هجوم أبين الإرهابي... يكشف تحالف الحوثي والقاعدة في اليمن

هجوم أبين، يثير العديد من التساؤلات عن دلالة عودة العمليات الإرهابية جنوبي اليمن وتحديدًا أبين، وهل ثمة ربط بين القاعدة والإخوان والحوثيين، مثلث الإرهاب والعنف في البلاد، خصوصًا مع ما نشرته تقارير عن تنسيق بينهما.

هجوم أبين الإرهابي... يكشف تحالف الحوثي والقاعدة في اليمن

السياق

بعد ما يقرب من 3 أشهر، عاد إرهاب تنظيم القاعدة جنوبي اليمن، عبر استهداف قوات الحزام الجنوبي بمحافظة أبين، ما أسفر عن قتل 21 جنديًا وإصابة 7، بجانب 7 قتلى من المسلحين، بحسب بيان وزارة الداخلية اليمنية.

وقالت الوزارة إن منفذي الهجوم ينتمون إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، وقالت -في بيان رسمي- إن هذه الواقعة تكشف التنسيق بين الإرهابيين ومليشيات الحوثي الانقلابية.

جاءت هذه العملية الإرهابية، بعد ثلاثة أشهر من آخر هجوم إرهابي نفذه تنظيم القاعدة في اليمن، وعقب ما يقرب من 20 يومًا من محاولة الإخوان تنفيذ تمرد عسكري، بمحور عتق وفي محافظة شبوة، بعد إطاحة قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب، لتورطه في قضايا اقتتال وإثارة فوضى.

ما حدث يثير العديد من التساؤلات عن دلالة عودة العمليات الإرهابية جنوبي اليمن وتحديدًا أبين، وهل ثمة ربط بين القاعدة والإخوان والحوثيين، مثلث الإرهاب والعنف في البلاد، خصوصًا مع ما نشرته تقارير عن تنسيق بينهما.

 

ورقة جاهزة

المحلل السياسي اليمني عبدالسلام القيسي يقول لـ"السياق"، إن الإرهاب جنوبي اليمن "ورقة قديمة وجاهزة" للإخوان ومليشيات الحوثي.

وأضاف القيسي أن لهجوم أبين أوجهًا عدة، منها أن الإرهاب أداة احتياطية للإخوان فرع اليمن، لتنفيذ ما فشلوا في تحقيقه بالسياسة.

ولفت إلى أنهم عجزوا عن مواجهة مجلس القيادة الرئاسي، لذا يمكن تفهم عودة نشاط الإرهاب، لضرب المجلس الذي يشكل مظلة توافق اليمنيين، والذي جاء على تركتهم الثقيلة وحرر منهم شبوة مركز الغاز والنفط، ومأرب على طريق الخلاص أيضاً منهم.

وقال المحلل السياسي اليمني، إن الهجوم الأخير وقع بعد أيام من إصدار التنظيمات الإرهابية، بشقيها القاعدة وداعش في اليمن، تهديدات صريحة للقوات المشتركة والانتقالي والتحالف في اليمن، بينما لم تهاجم هذه التنظيمات إخوان اليمن وواجهته السياسة حزب الإصلاح.

وأوضح القيسي أن ما سبق دلالة على تزاوج هذا الإرهاب، كما أن فرحة نشطاء الإخوان بالعملية الإرهابية في أحور أبين، تعد دلالة أخرى على الصفقات المبرمة للقاعدة والإخوان، لضرب الخصوم السياسيين برعاية إقليمية، من دون أن يسميها.

وفي ما يتعلق بالعلاقة بين الحوثي والقاعدة، فإن التحالف مثبت بينهما -بحسب المحلل السياسي اليمني- إذ يريد الحوثيون الكسب من ناحيتين بإعادة نشاط القاعدة للواجهة، الأولى نشر الفوضى في المدن المحررة وإشغال مجلس القيادة بمعركة مع الإرهاب ونسيانه كعدو رئيس.

من ناحية أخرى تسعى مليشيات الحوثي أيضًا -بحسب القيسي- إلى ضرب التوافق اليمني، بتنشيط العمليات الارهابية لإبقاء سطوته شمالي اليمن عبر إشافة الفوضى.

ويرى المحلل السياسي اليمني أن ما يفهم من هجوم أبين، أن هناك تنسيقًا إخوانيًا حوثيًا عبر ورقة القاعدة، لضرب مجلس القيادة الرئاسي، الذي لم يلبِ طموحات الإخوان، ووحد الصف اليمني صوب استعادة الشمال اليمني وصوب صنعاء.

 

علمية مدفوعة الأجر

من جانبه، قال الكاتب اليمني المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية عاصم الصبري لـ"السياق"، إن العملية -وفق مصادره المقربة من تنظيم القاعدة في اليمن- مدفوعة الأجر.

وأشار إلى أن هناك أجنحة داخل تنظيم القاعدة، تحصل على مقابل مادي لتنفيذ عمليات إرهابية، تحت غطاء الدفاع عن التنظيم أو عن الدين.

ولفت الصبري إلى أن العملية الإرهابية الأخيرة للتنظيم في منطقة أحور أبين، تتضمن رسالة من التنظيم إلى المكونات السياسية اليمنية بأنهم حاضرون في المشهد، وأن لديهم القدرة على تنفيذ عمليات هجومية، في أي وقت وأي مكان، رغم الانتشار العسكري والتحركات العسكريات لقوات المجلس الانتقالي.

ويرى الكاتب اليمني المتخصص في الجماعات الإرهابية، أن العملية ضد قوات الحزام الأمني، لم تنجح، لافتًا إلى أن التنظيم كان يريد تنفيذ العملية بلا خسائر بشرية، لكن ما حدث هو سقوط 7 من قواته، إضافة إلى ردود فعل المجتمع الرافضة والمستنكرة للعملية، التي حاول من خلالها أيضاً كسب بعض الرافضين لفكرة انتشار قوات المجلس الانتقالي في أبين.

ويرى الصبري أن هذه العملية تؤكد أن هناك حاجة ملحة لتنفيذ عمليات عسكرية مدروسة ومخططة ضد التنظيم، بالتوازي مع محاولة لاستقطاب الكثير من قيادات التنظيم، الرافضة لكثير من قرارات القيادة العامة للقاعدة في اليمن.

وأوضح أن هناك تذمرًا داخل التنظيم، تفاقم في الفترات الاخيرة إثر تنفيذ عمليات أمر بها زعيم الجهاز الأمني في التنظيم إبراهيم البنا، منها كمين لقوات الجيش وتنفيذ عمليات ذبح لمن تم اختطفاهم.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الهجوم نفذه جناح "أنصار الشريعة"، وهو ما يدعم مسألة الانشقاق أو المعاناة الهيكلية داخل تنظيم في اليمن.

 

استهداف بالوكالة

من جانبه، أوضح صالح أبو عوذل، رئيس مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات اليمنية لمنصة "السياق" أن الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة -منذ عودته للظهور بداية العام الجاري- يمكن تفسيرها بأنها مرتبطة بشكل وثيق بشخصية الجنرال علي محسن الأحمر، الرجل الذي لديه تحالفات عميقة مع قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية.

وأوضح أول عوذل أن الأحمر هو الذي أشرف على تجنيد وتسليح ما سموا الأفغان العرب، وكانت له اليد الطولى في حرب 1994 على الجنوب، وتصفه مراكز الأبحاث الأمريكية بالأب الروحي لتنظيم أنصار الشريعة في اليمن.

ونوه إلى أنه حين بدأ الحديث عن ضرورة إعادة هيكلة الشرعية اليمنية، ونقل السلطة من الرئيس المؤقت حينها عبدربه منصور هادي، على الفور اختطف التنظيم الإرهابي -في فبراير الماضي- موظفين أجانب لدى الأمم المتحدة، كانوا بمهمة إنسانية في بلدة الوضيع بأبين.

وأشار إلى أنه تم نقل المختطفين إلى جبال وعرة، وطالب التنظيم وقتها بالفدية، وعادة عمليات الاختطاف هذه تكون رافدًا لتمويل الإرهاب.

وذكر أبو عوذل أنه في أغسطس المنصرم، أصدر مجلس القيادة الرئاسي قرارات بإزاحة قيادات أمنية محسوبة على تنظيم الإخوان في شبوة، متورطة في تمويل أنشطة إرهابية تستهدف السلطات المحلية هناك.

لذلك -بحسب الكانب اليمني- فإن عملية أبين الأخيرة التي أودت بحياة 21 جنديًا وضابطًا رفيعًا، كانت متوقعة وربما يشير القضاء على المهاجمين إلى أن الأمن في الحاجز الأمني المستهدف، كانت لديه معلومات.