التزامًا بالحوار السلمي.. الإمارات تنسحب من تحالف عسكري أمريكي في الخليج

أكدت الخارجية الإماراتية، أن دولة الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكلٍ مسؤول، وفقاً للقانون الدولي.

التزامًا بالحوار السلمي.. الإمارات تنسحب من تحالف عسكري أمريكي في الخليج

السياق

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية -في بيان مقتضب- انسحاب أبوظبي من تحالف عسكري بحري، تقوده الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي ومقره البحرين، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وقالت الوكالة الرسمية للدولة، نقلًا عن وزارة الخارجية: إن دولة الإمارات تلتزم بالحوار السلمي والسبل الدبلوماسية، كوسائل لتعزيز الأهداف المشتركة، المتمثلة في الأمن والاستقرار الإقليميين. ونتيجةً لتقييمنا المستمر للتعاون الأمني الفعال مع جميع الشركاء، انسحبت دولة الإمارات -منذ شهرين- من مشاركتها في القوة البحرية الموحدة.

وأكدت الخارجية أن دولة الإمارات مستمرة في التزامها بضمان سلامة الملاحة في بحارها بشكلٍ مسؤول، وفقاً للقانون الدولي.

 

إخفاق أمريكي

البيان الإماراتي جاء بعد تقارير لصحيفة وول ستريت، قال فيه نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وخليجيين، إن الولايات المتحدة أخفقت في فعل ما يكفي لردع الهجمات التي يشنها وكلاء إيران في السنوات الأخيرة على ناقلات النفط، ما يقوِّض إيمانهم بالتزام واشنطن تجاه المنطقة.

 

مسار جديد

صحيفة العرب، أشارت -في تقرير- إلى استبعاد مراقبين لما جاء في "وول ستريت جورنال"، خاصة أن الإمارات بدأت -منذ العام الماضي- مسارًا جديدًا في علاقتها بإيران.

جدير بالذكر أن أبوظبي وافقت على تعيين سفير لطهران في أبريل الماضي، بعد قرابة ثماني سنوات من مغادرة سلفه، في إطار تحسين علاقاتها الدبلوماسية بدول الخليج.

التحالف الذي انسحبت منه الإمارات، ضمن قوة تضم 38 دولة بينها فرنسا وبريطانيا والسعودية وتتخذ من البحرين مقرًا، يعمل على "مكافحة المخدرات ومكافحة التهريب وقمع القرصنة"، بحسب موقعها الإلكتروني.

وكذلك تعمل على "تشجيع التعاون الإقليمي والمشاركة مع الشركاء الإقليميين وغيرهم، لتعزيز القدرات ذات الصلة لتحسين الأمن والاستقرار".

 

احتجاز ناقلات النفط

في تقرير لها، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية الحادثة التي كانت في الثالث من مايو الماضي، حينما احتجز الحرس الثوري ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز، ما يطرح تساؤلات عن قدرة الولايات المتحدة على الالتزام بتعهداتها.

وكانت هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، إذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني، في السابع والعشرين من أبريل، احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، في أعقاب "اصطدامها" بسفينة إيرانية.

 

تهاون أمريكي

إذاعة مونت كارلو الدولية، ذكرت في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، نقلًا عن الخبير الأمني والاستراتيجي عمر الرداد، قوله إن هناك قناعات في أبوظبي بأن واشنطن غير جادة في التعاون الاستراتيجي، مؤكدًا أن هذا الموقف تتبناه الرياض أيضًا.

وأشار إلى عدم اتفاق الولايات المتحدة وأبوظبي على صفقة طائرات إف 35 التي كان يفترض إنجازها، إضافة إلى سحب منظومات باتريوت من السعودية، ما دفع بحسبه، الإمارات إلى عقد صفقة ضخمة لشراء طائرات رافال الفرنسية.

 

تغليب لغة الحوار

فسر مراقبون قرار انسحاب أبوظبي بحرص الإمارات في الحفاظ على العلاقات بين الجيران في المنطقة.

فضلا عن ذلك تأكيد سياسة خفض أي توتر، وتغليب لغة الحوار والحل الدبلوماسي، بما يشمل الحفاظ على الأمن البحري في المنطقة.