تمثال بملايين الدولارات... الأمير عبدالقادر يثير جدل الجزائريين
تبلغ تكلفة هذا المشروع الضخم -حسب والي وهران سعيد سعيود، 1.2 مليار دينار أي نحو 9.5 مليون دولار وسيكون الأعلى في العالم، بارتفاع يبلغ 42 مترًا، أي أعلى من تمثال ريو دي جانيرو في البرازيل.

السياق
إعلان الجزائر عزمها تشييد تمثال ضخم ومتحف، أعلى جبال مرجاجو بمدينة وهران، تخليدًا لدور الأمير عبدالقادر في مقاومة المستعمر الفرنسي، أثار جدلًا شعبيًا كبيرًا، خاصة أن تكلفته ستكون كبيرة، في وقت يقول الجزائريون يجب أن تكون هناك أولويات للإنفاق، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وكتب أحد الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي: "120 مليار لبناء صنم لا ينفع، هل أصبحنا نأكل التماثيل في الجزائر؟".
وأضاف:" الاقتصاد العالمي يمر بأوقات صعبة والجزائر بدلًا من إنفاق هذه الأموال في شراء معدات طبية، تنفقها في التماثيل".
بينما كتب أحد الجزائريين: "إن شاء الله يتراجعون عن هذا المشروع ويجسدون مشاريع تخدم المواطن المحتاج لخدمات تهون عليه مشاق الحياة، لأن آباءنا وأجدادنا ثاروا من أجل أن نعيش بكرامة وننفق أموال البلاد في ما يخدم المواطنين".
وتساءل مواطن آخر، في "فيس بوك": "لماذا يخصصون 120 مليار سنتيم جزائري لمشروع بناء تمثال للأمير عبدالقادر في وقت يشكو فيه سكان آخرون من الفيضانات التي كادت أن تودي بمنازلهم؟".
وتبلغ تكلفة هذا المشروع الضخم -حسب والي وهران سعيد سعيود، 1.2 مليار دينار أي نحو 9.5 مليون دولار وسيكون الأعلى في العالم، بارتفاع يبلغ 42 مترًا، أي أعلى من تمثال ريو دي جانيرو "39 مترًا" في البرازيل
ونقلًا عن "فرنس 24" فإن والي وهران، أكد أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون هو الذي أمر ببناء هذا التمثال، وقال: "تبون منحنا التمويل الضروري لتشييد تمثال كبير للأمير عبدالقادر في جبل مرجاجو".
وأضاف: "لقد حصلنا على اللازم لبدء أعمال تصميم المشروع الذي سيكون أعلى تمثال في العالم".
ويقول عديد من الجزائريين المعترضين إن للأمير عبدالقادر كثيرًا من الأعمال التي تخلد ذكراه، في كثير من المدن، أكبرها نصب في شارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة.
الجيش الجزاري
رئاسة أركان الجيش دخلت على الخط، إذ أشاد اللواء سعيد شنجريحة، بقرار تشييد التمثال قائلًا إنه "يخلد البطل الذي لا تزال شخصيته وإنجازاته العظيمة محط تقدير وعرفان وفخر للشعب الجزائري بل والعالم، كرمز من رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد قوى الاستعمار والظلم"... على حد قوله.
من هو؟
الأمير عبدالقادر بن محيي الدين (1808-1883) شخصية بارزة ومحورية في تاريخ الجزائر وأدى دورًا كبيرًا في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي بالجزائر، حيث بايعه الجزائريون عام 1832 أميرًا لمقاومة الاستعمار، وهو من مؤسسي الجزائر الحديثة.
وبعد استسلامه، سُجن من 1848 حتى إطلاق سراحه عام 1852.
وتقول "فرنس 24": رغم أن الأمير عبدالقادر كان ينطلق من العقيدة الإسلامية وتقاليدها، ويستمد سلطته من الشريعة، كان يحرص دائمًا على الحوار مع ممثلي الديانات الأخرى. وعام 1860، لجأ إلى دمشق، وأنقذ مسيحيين خلال أعمال شغب كانت تستهدفهم، ما أكسبه مكانة دولية مرموقة، كما حصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا.
ونقلًا عن صحيفة العرب، فإن تقريرًا صدر بباريس في يناير 2021، من المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، المكلف بتسوية "تطبيع تاريخي" بين بلاده والجزائر، فإن عائلة الأمير عبدالقادر قد رفضت تشييد تمثال له في فرنسا.
وقال وقتها الحفيد، رئيس مؤسسة الأمير محمد بوطالب: "نرفض تشييد تمثال للأمير بفرنسا التي سُجن فيها واحتُجز بها كرهينة".