2021.. السنة الأولى المخيبة للآمال لبايدن في البيت الأبيض

حال عدم حدوث تغيير دراماتيكي، من المرجح أن يفقد الديمقراطيون السيطرة على الكابيتول هيل، في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

2021.. السنة الأولى المخيبة للآمال لبايدن في البيت الأبيض

ترجمات - السياق

قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إن العام الأول للرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض كان "مخيباً للآمال"، مشيرة إلى إن العام بدأ بشكل مُبشر بالخير بالنسبة لبايدن، إذ لم يقتصر الأمر على استعادة الحزب الديمقراطي السيطرة على مجلس الشيوخ من خلال الفوز المفاجئ في الانتخابات بجورجيا، بل تزامنت رئاسته مع بدء توزيع اللقاح المضاد لكورونا، وحينها بدا أنه مستعد لوضع حد للعهد الذي انحرف فيه مسار البلاد في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن عام بايدن الأول في الحكم ينتهي الآن وهو في وضع صعب، حيث يحصل على ثاني أدنى معدل تأييد (بعد ترامب) لأي رئيس أمريكي سابق.

عودة ترامب

 

وحذرت "فايننشال تايمز" من أنه في حال عدم حدوث تغيير دراماتيكي، من المرجح أن يفقد الديمقراطيون السيطرة على الكابيتول هيل، في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.

وتابعت: "رد الفعل العنيف على ما يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه تجاوز من اليسار، يهدد بإلحاق ضرر بالحزب الديمقراطي، صحيح أن بايدن بدأ حملته الانتخابية على أساس أنه مختلف عن ترامب، لكن الديمقراطيين ربما يكونون بالغوا في تفسير فوزهم عام 2020، واعتبروه ترخيصاً للمضي إلى أبعد من ذلك بكثير، إلا أن ترامب يعود الآن من جديد، ويبدو أن الديمقراطيين منقسمون أكثر من أي وقت مضى".

وأشارت الصحيفة، إلى أنه أصبح من الواضح أن حزمة الإنفاق الخاصة ببايدن، البالغ 1.9 تريليون دولار، يجب أن تكون -حينها- محدودة بشكل أكبر وكذلك أفضل استهدافاً، حيث يبدو أن هذه الحزمة كانت تصحيحاً مفرطاً بعد جهود التحفيز غير الكافية، في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم الموجودة اليوم.

وأضافت أن هذا أحد الأسباب التي جعلت البنك الاحتياطي الفيدرالي، يشير إلى أنه سيشدد السياسة النقدية عام 2022، وليس العام التالي كما كان متوقعاً، كما سيوقف عمليات شراء الأصول الشهرية التي يقوم بها في حقبة وباء كورونا تدريجياً بحلول مارس بدلاً من يونيو، وقد يكون هذا المزيج من السياسات، أفضل مما كان عليه الوضع بعد عام 2008 لكنه لا يزال غير مثالي، لأن ظهور متغير أوميكرون يعني أن الولايات المتحدة تواجه شبح ارتفاع التضخم وانخفاض النمو، صحيح أنه ليس شبيهاً بذلك التضخم المصحوب بركود اقتصادي على غرار السبعينيات، لكنه يمثل ضربة كبيرة لدخل الطبقة الوسطى".

 

وصمة عار

ووفقاً لـ "فاينانشال تايمز" فقد أنهى بايدن عام الأول وهو يعاني إحباطًا تشريعيًا أيضاً، إذ راهن على تمرير ما بدأ كمشروع قانون لـ"إعادة البناء بشكل أفضل" بـ 3 تريليونات دولار، تضمن مجموعة من الأولويات المتعلقة بالإجازات الخاصة بالوالدين، ورعاية الأطفال، الطاقة النظيفة، والإعفاء الضريبي لمالكي العقارات في الولايات التي يحكمها الديمقراطيون ذات الضرائب المرتفعة، لكن بعض هذه الإجراءات فات موعدها، وتظل أمريكا الدولة المتقدمة الوحيدة التي ترفض الإجازة المرضية وإجازة رعاية الطفل القانونية، وهو ما عدَّته الصحيفة "وصمة عار".

وتابعت: "وُصفت الإعفاءات الضريبية بأنها دعم للطبقات الوسطى، لكنها كانت دعماً للأثرياء، فقد فشل الديمقراطيون في بناء الحجة اللازمة لتمرير مشروع قانون كُتب بشكل أخرق، وسيكون بايدن محظوظاً لتمرير نسخة مصغرة من الحزمة أوائل عام 2022".

ورأت "فاينانشال تايمز"أن عام 2021 لم يكن ضائعًا على المستوى التشريعي، لأن قانون البنية التحتية البالغ 1.2 تريليون دولار سيساعد في تحديث الطرق المتعثرة والموانئ والمطارات والأنفاق في أمريكا، لكنها رأت أنه من غير المرجح أن يشعر السكان بنتائجه قريباً، كي يغيروا الاحتمالات المشؤومة للديمقراطيين، في انتخابات التجديد النصفي.

وأضافت الصحيفة، أن الحزب الديمقراطي لا يساعد نفسه أيضاً، من خلال زيادة الاهتمام بذلك الشكل من الليبرالية، الذي يبدو مصمماً خصيصاً لإقصاء الوسطيين، حتى أن الناخبين من أصل إسباني يبتعدون عن الحزب، وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الجمهوريين والديمقراطيين يتسابقون وسط هذه الديموغرافية، ومن الأمثلة على ذلك وصف ذوي الأصول الإسبانية بأنهم "لاتينيون" الذي يوافق 2% فقط من ذوي الأصول الإسبانية في البلاد على استخدامه.

 

منع عودة ترامب

وقالت "فاينانشال تايمز": في حال كان الديمقراطيون يريدون منع عودة ترامب من جديد في انتخابات عام 2024، سيحتاج بايدن إلى التفكير ملياً وبشكل جدي في الصورة العامة للحزب: هل هو جماعة نخبوية عازمة على إعادة كتابة الأخلاق والثقافة الأمريكية؟ أم أنه يمثل الطبقات الوسطى العادية من جميع الأجناس والمذاهب؟".

وأكد أن  "هذا الاختيار الأخير هو ما تمليه علينا الفطرة السليمة، وهو أيضاً ما بنى بايدن حملته الانتخابية السابقة عليه، لذا فإنه يجب أن يعود إلى التيمة التي نجحت بشكل جيد للغاية في التغلب على ترامب عام 2020".