هآرتس: ماذا يحدث لو ضربت إسرائيل إيران؟
مع تلاشي احتمالات عقد اتفاق نووي متجدد مع إيران -على الأقل في الوقت الحالي- فإن العديد من الخبراء، بمن في ذلك المسؤولون الإسرائيليون السابقون والحاليون، استبعدوا إمكانية قدرة إسرائيل على تدمير البرنامج النووي الإيراني.

ترجمات - السياق
رسمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، سيناريو ما قد يحدث في حال اتخاذ السلطات الإسرائيلية قرارًا بقصف المفاعل النووي الإيراني، خصوصًا مع استمرار تعنت طهران، خلال المفاوضات الجارية في فيينا.
ويحاول المفاوضون إيجاد طريقة لإحياء ما تسمى خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي اتفاق أبرِم عام 2015، وافقت بموجبه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين، على رفع العقوبات المفروضة على طهران، مقابل فرض قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني، الذي يقترب أكثر من أي وقت مضى، من مرحلة تخصيب اليورانيوم، الذي يستخدم في صُنع الأسلحة النووية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل لتشاك فرايليك الزميل ببرنامج "آيرا واينر" في معهد واشنطن: مع تلاشي احتمالات عقد اتفاق نووي متجدد مع إيران -على الأقل في الوقت الحالي- فإن العديد من الخبراء، بمن في ذلك المسؤولون الإسرائيليون السابقون والحاليون، استبعدوا إمكانية قدرة إسرائيل على تدمير البرنامج النووي الإيراني.
إشعال الشرق الأوسط
ويوضح الكاتب التداعيات التي من الممكن أن تحدث، حال إقدام إسرائيل على قصف البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: "الحديث عن عدم استعداد إسرائيل لضرب إيران، غير مفهوم، إذ لا يمكن لإسرائيل أن تواصل استفزازاتها لإيران، واغتيالاتها لعلمائها، وقصفها لأهداف في سوريا، من دون بعض التداعيات التي ستشعل الشرق الأوسط كله، نهاية المطاف".
وأضاف: "لدى إسرائيل الجرأة لامتلاك أسلحة نووية قاتلة، من دون توقيع معاهدة حظر الانتشار النووي، ولديها الجرأة على حرمان الدول الأخرى من الدفاع عن نفسها".
وقال فرايليك: إسرائيل تريد أن تحافظ على الإفلات من العقاب، لمواصلة ارتكاب جرائم الحرب وإرهاب الفلسطينيين المعتقلين، والاستيلاء على كل شبر من أرضهم، وامتلاك الحق في إرهاب الدول المجاورة، تحت حماية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأمام كل هذه الخصائص، التي قد تدفع إسرائيل لقصف البرنامج النووي الإيراني وإشعال المنطقة، دعا الكاتب لضرورة كبح جماح إسرائيل، قائلًا: "يجب إجبارها على احترام القانون الدولي، كما يجب تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية في عدد من القضايا".
ترسانة نووية
وتحدث فرايليك عن أن إسرائيل تمتلك ترسانة نووية، مشيرًا إلى أن القنابل النووية الإسرائيلية، التي يتراوح عددها بين 100 و300 قادرة على قتل ملايين الإيرانيين، بالقصف جوًا أو بحرًا.
وأضاف، أنه منذ 7 سنوات، نفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية، ضد أهداف مرتبطة بإيران في جميع أنحاء سوريا، مشيرًا إلى أن دوافع الرد الإيراني على أي هجوم إسرائيلي، مختلفة، إذ إن حزب الله -الموالي لإيران في لبنان- يمتلك اليوم ترسانة صواريخ أكثر قدرة وفتكًا بكثير مما كان عليه عام 2006.
وتابع: "تشير معظم التقديرات إلى أن العدد الحالي لصواريخ حزب الله يزيد على 100000"، موضحًا أنه خلال حرب عام 2006، أطلق حزب الله 4000 صاروخ قصير المدى على شمالي إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 50 إسرائيليًا.
وحذر فرايليك، من أنه في أي نزاع مستقبلي، يمكن أن يثبت حزب الله قدرته على إطلاق المزيد من الصواريخ الأكثر دقة، على أهداف في جميع أنحاء إسرائيل، ما قد يفوق أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية.
استعداد تام
مخاوف فرايليك من إشعال المنطقة، حال إقدام إسرائيل على قصف البرنامج النووي الإيراني، والرد الإيراني المحتمل، تأتي بعد تصريحات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أعلن فيها أنه أمر الجيش بإعداد خطط، لتوجيه ضربة لبرنامج إيران النووي.
وقال كوخافي: "الحكومة بالطبع هي التي تقرر ما إذا كان ينبغي استخدامها، لكن يجب أن تكون هذه الخطط على الطاولة، وأن يكونوا مدربين عليها".
ومنذ ذلك الحين، تعاون الجيش الإسرائيلي، مع القوات الجوية والاستخبارات العسكرية، على وجه الخصوص، بإعداد أنفسهم لمثل هذه العملية، وتكثيف التدريبات، وحشد موارد هائلة لجمع المعلومات الاستخبارية، وضُخت مليارات إضافية في ميزانية الدفاع، للتحضير لشن ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقًا لتقديرات كوخافي، لا يزال الجيش الإسرائيلي على بعد أشهر على الأقل، من الاستعداد لشن مثل هذه الضربة، رغم إعلان المسؤولين الإسرائيليين إمكانية تنفيذ نسخة محدودة من خططه في وقت قريب.
إمكانية التنفيذ
وعن إمكانية توجيه ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية ومنها "هآرتس" أنها ستكون أكثر تعقيدًا وصعوبة، من أي عملية أخرى لجيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك غاراته لاستهداف المفاعل العراقي عام 1981 وسوريا عام 2007.
وأوضحت، أن ما يزيد الأمر صعوبة، أن العديد من المنشآت مدفونة في أعماق الأرض، ما يجعلها غير قابلة للاختراق بالهجمات الجوية، لا سيما مفاعل فوردو، حيث بدأت إيران التخصيب بمستويات نقاء أعلى، في أحدث خرق للاتفاق النووي لعام 2015.
وأشارت "هآرتس" إلى أن الولايات المتحدة تمتلك الذخائر الخارقة للتحصينات، اللازمة لضرب مثل هذه المنشآت، لكن واشنطن رفضت -حتى الآن- تزويد إسرائيل بها.
وبحسب الصحيفة، فإن "بيع القنبلة الثقيلة إلى إسرائيل لن يكون مفيدًا كثيرًا، حيث لا تمتلك القوات الجوية الإسرائيلية طائرة قادرة على حملها، ولا تمتلك حتى البنية التحتية، للمطارات اللازمة لدعم الطائرات التي يمكن أن تحملها".
وأشارت إلى أنه "للتحايل على هذه القيود وإثبات خطورة التهديد الإسرائيلي بشن هجوم، عرض بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة، فكرة بيع أو تأجير واحدة من القاذفات الأمريكية الثقيلة الثلاث، القادرة على حمل تلك القنابل "مثل بي-52 أو بي-1 أو بي-2"، لكن ذلك يواجه عددًا من التحديات القانونية واللوجستية، حيث تم حظر بيع بي-52 وبي-2 بموجب معاهدة ستارت الجديدة الأمريكية مع روسيا.