السلاح الكبير الأخير في قائمة أمنيات أوكرانيا.. ماذا نعرف عنه؟
الصواريخ البالستية... آخر سلاح خطير على قائمة أحلام أوكرانيا

ترجمات -السياق
من "هيمارس" إلى نظام غافلين الصاروخي المضاد للدبابات، وطائرات من دون طيار، وأسلحة مضادة للطائرات يمكنها استهداف مروحيات من السماء، جزء من الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، التي كان لها دور كبير في تحقيق كييف بعض الانتصارات على الأرض، لكن هل تكتفي أوكرانيا بهذه الأسلحة، أم أنها مازالت بحاجة إلى أخرى أكثر تطورًا وأشد فتكًا وأبعد مدى؟
المساعدات الأمريكية ستتطور إلى تقديم أسلحة بعيدة المدى وطائرات مقاتلة متقدمة، بعد أن طالبت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي -في خطاب إلى الرئيس جو بايدن- بإرسال منظومة صواريخ "إم جي إم - 140 أتاكمز" بعيدة المدى العملياتية والتكتيكية إلى أوكرانيا، وفق مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
ضوء أخضر
في خطاب أُرسل إلى الرئيس الأمريكي، نشرته "فورين بوليسي"، حثّ قادة لجنة هلسنكي لحقوق الإنسان -المكونة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي- البيت الأبيض على منح الضوء الأخضر لتسليم أوكرانيا نظام الصواريخ التكتيكية الأمريكي الصنع (إم جي إم - 140 أتاكمز)، وهو سلاح يمكن إطلاقه من أنظمة إطلاق الصواريخ، التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف، لضرب أهداف روسية على بُعد 200 ميل تقريبًا.
وجاء في الخطاب، الموقَّع من أعضاء الكونغرس جو والسون، وستيف كوهين، وفيكتوريا سبارتز: "بعد اتخاذ قرار بإرسال طائرات إف16، حان الوقت لتقديم الأسلحة والمعدات اللازمة التي تساعد أوكرانيا في تحقيق النصر".
وأضاف الخطاب: "تقريبًا، سُلِّمت منظومات السلاح التي طلبتها أوكرانيا بعد ضغوط شديدة، لكن إرسال (إم جي إم-140 أتاكمز) لا ينتظر حملة ضغط أخرى، كسبًا للوقت".
وحسب المجلة الأمريكية، يرى بعض أعضاء الكونغرس والمسؤولين الأمريكيين، أن شحن أنظمة صواريخ (إم جي إم-140 أتاكمز) إلى أوكرانيا يمكن أن يكون حاسمًا في تعريض القوات والسفن والقواعد الروسية على الأراضي الأوكرانية للخطر المباشر.
وأشاروا إلى أنه بعد أن نجحت أنظمة الصواريخ عالية الحركة "هيمارس" -التي تلقتها كييف من الولايات المتحدة العام الماضي- في ردع القوات الروسية، وقطعت خطوط الإمداد، ودمرت مراكز القيادة، وحطّمت مستودعات الأسلحة، بدأت القوات المعادية التحرك خارج النطاق والتحصين لتتلاشى هذه الضربات، لذلك فإن القوات الأوكرانية بحاجة ماسة إلى أسلحة متطورة أكثر وبعيدة المدى.
وأشار معدو الخطاب إلى أن إرسال الصواريخ يجب أن يسمح لأوكرانيا "بتحريك الوحدات وسلاسل الإمداد الروسية بعيدًا عن خطوط الجبهة" لتعقيد القدرة على إمداد الوحدات العسكرية.
كان جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، قد أعلن أن واشنطن لا تخطط لنقل صواريخ (إم جي إم-140 أتاكمز) التكتيكية العملياتية إلى أوكرانيا، رغم تسليم الصواريخ الجوّالة البريطانية ستورم شادو إلى كييف، مع بعض التعديلات عليها، التي يصل مداها إلى نحو 250 كيلومترًا.
مواصفات النظام الجديد
وعن مواصفات النظام الصاروخي الجديد، بينت "فورين بوليسي" أن مدى نظام (إم جي إم-140 أتاكمز) يبلغ أربعة أضعاف نطاق "هيمارس".
و"إم جي إم-140 أتاكمز" صاروخ بالستي تكتيكي، دخل الخدمة أوائل التسعينيات، ويعمل لدى أربع دول فقط: الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتركيا واليونان.
ويبلغ نطاق الصاروخ 300 كم، وحقق قدرة تشغيلية تتراوح بين 310 و320 كم، وشارك في نزاعات عدة، مثل (حرب الخليج العربي، والحرب في أفغانستان، وحرب العراق).
وفي خطابهم إلى البيت الأبيض قال المشرِّعون: "لن يساعد ذلك أوكرانيا في تدمير أسلحة الحرب الروسية، المستخدمة لقتل الجنود والمدنيين الأوكرانيين فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى دفع الوحدات وسلاسل التوريد الروسية بعيدًا عن الجبهة، ما يُعقد عمليات الدعم ومن ثمّ قدرة موسكو على الاستمرار في الحرب".
وأوضحوا أنه "كلما قلّ وصول الإمدادات والأسلحة إلى القوات الروسية، قلت قدرتها في السيطرة على الأراضي الأوكرانية وقتل شعبها".
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، صعدّت روسيا هجماتها الصاروخية على أهداف مدنية بعيدة عن الخطوط الأمامية.
ونوهت إلى أنه قُتل مدنيان على الأقل الجمعة، وأصيب 23 في هجوم صاروخي روسي على مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا.
كانت روسيا قد قصفت المدينة بطائرات من دون طيار وصواريخ أواخر أبريل الماضي، إضافة إلى مدينة مركزية هي أومان، وهاجمت كييف بضربات، في الذكرى السنوية لانتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية أوائل مايو.
ومع ذلك، كما فعلت طوال الحرب، عرضت إدارة بايدن عددًا من الأسباب لعدم إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا.
وأعرب المسؤولون عن قلقهم من إصابة أوكرانيا أهدافًا داخل روسيا، ما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب، وتورط حلف شمال الأطلسي "الناتو" مباشرةً في حرب مع دولة نووية.
كما تتطلب خطط الحرب الأمريكية أيضًا الاحتفاظ بأنظمة (إم جي إم-140 أتاكمز) وفيرة في متناول اليد، حال نشوب حرب مع الصين أو روسيا أو كوريا الشمالية.
طبول الحرب
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن ما سمته "قرع طبول" بإرسال أنواع الأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا، خصوصًا بعيدة المدى، لم يزد إلا بعد أشهر من حملة الضغط التي قادتها بريطانيا لتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة من طراز إف-16، التي انتهت بإعلان بايدن دعمه للخطة، خلال قمة مجموعة السبع بمدينة هيروشيما اليابانية الأسبوع الماضي.
كان ويلسون وكوهين وسبارتز - المشرِّعون الأمريكيون الذين دفعوا بايدن لاتخاذ الخطوة التالية بتسليم أنظمة (إم جي إم-140 أتاكمز) إلى أوكرانيا- عادوا مؤخرًا مع وفد للكونغرس من كييف، حيث أخبرهم المسؤولون الأوكرانيون بأن جيشهم كان يدرء الروس في جميع مناطق ساحة المعركة، باستثناء السماء.
وبدأ حلفاء الولايات المتحدة إرسال أسلحة طويلة المدى إلى أوكرانيا، في محاولة لدفع واشنطن للسير على نهجهم.
وأوائل مايو الجاري، أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن المملكة المتحدة ستزود أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو كروز، التي يمكنها ضرب أهداف على بُعد نحو 155 ميلاً.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان: إن الدعم الجديد يوسع خيارات أوكرانيا للتعمق أكثر في الحرب، وإيقاف الدعم اللازم الذي تحتاجه الخطوط الأمامية الروسية للوجستيات وتوجيه القيادة والأشخاص.
وأشار إلى أن هذه الصواريخ ستساعد الأوكرانيين في ضرب مراكز القيادة الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، ما يشكل مزيدًا من المعضلات للقيادة العليا في موسكو، ويمنح خيارات أكثر للأوكرانيين في أرض المعركة، ويسمح لهم باتخاذ خطوات حاسمة إلى الأمام.
وحسب المجلة الأمريكية، يأتي الدفع المتجدد لإرسال أسلحة طويلة المدى إلى أوكرانيا، في الوقت الذي بدأت كييف الاستعداد لهجوم الربيع الذي طال انتظاره، حيث أصابت العمليات معظم خط المواجهة الروسي هذا الأسبوع، بما في ذلك أهداف عبر الحدود في منطقة بيلغورود الروسية.
ولذلك يرى المشرعون الأمريكيون أن إرسال أنظمة (إم جي إم –140 أتاكمز) سيساعد الأوكرانيين في تسريع النصر.
وحذروا -في خطابهم إلى البيت الأبيض- من أن "الهزيمة أو حتى الجمود العسكري ضد الغزو الروسي، ستكون كارثة على أمننا القومي، وتضمن تجدد الهجمات الروسية على أوكرانيا، مع احتمال عدوان أوسع على أوروبا".
وأضافوا: "بمجرد أن تحقق أوكرانيا النصر وفقًا لشروطها، فإن نظام إم جي إم-140 أتاكمز، إلى جانب الأسلحة طويلة المدى والمتقدمة، سيكون وسيلة أساسية لردع وتقييد العدوان الروسي".