العالم يحبس أنفاسه.. ملامح حرب باردة بين الصين وأمريكا

حذرت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، من أن الولايات المتحدة والصين قد تدخلان في سيناريو حرب باردة غير محددة النهاية، بعد أن تغلبت بكين على واشنطن، في تطوير صواريخ جديدة تفوق سرعتها الصوت، ما زاد توتر العلاقات بين القوتين العظميين.

العالم يحبس أنفاسه.. ملامح حرب باردة بين الصين وأمريكا

ترجمات – السياق

حذرت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، من أن الولايات المتحدة والصين قد تدخلان في سيناريو حرب باردة غير محددة النهاية، بعد أن تغلبت بكين على واشنطن، في تطوير صواريخ جديدة تفوق سرعتها الصوت، ما زاد توتر العلاقات بين القوتين العظميين.

وتحت عنوان "العالم يحبس أنفاسه بينما تتغلب الصين على الولايات المتحدة"، قالت الصحيفة: "مع تطوير البلدين لأسلحة متطورة للغاية واستمرار السباق في السيطرة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يبدو أن تحرك بكين لم تستطع واشنطن مجاراته، إذ يرى العلماء الصينيون أن الجيش الأمريكي قد يكون غير قادر على امتلاك هذه التقنية لسنوات عدة".

يأتي تطوير هذا السلاح، بعد أربعة أشهر فقط من نفي الصين التقارير التي تفيد بأنها اختبرت أيضًا صاروخًا يفوق سرعة الصوت بقدرة نووية، زاعمة أن المقذوفة التي دارت حول الكوكب، كانت في الواقع مركبة فضائية.

 

صواريخ فتاكة

التنافس العسكري الأمريكي  الصيني -خصوصًا في مجال الصواريخ الفتاكة- يبدو أنه يسير لصالح الأخيرة، إذ بينت "ديلي إكسبريس" في تقريرها، أن "هذه التقنية تسمح لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، بالبحث عن هدف وتحديده وتثبيته على أساس توقعه الحراري عند الطيران على ارتفاعات منخفضة، حيث يكون الهواء أكثر كثافة"، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن الصواريخ يمكنها إصابة المركبات المتحركة في الشارع بدقة وسرعة غير مسبوقين.

وأمام هذا التطور الصيني الكبير في صناعة الأسلحة والصواريخ، نقلت الصحيفة البريطانية عن البروفيسور الصيني الشهير يي شيخه -أحد المشاركين في صُنع هذه الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت- تفاخره بهذه القدرات الكبيرة، وكتب مقالة في مجلة الدفاع الجوي والفضائي الصينية، قال فيها: "إن الصين حققت سلسلة من الاختراقات التكنولوجية الأساسية التي أثبتت فعاليتها في الاختبارات".

وأضاف البروفيسور: "بأسلحة الضربة الدقيقة التي تفوق سرعة الصوت والفعالة، لن تكون القيمة الحاسمة للعمق الاستراتيجي في الحروب التقليدية موجودة".

 

الجيل الأول

وتؤكد "ديلي إكسبريس" تصميم الجيل الأول من الأسلحة، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لاختراق أنظمة الدفاع الصاروخي وضرب أهداف ثابتة على الأرض، بسرعة تبلغ خمسة أضعاف سرعة الصوت أو أسرع.

وقالت: رغم أن الصين وروسيا نشرتا بعض الصواريخ، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فإن الرأي السائد في أماكن أخرى هو أن هذه الأسلحة ليس لها قيمة عملية تذكر، ما لم ترغب دولة ما في بدء حرب نووية.

وحسب الصحيفة، فإنه وفقًا لسلاح الجو الأمريكي، أسقِط نحو 90 بالمئة من الطائرات التي فقدتها منذ الثمانينيات بصواريخ البحث عن الحرارة، ويمكن أيضًا أن تكون المقاتلات الشبح مثل F-22 أهدافًا، لأن مواد الطلاء الخاصة بها تسخن بسهولة في الداخل أثناء طيرانها.

ونقلت "ديلي إكسبريس" عن باحث عسكري صيني قوله، خلال مؤتمر أكاديمي عٌقد عام 2020: إن صاروخ أرض-جو الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، يمكنه اللحاق بطائرة F-22 وتدميرها في ثوانٍ.

 

رحلات تجريبية

وكشفت "ديلي إكسبريس" أن الصين استخدمت الصواريخ ذات الأشعة تحت الحمراء -التي تفوق سرعتها سرعة الصوت- في عدد من الرحلات التجريبية داخل البلاد، مشيرة إلى أن القوات المسلحة الصينية، بعد نجاح هذه التجارب، منحت (فريق البروفيسور يي شيخه)، جائزة وطنية عليا عن دوره في هذا الأمر.

ونقلت الصحيفة البريطانية، عن علماء صينيين قولهم: إن الولايات المتحدة كانت رائدة على مستوى العالم في مجال استشعار الحرارة، لكن هذا التفوق يتراجع الآن.

وأشارت إلى أنه خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، استثمرت الحكومة والجيش الأمريكي قدرًا هائلاً من الموارد، في تطوير تقنية توجيه الأشعة تحت الحمراء عالية السرعة، التي استُخدمت لتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي، مثل نظام الدفاع عن منطقة الارتفاعات العالية (THAAD)، ومع ذلك، فإن أجهزة استشعار الحرارة هذه، تعمل فقط في الهواء الرقيق على ارتفاعات عالية، وليست على ارتفاعات منخفضة، كما توصلت الصين الآن.

 

روسيا وكوريا الشمالية

وأمام هذا التطور الصيني، كشفت الصحيفة البريطانية، أن وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية، كانت قد طلبت في فبراير الماضي، من مقاولي الدفاع، بمن في ذلك جنرال إلكتريك ولوكهيد مارتن، تطوير أجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء، للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

"ديلي إكسبريس" تؤكد أن صراع التسلح، خصوصًا امتلاك الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت، لا تتوقف عند الولايات المتحدة والصين، وإنما يمتد الأمر لروسيا وكوريا الشمالية، إذ ادعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه يمكنه ضرب أهداف في غضون 5 دقائق، باستخدام ترسانة تفوق سرعة الصوت تمتلكها بلاده.

وأوضحت الصحيفة، أنه مع زيادة المخاوف من تدخل عسكري روسي في أوكرانيا، عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن جولتين من المحادثات مع بوتين، في محاولة لتقليل التوتر بالمنطقة، إلا أن موسكو تمسكت بضرورة عدم انضمام أوكرانيا إلى "الناتو" كضمان لنزع فتيل الأزمة.

وختمت "ديلي إكسبريس" تقريرها بالقول: "السباق بين الصينيين والأمريكيين لم ينته، ولا يكمن فقط في الجبهات العسكرية".