بعد اتفاق أوكوس... بايدن يسعى إلى تشكيل نظام عالمي جديد
الولايات المتحدة تحالفت مع بريطانيا وأستراليا لتشكيل تحالف مناهض للصين

ترجمات - السياق
قالت مجلة ذا أتلانتك الأمريكية: إن هناك نظاماً عالمياً جديداً يتبلور الآن، حتى لو ظل متنكراً في شكل النظام العالمي القديم، مشيرة إلى التحالف الثلاثي الجديد، الذي تم إعلانه مؤخراً بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا باسم "AUKUS"، وهو اختصار الحروف الأولى للبلدن الثلاثة باللغة الإنجليزية، معتبرة أنه يبدو كأنه تحالف أنجلو عسكري جديد.
صفقة الغواصات
وأوضحت المجلة، في تقرير بعددها الأخير، أن أساس هذا التحالف إبرام أستراليا عام 2016 صفقة مع فرنسا، لشراء أسطول من الغواصات التي تعمل بالديزل، رافضة البديل الأنجلو-أمريكي للسفن التي تعمل بالطاقة النووية.
وفي مارس الماضي، تحدَّث رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون مع واشنطن، في التراجع عن قرار بلاده، ثم بعد ذلك، وفي إعلان مباشر، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن وموريسون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن الأستراليين سيلغون اتفاقهم مع فرنسا، وسيتعاونون مع بريطانيا والولايات المتحدة بدلاً من ذلك، لتشكيل تحالف "AUKUS" العسكري الجديد.
ووصفت المجلة، الاستجابة الفرنسية لتشكيل هذا التحالف بـ"الغاضبة"، أما وزير الشؤون الأوروبية والخارجية للبلاد، جان إيف لودريان، فوصف القرار بأنه "طعنة في الظهر"، بينما رأى بنيامين حداد، من المجلس الأطلسي بواشنطن، أنه أعاد العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا، إلى أدنى مستوياتها منذ حرب العراق.
الغضب الفرنسي
وقالت المجلة: يوجد شيء أكثر أهمية لهذا الغضب الفرنسي، هو ظهور خطوط عريضة وصفتها بـ"الباهتة" لنظام عالمي جديد، أو على الأقل محاولة لبدء تشكيله، مشيرة إلى أن النظر إلى "AUKUS" على أنه علامة على استمرار العلاقات بين الدول الـثلاث، تفويت للهدف الأساسي من تشكيل التحالف، وتابعت: "رغم أن بايدن ذكر اسم فرنسا مرتين في تصريحاته، أثناء إعلان التحالف، فإنه لم يذكر اسم البلد الذي كان في ذهنه في ذلك الوقت: الصين".
ونقلت المجلة، عن مسؤول بارز في إدارة بايدن، رفض كشف هويته، قوله إن "التحالف مُصمَّم لتعزيز القدرات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من خلال إشراك بريطانيا بشكل أوثق، في مساعي الولايات المتحدة الاستراتيجية في المنطقة".
مساعي بايدن
وتساءلت المجلة عن مساعي بايدن الاستراتيجية، قائلة إنه بالنسبة للأمريكيين، الذين يشعرون بالقلق من التوسع الإمبراطوري للبلاد، فإن الأخبار التي تفيد بأنها انضمت إلى تحالف آخر للدفاع عن مناطق في العالم بعيدة عن شواطئها، تبدو كأنها كابوس مُكرَّر، لكن يبدو أن بايدن يرغب في تشكيل عالم من التحالفات المتعددة والمتكاملة.
وتابعت: "يعكس إعلان تشكيل تحالف (AUKUS) الحاجة إلى تعزيز النظام العالمي، الذي تُرك ليذبل بعد 20 عاماً من الغطرسة والتوسعات الإمبراطورية، التي اتضحت جلياً في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".
ورأت "أتلانتك" أن قرار دعوة الصين للانضمام إلى النظام الاقتصادي العالمي عام 2001، لم يؤد إلى جعلها أكثر ليبرالية أو ديمقراطية، كما كان يتصور قادة العالم في ذلك الوقت، لكنه جعل بكين خصمًا أكثر قوة ووحشية، إذ استطاعت النمو بينما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها (بما في ذلك بريطانيا وأستراليا) مشتتين في الشرق الأوسط وأفغانستان.
العالم الجديد
وأكدت المجلة، أنه يتعين على الولايات المتحدة التكيُّف مع العالم الجديد الذي يشهد القوة الصينية، لحماية عالم التجارة العالمية القديم "الحر والمفتوح"، والتفوق الأمريكي الذي بنته واشنطن، بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي نهاية تقريرها قالت "أتلانتك": رغم أن التحالف العسكري الجديد، الذي تم تشكيله لاحتواء صعود بكين، يبدو للوهلة الأولى كأنه إعادة تأكيد للنظام القديم، فإنه في الحقيقة، أولى خطوات تشكيل نظام عالمي جديد.