بالأرقام.. ارتفاع حجم التجارة بين إسرائيل والدول العربية بعد الاتفاق الإبراهيمي
كان هناك اهتمام كبير من رجال الأعمال العرب، قبل وقت طويل من إعلان الاتفاقيات الإبراهيمية، بعقد صفقات مع إسرائيل، لكن كان هناك أيضاً بعض الخوف من الأمر، لكن بمجرد إعلان الاتفاقيات أصبح هناك اندفاع كبير

ترجمات – السياق
قال موقع "All Israel" الإسرائيلي، إن الاتفاقيات الإبراهيمية التاريخية، أدت إلى طفرة في العلاقات الاقتصادية، بين إسرائيل وشركائها العرب الجدد، مشيرًا إلى أن الاتفاقية لديها القدرة على تغيير المنطقة، وتوفير ممر جديد من الازدهار والاستقرار والتجارة في الشرق الأوسط، وسيكون عام 2022 حاسماً لتحقيق هذه الإمكانات.
وقال موقع "All Israel" الإسرائيلي، في تقرير، إن توقعاته بتحقق فوائد اقتصادية كبيرة في الشرق الأوسط، نتيجة لاتفاقات السلام والتطبيع التاريخي بين تل أبيب وأربع دول عربية، قد تحقق بالفعل خلال عام 2021.
وأوضح الموقع، أن هناك دليلاً ملموساً على تحقيق هذه الفوائد الاقتصادية، رغم جائحة كورونا والهجمات الإرهابية الإيرانية والحوثية، وتغيير الحكومة الإسرائيلية والتحديات الأخرى، مشيراً إلى أن المنطقة مهيأة لنمو إضافي.
ارتفاع حجم التجارة
ولفت الموقع إلى تقرير جديد، نشره معهد الاتفاقات الإبراهيمية للسلام، الذي أسسه مهندس الصفقات جاريد كوشنر العام الماضي، والذي قال إنه يقدِّم تفاصيل مذهلة ومثيرة في الوقت نفسه.
ووفقاً للتقرير فإن حجم التجارة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة ارتفع عام 2021 بنسبة مذهلة بلغت 511% من عام 2020 إلى 1.15 مليار دولار، كما نمت التجارة بين تل أبيب والبحرين عام 2021 من صفر عام 2020 إلى 6.5 مليون دولار، وهو الرقم الذي وصفه الموقع بأنه "متواضع"، لكنه رأى أنه "يمثل بداية مهمة"، بينما قفزت التجارة بين إسرائيل والمغرب عام 2021 بنسبة 84% إلى 41.6 مليون دولار.
وتابع: "كما أن حجم التجارة بين شركاء السلام العرب والإسرائيليين السابقين، آخذ في الازدياد أيضاً، إذ نمت التجارة بين إسرائيل ومصر عام 2021 بنسبة 43% حيث وصلت إلى ما يقرب من ربع مليار دولار (246.1 مليون دولار) وهو الرقم الذي يعد أقل من 25% من حجم تجارة إسرائيل مع الإمارات، شريك السلام الجديد، رغم توقيع تل أبيب معاهدة السلام مع مصر عام 1979، أي قبل أكثر من 40 عاماً، لكن الرقم يبدو مشجعاً لأن الزيادة التي بلغت 43% تأتي بعد أن أبرمت أربع دول عربية جديدة صفقات سلام مع تل أبيب، كما أن هناك مجالًا هائلًا للنمو بالنظر إلى قرب البلدين، وعدد المستهلكين في القاهرة الذي يبلغ 100 مليون شخص".
إسرائيل والأردن
وقال الموقع إن "الرقم الأكثر تشجيعاً" هو حجم التجارة بين إسرائيل والأردن عام 2021، حيث ارتفع 83% من عام 2020 إلى ما يقرب من نصف مليار دولار (455.8 مليون دولار)، مشيراً إلى أنه رغم توقيع الجارتين معاهدة سلام عام 1994، فقد كانت هناك توترات سياسية كبيرة بينهما منذ ذلك الحين، لذا فإنه من الجدير بالملاحظة أن يبلغ حجم التجارة بين تل أبيب وعمان ضعف حجم التجارة الإسرائيلية مع مصر، حسب الموقع.
ولفت الموقع إلى أنه إضافة إلى العشرات من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية والدبلوماسية، التي وُقعت منذ عقد الاتفاقيات الإبراهيمية في تقريرهم، فقد أدرج مؤلفو تقرير المعهد عدداً من التقييمات بناءً على البيانات.
ونقل الموقع عن مؤلفي تقرير المعهد قولهم: "منذ التوصل إلى الاتفاقات التاريخية العام الماضي، كان هناك تقدم ملحوظ، كما أننا ندرك جميعاً أن هناك إمكانات أكبر تنتظرنا، ونتطلع إلى العمل مع أعضاء الاتفاقات وشركائنا لتقييم التقدم المحرز العام الماضي، والظروف التي ينبغي الحفاظ عليها أو توسيعها، وتحديد العقبات والمعوقات التي تقيد التجارة والاستثمار والتي يجب حلها".
طفرة في العلاقات
وذكر الذين أعدوا تقرير معهد الاتفاقات الإبراهيمية للسلام، أنه "بينما أدت الاتفاقيات الإبراهيمية التاريخية إلى طفرة في العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وشركائها العرب الجدد، فإنها تذهب أعمق بكثير من مجرد عقد صفقات تجارية ثنائية، حيث إن اتفاقيات السلام هذه لديها القدرة على تغيير المنطقة، وتوفير ممر جديد من الازدهار والاستقرار والتجارة في الشرق الأوسط، وسيكون عام 2022 حاسماً لتحقيق هذه الإمكانات.
وفي حين أن الاتفاقيات الإبراهيمية لديها القدرة على تغيير المنطقة، فإن مثل هذا التحول لن يحدث من تلقاء نفسه، بل يجب أن نركز وقتنا وطاقتنا وجهدنا على تلك الإجراءات التي تعمل على تحقيق الإمكانات الاقتصادية للاتفاقيات، واعتماد نهج استراتيجي يستخدم المساهمات الفريدة لكل عضو، ويقضي على الروتين، ويأخذ في الاعتبار التكامل مع الأسواق العالمية، ونظراً لأن الفوائد الهائلة لهذا التعاون الإقليمي المربح للجانبين أصبحت واضحة بشكل متزايد، من المرجح ضم المزيد من البلدان إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، ما يؤدي إلى إنشاء دائرة من السلام والنمو".
وأشار الموقع إلى أن جيسون جرينبلات، الذي ترك فريق السلام بالبيت الأبيض لتقديم المشورة للشركات والمستثمرين المهتمين بالعمل مع إسرائيل والدول العربية السُّنية، يتوقع أيضاً زيادة هائلة في فرص العمل بالمنطقة.
ونقل الموقع عن جرينبلات قوله: "ما أحاول فعله الآن هو إنشاء ما أسميها النسخة الثانية من الشرق الأوسط، فقد كان هناك اهتمام كبير من رجال الأعمال العرب، قبل وقت طويل من إعلان الاتفاقيات الإبراهيمية، بعقد صفقات مع إسرائيل، لكن كان هناك أيضاً بعض الخوف من الأمر، لكن بمجرد إعلان الاتفاقيات أصبح هناك اندفاع كبير".
كبح طموحات طهران
ورأى الموقع أن التهديد النووي الإيراني، وتمويل طهران القوي وتسليح المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة تظل عوامل مهمة، إذ يمكن أن يتوقف الاندفاع نحو تحقيق المكاسب الاقتصادية، في حال عدم كبح طموحات طهران العنيفة وتلك الخاصة بوكلائها.
وتابع: "كما يمكن للولايات المتحدة أيضاً تقويض ثقة المستثمرين في الشرق الأوسط الجديد، من خلال الاستمرار في الانسحاب المتهور من المنطقة، بالطريقة التي صدم بها الرئيس جو بايدن العالم، بعد استسلامه لإرهابيي حركة طالبان، وسحب جميع القوات الأمريكية بحماقة من أفغانستان، ولذا فإن المطلوب الآن هو التزام قوي من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بتحييد التهديد الإيراني، وتقوية الاتفاقيات الإبراهيمية وتوسيعها".
وأوضح الموقع أنه عندما تحدث كوشنر في حفل الذكرى السنوية الأولى لاتفاقيات السلام، في سبتمبر الماضي، كانت هذه هي الرسالة التي وجهها مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، إذ أكد أن الشراكة بين الحزبين مفتاح النجاح في الشرق الأوسط وقال: "اختراقات مثل هذه تتطلب دبلوماسية مكثفة، وبذل مزيد من الجهد لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة ومجالات مشتركة للنمو"، وهو ما اتفق عليه سفير الإمارات العربية المتحدة يوسف العتيبة، وقال إن "الاتفاقيات الاقتصادية لديها إمكانات كبيرة لإخراج هذه الدول من الركود الاقتصادي الناجم عن وباء كورونا".