استمرار الاحتجاجات في إيران لليوم السادس.. ومقتل أكثر من 20 بينهم 5 عناصر أمن
في أحدث حصيلة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة حقوقية، ارتفاع حصيلة قتلى احتجاجات إيران إلى 31 شخصاً بينهم 5 عناصر أمن.

السياق
لليوم السادس على التوالي والأوضاع في إيران ملتهبة، الاحتجاجات والتظاهرات لم تنقطع فيما تصاعدت وتيرة العنف من قبل القوات الأمنية تجاه الجماهير الغاضبة وهو ما قوبل برد فعل قاسٍ من المحتجين الذين انتفضوا في عشرات المدن الإيرانية الكبيرة مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، فضلا عن المدن الكردية.
وانتفضت عشرات المدن الإيرانية الكبيرة، مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، إضافة إلى المدن الكردية، وخرج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع هاتفين ضد النظام ومطالبين برحيله.
هذه الاحتجاجات التي أشعلت الشارع الإيراني تأتي بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني 22 عامًا على يد القوات الأمنية بعد احتجازها في طهران على يد ما تعرف باسم "شرطة الأخلاق" والتي كانت أوقفت في 13 سبتمبر في طهران بحجة ارتداء "ملابس غير محتشمة".
ويقول ناشطون: إن مهسا، واسمها الكردي زينة، تعرّضت لضربة على الرأس أثناء احتجازها، وهو ما نفته الحكومة الإيرانية.
التظاهرات التي خلفت قتلى وجرحى حملت الجماهير فيها شعارات تطالب بإسقاط "ولاية الفقيه" كما ترددت شعارات "يسقط الديكتاتور" والموت للديكتاتور" في إشارة إلى خامنئي ونظامه.
وارتفع عدد القتلى، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني، إلى 17 شخصًا بينهم 5 من عناصر من قوات الأمن.
وأفادت وكالات أنباء إيرانية حكومية بمقتل أربعة شرطيين طعنًا بالسكين أو رميًا بالرصاص في كل من تبريز ومشه وقزوين وشيراز بعد أن تم استدعاؤهم لمواجهة ما وصفتهم طهران “بالمشاغبين."
وقالت وسائل إعلام إيرانية إنه من بين القتلى ضابط في الحرس الثوري.
فيما أفادت رويترز بأن أحد أعضاء منظمة الباسيج، -شبه العسكرية الموالية للحكومة-، هو من قُتل طعنًا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد أمس الأربعاء.
التمرد بين المواطنين الغاضبين بلغ مداه إذ أظهرت مقاطع فيديو إحراق المتظاهرين لعربات الشرطة وصور الرموز الدينية مثل المرشد خامنئي.
وظهرت الإيرانيات يرقصن وهن يحرقن "غطاء الرأس" الذي تفرضه إيران بالقوة، وهو سبب مقتل الفتاة العشرينية على يد قوات "شرطة الأخلاق".
وكذلك نشرن مقاطع فيديو وهن يقصصن شعرهن احتجاجًا على الحادث المؤلم وعلت هتافات "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".
وأظهر مقطع فيديو اشتعال النيران في مركز شرطة في العاصمة طهران، ومقطع آخر أظهر قيام محتجين في شمال شرقي البلاد بالهتاف "نموت نموت وتعود إيران" بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.
ودائمًا ما تتهم إيران بالتورط في حملات قمع وحشية تطال جميع فئات المجتمع، بما في ذلك المعارضون لنظام ولاية الفقيه في الخارج، كما تتهم بالتعامل العنصري ضد الأقليات الدينية والعرقية.
العديد من المنظمات الحقوقية أدانت الجريمة التي حدثت بمقتل الشابة على يد ما تدعى بـ"شرطة الأخلاق" وطالبت بوقف القمع الإيراني والتحقيق بجدية وشفافية في الحادثة وعقاب المتورطين.
ومن جانبه دخل البيت الأبيض على الخط إذ قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن "نشعر بقلق عميق حيال وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاما والتي قيل إنها تعرضت للضرب خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة "الأخلاق" الإيرانية. إن موتها أمر لا يُغتفَر. سوف نستمر في العمل لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان".
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "يجب أن يتنبه القادة الإيرانيون إلى أن الناس غير راضين عن الاتجاه الذي سلكوه"، مضيفا: يمكنهم التخلي عن طموحهم بالحصول على أسلحة نووية، يمكنهم التوقف عن قمع الأصوات داخل بلادهم، يمكنهم وقف أنشطتهم المزعزعة للاستقرار". مؤكدا على أنه في نهاية المطاف يجب أن يراجع القادة الإيرانيون أنفسهم، يجب أن يتساءلوا لماذا هنا مثل هذا العدد من الإيرانيين مستاؤون وإذا ما كان هناك طريق آخر ممكن. طريق مع اقتصاد أقوى ومشاركة فاعلة أكثر مع المجموعة الدولية".
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دخل على الخط أيضا، مطالبا رئيسي في اجتماع ثنائي عقده معه على هامش انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة بإظهار "احترام لحقوق المرأة".