ما تسبب في توتر بين القاهرة وطهران.

ولكن، تدهورت العلاقات أكثر عندما أطلقت الحكومة الإيرانية على أحد شوارع طهران اسم خالد الإسلامبولي، المتهم الرئيس في اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، خلال عرض عسكري عام 1981 بالقاهرة.

ورُفضت الطلبات المتكررة التي قدمتها القاهرة لإزالة اسمه.

وفي الآونة الأخيرة ، ازدادت العلاقات توترًا بشأن ما تعده القاهرة تدخلا إيرانيًا في الشؤون الداخلية لدول عربية، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.