كيف مكنت الإمارات نساءها؟

أدركت الدولة وقيادتها منذ تأسيسها أهمية التعليم

كيف مكنت الإمارات نساءها؟

ترجمات - السياق

سلَّطت مديرة شؤون الأمم المتحدة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، عهود عبدالله عيسى الزعابي، الضوء على دور أبوظبي في تمكين نسائها وفتياتها، قائلة إن هؤلاء النساء ساعدن في نقل البلاد إلى كوكب المريخ، ما جعلها أول دولة عربية تكتسب نظرة مباشرة إلى الغلاف الجوي للكوكب.

وأشارت عهود، في مقال بصحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، إلى قيادة النساء بحثاً رائداً في علاجات كورونا، في محاولة لإنقاذ أرواح لا حصر لها، وتسريع التعافي العالمي من الوباء، كما عملن للتوصل إلى حلول لبعض تحديات الطاقة الأكثر إلحاحًا، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى معالجة تأثير تغيُّر المناخ.

تقدم مذهل

وقالت عهود: "في اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، يجب أن نتوقف لحظة للتفكير في التقدم المذهل للنساء والشابات القيادات، في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، كما يتيح لنا هذا اليوم أيضًا الفرصة لتحديد الطرق التي يمكننا من خلالها العمل مع شركائنا الدوليين، لضمان تمتع النساء في كل مكان بفرصة للازدهار".

وأشارت عهود إلى أن المرأة الإماراتية تسعى إلى استكشاف مواهبها الفريدة ومساعيها الأكاديمية، حيث لا يتم إخبارهن بما لا يمكن أن يقمن به، وبدلاً من ذلك يتم تشجيعهن في كل منعطف، للوصول إلى آفاق جديدة، حيث تمهد النماذج النسائية الطريق للمضي قدمًا، بدءًا من العالمات الرائدات على مستوى العالم، إلى مهندسات الطيران والرائدات في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتبدأ هذه العملية من الأيام الأولى في مسيرتهن التعليمية.

وأضافت: "منذ تأسيسها كدولة، أدركت الإمارات أن التعليم مفتاح التمكين الاقتصادي للمرأة، ووفقًا لتقرير الفجوة العالمية بين الجنسين لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كانت الإمارات من أفضل الدول أداءً في المنطقة، حيث تخلصت من 65.5% من الفجوة الإجمالية بين الجنسين، كما أن أكثر من 77% من الإماراتيات يلتحقن بالتعليم العالي، ويشكلن 70% من خريجي الجامعات في الإمارات، والجدير بالذكر أن 61% من خريجي الجامعات في المجالات العلمية من النساء، وبمجرد الانتهاء من تعليمهن الجامعي، أمامهن خيارات توظيف غير محدودة، إذ تختار كثيرات منهن العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، للمساهمة في تنمية الدولة في المجالات المتقدمة كالذكاء الاصطناعي والروبوتات والتكنولوجيا الصناعية".

الأولى عربيًا

وعندما تنظر المرأة الإماراتية حولها، فإنها ترى التمثيل النسائي الذي يشجعها على المضي قدمًا في طريقها، إذ إن 55.5% من أعضاء مجلس الإمارات للعلماء من النساء، و34% من فريق عمل الإمارات لاستكشاف المريخ من النساء، كما شكلت النساء 70% من الفريق الذي يقف وراء برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي ساعد في ظهور أول رائد فضاء إماراتي، حيث إنه بتعليم النساء وإشراكهن في العمل، تتحسن المقاييس المتعلقة بتمكينهن في المجتمع أيضًا، ولهذا السبب جاءت الإمارات بالمرتبة الأولى عربيًا والـ 18 عالميًا، في مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2020 لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ورأت عهود الزعابي أن تعزيز تقدم المرأة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لا يعد أولوية فحسب، بل جزء من نهج دولة الإمارات، لتأمين الحق في التعليم للنساء والفتيات، في جميع أنحاء العالم.

وقالت إن الإمارات عززت المساواة بالحق في التعليم لكل فتاة، من خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إذ أقر المجلس بالإجماع، في يونيو 2017، مشروع قرار قدَّمته دولة الإمارات خلال دورته الـ35 في جنيف بشأن حق الفتيات في تلقي التعليم، إذ دعا القرار الدول إلى إزالة العقبات التي تعترض تعليم الفتيات، بما في ذلك السياسات التمييزية، والفقر، والاعتبارات الدينية، أو الصعوبات المالية، كما دعا إلى اتخاذ إجراءات إضافية، لضمان سلامة الفتيات خارج المدرسة من العنف الجنسي والتهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية.

 

زيادة الوعي

ومع ذلك، لا يكفي أن نطالب بزيادة الوعي العالمي لتعزيز تعليم النساء والفتيات، إذ إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتخذ إجراءات متضافرة، من خلال الوسائل المادية والمالية، للمساعدة في تمويل المبادرات الدولية في هذا الصدد.

ففي يوليو الماضي، تعهدت الدولة بدفع 367 مليون درهم (100 مليون دولار) للشراكة العالمية للتعليم، لدعم البرامج التعليمية في البلدان النامية، على مدى السنوات الخمس المقبلة، ويعد ذلك ثاني تبرع تقدِّمه الإمارات، حيث تبرعت الدولة بالمبلغ نفسه من 2018 إلى 2020.

وحرصت دولة الإمارات على العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين، لتطوير المهارات التي تحتاجها النساء والفتيات والشباب، لتحقيق النجاح على المدى الطويل، لا سيما في ضوء التحديات التي تفرضها جائحة كورونا.

وقالت عهود إن العديد من البلدان الشريكة، تحتاج إلى دعم حيوي لتعزيز أنظمة التعليم الخاصة بها، حيث أدى الوباء إلى تعطيل التعليم في العديد من البلدان، وفاقم عدم المساواة، حيث أصبح التعلم الإلكتروني صعبًا أو مستحيلًا، بسبب البنية التحتية التكنولوجية المتخلفة.

وأضافت أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل على ضمان توفير التعليم للنساء والفتيات، لدعم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، بضمان تعليم شامل ومنصف وتعزيز فرص التعلم للجميع.

وفي نهاية المقال، قالت عهود الزعابي إن الإمارات تعمل على ضمان توفير التعليم للنساء والفتيات، لدعم الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، بضمان تعليم شامل ومنصف وتعزيز فرص التعلم للجميع، مشيرة إلى أنه بينما تستكشف الدولة جهودًا إضافية لتغيير التوازن لصالح النساء والفتيات اللاتي يسعين إلى الحصول على التعليم وعلى مستقبل واعد في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، فقد أطلقت العديد من المبادرات، لضمان أن تكون المرأة في طليعة التقدم الوطني والعلمي، وتابعت: "الاستثمار في الفتيات من خلال ضمان المساواة في الحصول على التعليم والعمل، أمر حيوي لإلهام النساء، ومشاركتهن في رحلة التمكين".