لا أنورا أو منافذ ودون هاتف... كيف يبدو مخبأ زيلينسكي؟
تفاصيل مخبأ زيلينسكي.. ماذا في الغرفة التي يقيم بها الرئيس الأوكراني في كييف؟

ترجمات - السياق
كشف برنامج وثائقي -بثت صحيفة ذا صن البريطانية لقطات منه- تفاصيل المخبأ الذي يأوي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحت الأرض، الذي يعيش فيه منذ العام الماضي، بعد بدء الاجتياح الروسي لشرقي البلاد.
وخلال البرنامج الذي قدَّمه الصحفي الأوكراني دميترو كوماروف بعنوان "عام"، في إشارة إلى مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، أظهر زيلينسكي للأوكرانيين الغرفة المتواضعة التي يعيش فيها بعيدًا عن عائلته (زوجته وطفليه)، حيث يتخذ قرارات حيوية، ويعقد اجتماعات، ويتصل برؤساء دول، من جميع أنحاء العالم عبر الهاتف، من هذا المكان.
وحسب الصحيفة البريطانية، يستخدم زيلينسكي هذا المخبأ المتواضع والضيق المساحة، كغرفة عمليات لإدارة الحرب، واتخاذ معظم القرارات الحيوية، مشيرة إلى أنه طوال العام الماضي -منذ بدء الحرب- ظل مختبئًا في هذا المكان الواقع بشارع بانكوفا في العاصمة كييف، كمركز للقيادة، محاطًا بحلقة قوية من الصلب، حتى لا تخترقها الصواريخ الروسية.
ظلام
وبينت "ذا صن" أنه عندما أطلق بوتين العنان لقواته لدخول أوكرانيا في 24 فبراير 2022، هرع زيلينسكي إلى شارع بانكوفا، لافتة إلى أن الأكثر لفتًا للانتباه عند دخول بانكوفا كييف -وهو الشارع الذي يماثل داونينغ ستريت في بريطانيا- كمية الظلام داخله.
وأشارت إلى إغلاق الستائر للحماية من انفجارات القنابل، وإطفاء الأنوار لتقليل خطر استهداف المبنى، بالهجمات الجوية أو القناصة.
وخلال البرنامج الوثائقي، قال زيلينسكي (45 عامًا) للصحفي الأوكراني دميترو كوماروف: "أحب عائلتي لكن بالنسبة لي كرئيس، كان الوجود هنا أولوية، فقد حزمت أمتعتي بسرعة، وجئت إلى هنا لأتابع الحرب بكل تفاصيلها"، مضيفًا: "هذا هو بيتي... لقد عشت هنا عامًا".
ثم أخذ الرئيس الأوكراني، كوماروف في جولة داخل الغرفة المظلمة، وأشار له متفاخرًا إلى خزانة ملابسه المليئة بالأزياء العسكرية الكاكية التي أصبحت مرادفًا له أينما ذهب.
فإضافة إلى المساحات المكتبية الواسعة، كشفت الصور خزانة ملابس مليئة تقريبًا باللون الكاكي وملابس تناسب الحرب، اشتهر بارتدائها منذ بداية الغزو.
وخلال البرنامج الوثائقي قال زيلينسكي: "لديّ هنا خزانة ملابس صغيرة... الملابس كلها متشابهة"، مضيفًا: "أنا لا أرتدي البدلات الآن".
ولكن في أحد جوانب الغرفة، كشف زيلينسكي عن احتفاظه ببدلة "كرمز على أن الحرب ستنتهي قريبًا"، وأضاف: "سنفوز قريبًا، لذا سأرتدي البدلة مرة أخرى".
كما أظهر زيلينسكي أن غرفة نومه، بسريرها الفردي وأثاثها المتواضع، بعيدة كل البعد عن الكماليات التي يتوقعها معظم الناس عن حياة الرئيس التقليدية.
وعرض زيلينسكي على كوماروف غرفة كبيرة بها طاولات وكراسي، حيث شارك ذكرياته وأفكاره الأولية مع الشعب الأوكراني.
تفاصيل الغرفة
وكشفت "ذا صن" بعض تفاصيل المخبأ -نقلا عن البرنامج الوثائقي- مشيرة إلى أنه يتضمن غرفة نوم وخزانة ملابس ومكتبًا.
وخلال البرنامج، أظهر الرئيس الأوكراني للصحفي مكتبه الرسمي، حيث نشر الأغلبية العظمى من مقاطع الفيديو الخاصة بتحديثات الحرب، التي طلب فيها كذلك المساعدة من الدول الغربية.
وتضمن مكتب زيلينسكي بعض نماذج الطائرات، وصورة له ولزوجته أولينا مع طفليهما، إضافة إلى تمثال للزعيم البريطاني ونستون تشرشل.
كما زُين مكتبه بنماذج من الدبابات والعلم الأوكراني.
بينما يتم توصيل تلفزيون صغير بشاشة مسطحة بالجدار أمام سريره، مصحوبًا بمغسلة وعدد قليل من قطع الأثاث.
كما أخبر زيلينسكي البرنامج، كيف اعتاد إطفاء الأنوار في محاولة لتجنُّب التعرض للتهديد بهجوم.
وأشار إلى أنه بينما يواصل قيادة بلاده ضد ما سماه "غزو بوتين الهمجي" ، فإنه نادرًا ما يرى زوجته أولينا وابنته ألكساندرا (19 عامًا)، وابنه كيريل (10 أعوام).
وبيّن الرئيس الأوكراني، أنه خلال الذكرى السنوية الأولى للحرب -التي وافقت الجمعة- انفجر بالدموع، عندما تذكر أنه يعيش بعيدًا عن أحبائه وسط ظروف صعبة.
وقال زيلينسكي: "زوجتي وأولادي أهم الناس بالنسبة لي. ورغم أنني لا يمكنني رؤيتهم كثيرًا، فإنني مصمم على أن أجعلهم فخورين بي".
ووفقًا للبرنامج الوثائقي، فإن "الملجأ معتم، ويحرس مجمع مباني الحكومة الأوكرانية داخله عدد كبير من المسلحين، وكل شخص يريد دخول المجمع والتنقل في مرافقه، عليه ذكر كلمة سر محددة تتغير يوميًا".
وأوضح أن "كلمة السر من جمل وكلمات صعبة باللغة الأوكرانية، يصعب على الروس نطقها"، لافتًا إلى أن زيلينسكي "أجبر قاطني الملجأ على توقيع تعهد خطي، بعدم الإفصاح عن تفاصيل تخص الملجأ، وتصميمه، وموقعه، ودفاعاته، وحتى الطعام الذي يُقدم فيه".
ونوهت الصحيفة إلى أنه "بداية العملية العسكرية الروسية، كان يفترض أن يختبئ زيلينسكي في الملجأ تحت الأرض أسبوعًا، إلا أن تقدم القوات الروسية إلى ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف، منذ المرحلة الأولى للعملية، أجبره ومساعديه على الاختباء فيه مدة أطول".
بطل غير متوقع
وترى "ذا صن" أنه بعد أن جعل مكتبه موطنًا له، العام الماضي، أصبح زيلينسكي مثالًا لبطل غير متوقع، إذ انتقل من مجرد ممثل مغمور، إلى المقارنة بزعيم بريطانيا العظيم زمن الحرب ونستون تشرشل.
وأشارت إلى أنه كان يُنظر إليه -على نطاق واسع- كدخيل على عالم السياسة، إلا أنه حقق فوزًا مفاجئًا في انتخابات 2019، خصوصًا بعد تعهده بإنهاء الصراع بين أوكرانيا وروسيا، الذي بدأه بوتين بضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن زيلينسكي كان يتمتع بشعبية معقولة على المستوى المحلي قبل الحرب، وظهر فترة وجيزة على المسرح العالمي، وأبرزها "الانجرار إلى أول محاكمة لعزل دونالد ترامب بعد اتهامه بمحاولة ابتزاز أوكرانيا".
كانت لجنة بمجلس النواب الأمريكي، قد حققت في ما إذا كان ترامب قد حجب المعونات العسكرية الأمريكية عن أوكرانيا، للضغط على الرئيس الأوكراني الجديد -حينها- فلوديمير زيلينسكي، لإجراء تحقيق فساد مع جو بايدن، منافس ترامب.
ولكن بعد مرور عام على غزو بوتين لأوكرانيا، اشتهر الممثل السابق بجاذبيته وتصميمه الفولاذي.
وأضافت الصحيفة: "بسلوكه الفظ، وولعه بالملابس العسكرية، ولحيته الخفيفة غير المهذبة، ونظراته الجريئة المحدقة، تحول زيلينسكي من مجرد نجم تلفزيوني، يحاول دخول عالم السياسة، إلى بطل عالمي".