مساءلة الحكومة... مطالبات بإيقاف الدبيبة وكشف ملابسات زيارة تونس

جواز السفر الليبي في مأزق... جلسة مساءلة الحكومة تهاجم الدبيبة ووزراءه وتعد بإجراءات مقبلة

مساءلة الحكومة... مطالبات بإيقاف الدبيبة وكشف ملابسات زيارة تونس

السياق

تعليق جلسة النواب الليبي، كان ختامًا لمشهد ديمقراطي، خيَّم على البرلمان، الذي شهد استهجانًا من أعضاء المجلس لردود الحكومة، التي كانت «مخيِّبة للآمال»، ولم ترق إلى المستوى المطلوب.

ويينما أعلن البرلمان الليبي، تعليق الجلسة إلى اليوم، لمناقشة وإقرار قانون الانتخابات البرلمانية، كخطوة ثانية بعد إقرار قانون الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، أكد عقد جلسة الاثنين المقبل، للنظر في إمكانية سحب الثقة من الحكومة، أو الاقتناع بردودها، في الوقت الذي ظهر فيه مقترح ثالث، هو إيقاف بعض الوزراء الذين تحوم حولهم شبهات، أو كان أداؤهم دون المستوى.

 

استهجان

محمد عامر العباني عضو مجلس النواب، استهجن صدور بيان من بعض النواب، للاعتراض على قانون الانتخابات الرئاسية في ليبيا، الذي أصدره مجلس النواب، قبل أيام، بعد أن زجوا فيه باسمه.

وأكد العباني، في كلمته خلال جلسة مجلس النواب، أن البرلمان هو السُّلطة التشريعية في ليبيا، ولا سلطة سواه، مشيرًا إلى أن إرادة الشعب فوق الجميع، لذلك فإن مجلس النواب دون غيره، هو مَنْ يصدر التشريعات السياسية في ليبيا، وبينها تلك المنظمة للتشريعات الاستحقاقية في ديسمبر.

وطالب البرلماني الليبي، بتعديلين اقترحهما، على قانون رقم 10 لعام 2014، لانتخاب مجلس النواب، لإجرائها في موعدها.

وتساءل بعض النواب، عمّا إذا كانت الحكومة ستأخذ بالملاحظات التي سيدلي بها مجلس النواب، مطالبين بضرورة إقرار الموازنة، والعودة إلى تنظيم جدول الأعمال.

 

اشتباكات كلامية

وشهدت الجلسة، اشتباكات كلامية بين رئيس مجلس النواب وأحد النواب، الذي خرج عن موضوع الجلسة، وأشار إلى ما وصفها بـ"عشوائية الجلسات" من دون جدول عمل، إلا أن عقيلة صالح، طالب الأخير بالالتزام بجدول عمل الجلسة، وهو ما التزم به البرلماني الليبي، وعاد إلى موضوع الجلسة، مطالبًا باتخاذ مواقف جريئة ضد الحكومة.

رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، الدكتور نصر الدين مهنا، قال في كلمته خلال الجلسة، إن اللجنة التي يرأسها لا تعلم شيئًا، عن تبعية ملف مكافحة جائحة كورونا، متسائلًا: هل الحكومة أو المركز الوطني لمكافحة الأمراض؟

وبينما لم تكن هناك خطة واضحة لمجابهة وباء كورونا، بحسب نصر الدين، أكد أن البرلمان لا يعلم مصدر التطعيمات، وهل هي هدية، أم عبر الشراء، مشيرًا إلى أن أداء الحكومة ليس مُرضيًا.

وأشار إلى أن المستشفيات الجيدة، يجب أن تحوي ما بين 60 و80 سريرًا، وذلك لم يحدث، قائلًا: «هناك هدر للمال العام في قطاع الصحة على أعلى مستوى، ومستشفى الجمهورية أغلق، ومستشفى الهواري أغلق 7 أبريل، لأن السعة السريرية لا تكفي".

 

جواز السفر الليبي

عضو مجلس النواب، جاب الله الشيباني، شن هجومًا على الحكومة ورئيسها، خاصة بعد زيارته الأخيرة إلى تونس، مطالبًا بالكشف عن نتائج الزيارة، خاصة أن الحكومة التونسية منعت التعامل مع جواز السفر الليبي، بعد زيارة رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة مباشرة.

الشيباني، وصف خطوة الحكومة التونسية بـ"الأمر الخطير"، مشيرًا إلى أن بلاده اعتادت ما وصفها بـ"الزلات" التي يرتكبها رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة.

وحذَّر البرلماني الليبي، من أن القرار التونسي، بمنع التعامل بجواز السفر الليبي، لا بد أن وراءه أمر جلل، مطالبًا بمساءلة رئيس الحكومة الذي تسلَّم منصبه في الوقت الذي كان فيه الليبيون يستطيعون دخول 40 دولة، إلا أن "سياسة الحكومة قضت على آخر متنفس لمواطنيه بإغلاق أبواب تونس، إضافة إلى مصر وتركيا".

 

إهمال وتهميش

البرلماني الليبي أبوبكر سعيد، قال في كلمته، إن مجلس النواب سلطة تشريعية، لا أحد ينازعه في إصدار القوانين، ولا سحب الثقة من الحكومة.

وأكد سعيد، أن ما وصفهما بـ"الإهمال والتهميش" طالا مدن الجنوب الليبي، خاصة ترهونة التي يفوق تعداداها 247 ألف نسمة، مشيرًا إلى أن المدينة تعاني عدم وجود مركز عزل، فضلًا عن تمتع "المجرمين" في حق المواطنين بالحرية.

وطالب بسرعة إصدار قانون انتخابات مجلس النواب في أقرب وقت، للمساهمة في إجراء الاستحقاقات الدستورية في موعدها 24 ديسمبر المقبل، إلا أنه حذَّر من أي زعزعة أو عدم استقرار للحكومة، سيؤدي إلى تأجيل الانتخابات، وهو "شيء لا يقبله الليبيون وأعضاء المجلس الساعون إلى إجراء الانتخابات في موعدها".

البرلماني الليبي عبدالمنعم العرفي، قال في كلمته، إن البرلمان كان يأمل أن تؤدي الحكومة دورها، بحلحلة المشكلات، مشيرًا إلى أن الدبيبة، تجاهل كل الأسئلة التي طرحت عليه، مطالبًا بإطلاق سراح الأسرى لدى المليشيات المسلَّحة في الغرب الليبي.

 

إيقاف رئيس الحكومة

بدوره، قال البرلماني إدريس عمران، إن الحكومة كانت بمنأى عن إقناع النواب بأجوبتها، مشيرًا إلى أنه على مجلس النواب، إيقاف رئيس الحكومة عن العمل وإحالته إلى التحقيق، مع تشكيل لجنة من مجلس النواب، للتحقيق مع رئيس الحكومة، خاصة أن الوزراء لا يمكنهم اتخاذ أي قرار، إلا بعد الرجوع لرئيس الحكومة.

عضو مجلس النواب حسن الزرقاء، تساءل عن أوجه صرف الأموال، التي تلقتها الحكومة من المصرف المركزي، مطالبًا بالكشف عن أماكن أمصال العقارب والثعابين، التي قالت الحكومة إنها توفرت بعدد أكبر من المطلوب.

النائبة البرلمانية، أسماء الخوجة، طالبت رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بالتدخل لوقف منحة دعم الزواج، باعتباره قرارًا خاطئًا من الحكومة، مشيرة إلى أن القرار غير مدروس وليس له أي معنى.

 

أزمة تونس

رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، دعا في كلمته خلال الجلسة، إلى تشكيل وفد رفيع المستوى من المجلس، برئاسة المستشار عقيلة صالح ونائبيه، للذهاب إلى تونس وحل الأزمة، وإعادة فتح الحدود.

العقوري الذي أكد أهمية العلاقات بين ليبيا وتونس لليبيين، طالب باستدعاء وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، أمام المجلس، لمساءلتها عن جهود توحيد هيئات الوزارة.

إلا أن عضو مجلس النواب الليبي سالم قنان، كان له رأي مخالف، فأكد أنه لا يمكن محاسبة الحكومة، في ظِل عدم توحد المؤسسات الرقابية، في المنطقتين الشرقية والغربية، مطالبًا بتوحيد ديوان المحاسبة، في محاولة لإحراز أي تقدُّم على الأرض في ليبيا.

وهو ما وافقه فيه البرلماني فرج عبدالمالك، الذي أشار إلى أن الوقت "غير مناسب" لسحب الثقة من الحكومة، بينما تستعد البلاد لإجراء الانتخابات في غضون أربعة أشهر.

ورغم مطالبته بعدم سحب الثقة من الحكومة، فإنه قال إن مجلس الوزراء "لا يسيطر على ثلاثة أرباع الدولة"، داعيًا إلى عقد حوار بين الأطراف والمجموعات، التي تسيطر على الأرض.

 

إخفاقات حكومية

عضو البرلمان الليبي عن مدينة سبها، أحمد الشارف، طالب بضرورة استدعاء نائب رئيس الحكومة رمضان بوجناح، أمام المجلس، إضافة إلى الوزراء الذين لم يحضروا جلسة الأربعاء.

وبينما انتقد الشارف إجابات الدبيبة، عن أسئلة النواب، وجَّه سهام نقده -كذلك-  إلى مجلس النواب، الذي لم يعتمد مشروع الموازنة، في الوقت الذي أنفقت فيه الحكومة 50 مليار دينار ليبي، متسائلًا، عن أوجه إنفاق مخصصات الطوارئ.

 

حكومة تصريف أعمال

عضو مجلس النواب الليبي فهمي التواتي، اقترح استمرار مجلس الوزراء كحكومة تصريف أعمال، مع إعفاء بعض الوزراء الذين وصفهم بـ"الفاشلين".

وأشار البرلماني الليبي إلى ما وصفها بـ"إخفاقات" الحكومة شرقي وغربي البلاد، قائلًا: "الحكومة تعاني صعوبة في أداء مهامها (..) تعاني كذلك إخفاقات أمنية شرقًا وغربًا، وإخفاقات في وزارة الخارجية".

النائب المبروك عبد الله، أكد أن هناك "فجوة" بين الرئاسي والحكومة، في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، مشيرًا إلى أنه ليست هناك رؤية واضحة لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.

وعن إجابة الدبيبة على عدم تسمية وزير الدفاع، قال عضو مجلس النواب بشير الأحمر، إن رد رئيس الحكومة يصلح لو كان محللًا سياسيًا، متهمًا الأخير بأنه يريد هذا المنصب لنفسه.

أما عن الأزمة مع تونس، فقال الأحمر، إن الخلاف في ما يتعلق بالمشكلة مع تونس، أمني بامتياز، مشيرًا إلى أن التقرير عن وجود إرهابيين في قاعدة الوطية، كان على الدبيبة دحضه، بزيارة قاعدة الوطية مع فريق إعلامي، إلا أن الأخير لم يستطع دخولها، "لأنه لا يسيطر حتى على الجزء الذي يدَّعي أن يسيطر عليه".