بعد واقعة الطفل ريان.. مأساة جديدة في سوريا

بحسب المرصد السوري، فإن حوادث اختطاف الأطفال تكون من مجهولين، يستغلون الأطفال في عمليات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والتسول، وسط مطالبات محلية بضرورة التدخل الدولي، لحماية حقوقهم وإعادتهم إلى ذويهم

بعد واقعة الطفل ريان.. مأساة جديدة في سوريا
الطفل المختطف فواز قطيفان

السياق

وفاة الطفل المغربي ريان، سلَّطت الضوء على معاناة الكثير من الأطفال، في مختلف أنحاء العالم، إلا أن الموعد اليوم، مع قصة الطفل السوري المختطف منذ أشهر، فواز قطيفان.

فرغم مرور أشهر على اختطاف هذا الطفل، فإن مقطع فيديو، نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الرابع من فبراير الجاري، يظهر الطفل البالغ من العمر 8 سنوات، وهو يتعرَّض للتعذيب والضرب بشكل وحشي من قِبل خاطفيه، للضغط على ذويه وإجبارهم على دفع الفدية.

وأثار المقطع الذي نشره المرصد السوري، تعاطفًا كبيرًا، حتى أصبح وسم فواز قطيفان، بين الأكثر تداولًا منذ ذلك الحين، لأسباب عدة، أولها أن قصة الطفل تزامنت مع الحشد العالمي اللافت، الذي تسببت فيه قصة الطفل ريان، بينما كان ثاني تلك الأسباب، الوحشية التي كان يعامل بها الطفل من خاطفيه.

بداية القصة

اختطف ملثمان على دراجة نارية، برفقة امرأة، الطفل من بلدة إبطع في ريف درعا الأوسط، في 2 نوفمبر 2021، أثناء ذهابه إلى المدرسة مع شقيقته.

وطالب الخاطفون ذوي الطفل بدفع 500 مليون ليرة سورية "أي نحو 150 ألف دولار أمريكي" فدية مقابل الإفراج عنه، إلا أن قدرة أسرة الطفل المادية حالت دون جمع هذا المبلغ الكبير.

وعمد الخاطفون إلى إرسال أشرطة مصورة للطفل وهو يناشد ذويه، في أوقات مختلفة، إلا أن المقطع الأخير الذي نشره المرصد السوري أثار تعاطفًا كبيرًا، خاصة بعد كلمات الطفل الحزينة، التي قال فيها: «مشان الله لاتضربوني»، مناشدًا خاطفيه عدم ضربه وتعريضه للأذى.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تهديدات جديدة وصلت لذوي الطفل من قِبل العصابة التي اختطفت ابنهم، مفادها أنه في حال عدم تسليم الفدية المالية المطلوبة، خلال مدة أقصاها الأربعاء المقبل، سيتم بتر أصابع الطفل.

إلا أن مصادر أخرى، قالت إن الطفل سيفرج عنه، خلال الساعات المقبلة، وفق اتفاق بين ذوي الطفل والعصابة الخاطفة، على تسليم المبلغ المطلوب.

تطورات لافتة

شهدت قصة الطفل تطورات لافتة، خلال الفترة الماضية، خاصة بعد نشر المقطع المصور له، أولها أن ذوي الطفل فواز قطيفان، تمكنوا من جمع المبلغ المطلوب "500 مليون ليرة سورية" لافتداء الطفل المختطف منذ أكثر من 3 أشهر.

وأشارت مصادر المرصد، إلى أن المبلغ جُمع من أبناء عشيرة القطيفان في سوريا وخارجها، بينما لاتزال الخطوات الأخرى متعلقة بالتواصل مع الخاطفين، لتسليمهم المبلغ وتسلُّم الطفل فواز.

وأكدت أن أسرة الطفل ما زالت تنتظر اتصالًا من العصابة الخاطفة، لتسليم المبلغ المتفق عليه بعد جمعه، إلا أن التواصل مع العصابة مقطوع، ما يرجح تخوفها من أن تكون الاتصالات مراقبة، في حال التواصل مع ذوي الطفل، بعد تدخل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في القضية، التي تحولت إلى قضية رأي عام.

وبينما قالت مصادر المرصد السوري، إن عائلة الطفل لم تتلق الرد حتى الآن، أكدت وصول قوات عسكرية لـ«الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا وبعض قوات النظام، إلى بلدة إبطع بريف درعا الأوسط وتطويقها، لمعرفة خلفية قضية الطفل المختطف، بعد ورود معلومات بأنه لدى العصابة في البلدة.

ليست الأولى

حادث الطفل فواز قطيفان، سلَّط الضوء على ظاهرة انتعاش عصابات الخطف في سوريا، وتكرر عمليات الاختفاء في كثير من المحافظات.

فوجهاء من الريف الغربي لمحافظة درعا، أصدروا اليومين الماضيين، حكمًا عشائريًا بحق شابين من بلدة سحم الجولان، بعد أن ثبت تورطهما باختطاف شاب في سحم الجولان الشهر الفائت.

وبحسب المرصد السوري، فإن الحكم يقضي بنفي الشابين الخاطفين، خارج محافظتي درعا والقنيطرة، إضافة إلى دفعهما 20 مليون ليرة سورية، إلا أن ذوي الشاب المختطف تنازلوا عن المبلغ.

خطف الأطفال

وبحسب تقارير محلية، فإن انتشار عمليات خطف الأطفال في سوريا، يعود إلى عوامل عدة، أهمها الانفلات الأمني، مشيرة إلى أن العصابات المسلحة وجدت في تلك العوامل فرصة لانتعاش تجارتها.

وأكدت التقارير، أن عمليات النزوح والتهجير القسري أدت إلى زيادة الاختطاف، بسبب انتشار عصابات خطف الأطفال بين النازحين، الذين ليست لديهم خبرة بالمناطق الجديدة التي نزحوا إليها ولا بأهاليها.

وبحسب المرصد السوري، فإن حوادث اختطاف الأطفال تكون من مجهولين، يستغلون الأطفال في عمليات الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي والتسول، وسط مطالبات محلية بضرورة التدخل الدولي، لحماية حقوقهم وإعادتهم إلى ذويهم.