خطة إسرائيلية من 4 محاور لتوسيع اتفاقيات أبراهام... ودبلوماسي يكشف التفاصيل

يعتقد ريغيف، أن الجاذبية الرئيسة للدول العربية للاعتراف بإسرائيل، هي حقيقة أنها الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تقاتل علانية ضد إيران ووكلائها، إضافة إلى علاقاتها الوثيقة بالولايات المتحدة.

خطة إسرائيلية من 4 محاور لتوسيع اتفاقيات أبراهام... ودبلوماسي يكشف التفاصيل

ترجمات - السياق

"خطة من أربعة محاور لتوسيع اتفاقيات أبراهام، بضم دول جديدة مع تعميق العلاقات القائمة"... تصريحات لدبلوماسي إسرائيلي كبير كشف فيها، عن سعي بلاده لتوسيع نطاقات اتفاقات السلام، في مبادرات قال إنها تعلَّمتها من عقود السلام البارد مع مصر والأردن.

وقال مدير قسم الشرق الأوسط، المنتهية ولايته بوزارة الخارجية الإسرائيلية حاييم ريجيف، إن المحاور الأربعة للخطة الإسرائيلية، تشمل تطوير العلاقات الدبلوماسية أو العلاقات بين الحكومات، وتعزيز تجارة القطاع الخاص مع البلدان، والعمل على حشد دعم المنظمات الدولية والولايات المتحدة للوصول إلى شركاء جدد، إضافة إلى الدبلوماسية العامة الموجَّهة للجمهور العربي.

 

علاقات حصرية

وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي -في تصريحات لـ«تايمز أوف إسرائيل»- أن هذه المبادرات تأتي من الدروس التي تعلَّمتها وزارة الخارجية من عقود السلام البارد مع مصر والأردن، مشيرًا إلى أن العلاقات تمت بشكل حصري تقريبًا، على المستوى الحكومي.

ريجيف قال إن إسرائيل تسعى، في توسيع نطاق انتشارها الدبلوماسي، إلى تجنُّب «الفجوات» التي ظهرت في علاقاتها مع الأردن ومصر، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية تحافظ على شكل من أشكال الاتصال، مع جميع الدول العربية تقريبًا، بما في ذلك تلك المصنَّفة رسميًا على أنها «دول معادية» مثل العراق.

 

اختراقات

وأكد ريغيف، الذي تم إيفاده إلى بروكسل لرئاسة البعثة الإسرائيلية لدى الاتحاد الأوروبي، بعد خمس سنوات من قيادته لقسم الشرق الأوسط، أن الاستعدادات وسنوات العمل الهادئ آتت أكلها، مشيرًا إلى أنه «عندما حدث اختراق في اتفاقات إبراهام، كنا هناك بالفِعل».

وبحسب «تايمز أوف إسرائيل» فإن ريغيف كان أحد الدبلوماسيين الذين وضعوا الأساس لاتفاقيات تطبيع اتفاقيات إبراهام، التي وقَّعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، عام 2020، إلى جانب الدبلوماسي الإسرائيلي المتجوِّل في العالم العربي بروس كاشدان.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنه الآن وبعد توقيع أربع اتفاقيات تطبيع جديدة- إضافة إلى اتفاقيات السلام مع مصر والأردن- يعيش ما يقرب من نِصف سكان العالم العربي، في دولة تربطها علاقات دبلوماسية مفتوحة بإسرائيل.

 

الجاذبية الرئيسية

ويعتقد ريغيف، أن الجاذبية الرئيسة للدول العربية للاعتراف بإسرائيل، هي حقيقة أنها الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تقاتل علانية ضد إيران ووكلائها، إضافة إلى علاقاتها الوثيقة بالولايات المتحدة، قائلًا: «نحن الجسر إلى الأمريكيين».

 

أسباب الاهتمام

وشدَّد مهندس «اتفاقات إبراهام» على أن ما وصفها بـ«براعة» إسرائيل التكنولوجية، ونجاحها في مكافحة جائحة كورونا، أحد أسباب اهتمام الدول العربية، بعلاقات علنية مع إسرائيل.

إلا أنه أقرَّ في الوقت نفسه، بأنه لا تزال هناك عقبات كبيرة، مشيرًا إلى القدس كمصدر توتر، حتى بالنسبة للدول التي تربط إسرائيل بها علاقات، قائلًا: "إنها قضية حساسة للغاية، تعاملنا معها طوال الوقت".

فاضطرابات القدس في مايو الماضي، والصراع الذي استمر 11 يومًا مع حماس، أحدث بلا شك موجات في جهود إسرائيل، لوضع اللحم على عظام اتفاقات إبراهام، بحسب ريغيف، الذي قال إن العملية عادت إلى مسارها الصحيح، بينما يقوم الوزراء بزيارات رسمية ويتم فتح مكاتب دبلوماسية وتوقيع اتفاقيات.

العراق هدف محتمل

وأشار المدير السابق لقسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية، إلى أنه على مدى العشرين عامًا الماضية، كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية على اتصال بجميع اللاعبين في العالم العربي تقريبًا، مؤكدًا أن قائمة الاتصالات السرية هذه، لا تشمل لبنان وسوريا واليمن، إلا أنها تمتد إلى بغداد.

وهو ما ألمح إليه السفير العراقي في واشنطن، فريد ياسين، عام 2019، بقوله: «هناك أسباب موضوعية، قد تدعو إلى إقامة علاقات بين العراق وإسرائيل».

وأضاف الدبلوماسي العراقي، الذي تحدَّث باللغة العربية في حدث بعنوان «كيف يتعامل العراق مع التطورات الإقليمية والدولية الحالية»، في مركز الحوار للثقافة العربية والحوار بواشنطن، أن هناك جالية عراقية مهمة في إسرائيل، وما زالوا فخورين بصفاتهم العراقية.

مشيرًا إلى ما وصفها بـ«التقنيات الإسرائيلية المتميِّـزة» في مجالات إدارة المياه والزراعة.

ورغم ذلك، فإن الدبلوماسي المخضرم، الذي خدم في العاصمة منذ نوفمبر 2016، قال إن الأسباب الموضوعية غير كافية، مؤكدًا أن هناك «أسبابًا عاطفية وأسبابًا أخرى» تجعل التواصل المفتوح، بين القدس وبغداد، مستحيلًا.

وأطلق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، في أغسطس الماضي، «اتفاق أبراهام»، تيمنًا بالنبي ابراهيم، الذي يُعَدُّ أبَ الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام.