تينا ترنر... ملكة الروك أند رول تودع مسرح الحياة

السياق

صدمة كبيرة أصابت محبي موسيقى الروك أند رول الشهيرة، بسماعهم خبر وفاة المغنية تينا ترنر، الملقبة بـ"ملكة الروك أند رول"، عن عمر ناهز 83 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض، كما أعلن وكيل أعمالها.

وأوضح برنارد دوهيرتي، أن النجمة الأمريكية الحائزة أيضاً الجنسية السويسرية، توفيت في منزلها قرب زيوريخ.

وخلال مسيرتها التي انطلقت نهاية خمسينيات القرن العشرين في الولايات المتحدة، فازت ترنر، بثماني جوائز غرامي، أبرز المكافآت الموسيقية الأمريكية.

ولفت بيان بحساب المغنية عبر "إنستغرام" أن ترنز "مع أعمالها الموسيقية وشغفها اللامحدود بالحياة، أسعدت ملايين المعجبين، وألهمت نجوم المستقبل".

وبأغنياتها الضاربة مثل "براود ماري" أو "ذي بست"، نجحت المغنية ذات الشعر الأشقر والابتسامة الساحرة، في إشعال حماسة الجماهير بفضل موهبتها الاستعراضية اللافتة على المسرح.

وبعدما أكدت مراراً أنها لا تخشى التقدم في السن، قالت تينا ترنر بتصريحات لصحيفة ذي غارديان في أبريل، إنها تأمل أن ترسخ في الذاكرة أنها "ملكة الروك أند رول".

وقد كسبت ترنر رهانها، إذ إن هذا اللقب تكرر في رسائل كثيرة أشادت بالمغنية الشهيرة.

ومن المشاهير الذين نعوا ترنر، أبدى ماجيك جونسون، أحد أفضل لاعبي كرة السلة في تاريخ اللعبة، حزنه على رحيل "ملكة الروك الأسطورية".

وكتب عبر تويتر: "شاهدتها مرات عدة في حفلات، وقد كانت تقدم بفرق كبير عن الآخرين، بعض أفضل العروض التي رأيتها في حياتي".

كذلك، أبدى قائد فرقة رولينغ ستونز ميك جاغر، حزنه على وفاة من وصفها بـ"الصديقة الرائعة" وصاحبة "الموهبة الهائلة"، مشيداً أيضاً بشخصيتها "الدافئة والمرحة والسخية".

 

إلهام

ومن المشاهير الذين شاركوا رسائل نعي أيضاً، نجمة الغناء المخضرمة غلوريا غينور، التي ذكّرت بأن تينا ترنر "فتحت الطريق أمام كثيرات في موسيقى الروك، سواء كنّ من السود أم البيض".

وكتبت المغنية سيارا بدورها عبر "تويتر" أن "السماء كسبت ملاكاً" بوفاة ترنر، مضيفة: "شكراً على الإلهام الذي منحتنا إياه".

وقد صدرت رسائل نعي من جهات بارزة، وصولاً إلى الرئاسة الأمريكية، إذ  رأى البيت الأبيض وفاة "الأيقونة تينا ترنر خسارة فادحة".

وقد أشادت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بتينا ترنر، إذ كتبت عبر "تويتر" أن "أسطورة الموسيقى تينا ترنر لمعت على المسرح وفي قلوب ملايين".

 

البداية

ترنر، المولودة في 26 نوفمبر 1939 في ولاية تينيسي جنوبي الولايات المتحدة، لأسرة زراعية فقيرة. وقد نما لديها حب مبكر للغناء في جوقة كنيستها واسمها الحقيقي أنا ماي بولوك، بدأت مسيرتها الفنية في السادسة عشرة مع فرقة البلوز "كينغ أوف ريذم" التي ضمّت بين أعضائها آيك ترنر الذي تزوجته سنة 1962 قبل الطلاق بينهما عام 1978.

شكّلت تينا ترنر مع آيك الثنائي الموسيقي "آيك أند تينا ترنر ريفيو" الذي كان من أشهر التشكيلات الموسيقية بالولايات المتحدة في ستينيات القرن العشرين.

عام 1966، قدّم آيك وموسيقيوه عروضاً كانت تفتتح حفلات فرقة رولينغ ستونز في جولتها البريطانية، ما فتح باب النجاح أمام الثنائي في أوروبا.

وبعد فترة ركود أعقبت انفصالها عن زوجها وانفراط عقدهما الفني، استعادت تينا ترنر أمجادها الموسيقية في ثمانينيات القرن العشرين، خصوصاً بفضل ألبوم "برايفت دانسر" الذي تضمّن "واتس لاف غات تو دو ويذيت"، أنجح أغنية منفردة لترنر التي نالت عنها اثنتين من جوائز غرامي الثماني في مسيرتها.

وبسؤالها في مقابلتها مع "ذي غارديان" عن قوة خارقة لديها، أجابت تينا ترنر: "قد يتجلى ذلك عبر إحيائي هذه الحفلات الانفرادية منتعلة أحذية بكعب علوّه 15 سنتيمتراً".