حرية اليمن السعيد.. سر الزمان والمكان وأهداف العملية

فور إعلان التحالف، عملية حرية اليمن السعيد، خصص مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجًا تحت وسم العملية، باركوا فيه تلك الخطوة، مطالبين بضرورة تحرير اليمن من براثن المليشيا الحوثية.

حرية اليمن السعيد.. سر الزمان والمكان وأهداف العملية

السياق

بعد ساعات من تحرير محافظة شبوة، من براثن الميليشيات الحوثية، أعلن تحالف دعم الشرعية، من قلب المحافظة المحررة حديثًا، انطلاق عملية «حرية اليمن السعيد» في كل المحاور والجبهات القتالية.

وقال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، العميد ركن تركي المالكي، في مؤتمر صحفي بشبوة، جنوب شرقي البلاد، إن عملية حرية اليمن السعيد، ليست عسكرية بالمعنى البحت الذي هو الحرب، لكنها تهدف إلى نقل اليمن لمرحلة النماء والازدهار.

وأوضح متحدث التحالف، في المؤتمر المشترك مع محافظ شبوة عوض العولقي، أن هذه العملية العسكرية الحاسمة، ستنقل اليمن بعد تطهيره إلى رحاب التنمية والرخاء والازدهار، مؤكدًا استمرار العملية في كل المحاور والجبهات، حتى يصبح اليمن آمناً ومستقرًا.

وبينما أشار المالكي إلى أن اليمن، الذي هو بلد التاريخ والثقافة والحضارة، يستحق الحياة الكريمة ولديه الكثير من المقومات التي لم تُستغل، عبَّـر عن أسمى آيات التهاني للرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه ورئيس الوزراء والشعب اليمني، بمناسبة تحرير محافظة شبوة من المليشيات الحوثية.

وعبَّـر متحدث التحالف، عن سعادته لمشاركة أبناء محافظة شبوة أفراحهم بتحرير المحافظة من المليشيا الحوثية، مشيداً بتضحيات أبناء المحافظة وقوات الجيش الوطني وألوية العمالقة والمقاومة، في تحقيق الانتصار وتحرير المحافظة من المليشيا.

وتوجَّه المالكي بالشكر  إلى الإمارات، على ما قدمته من دعم ومساندة لمعارك تحرير شبوة، مؤكدًا أن اليمنيين يمكنهم -كما حرروا شبوة- تحرير البلاد إذا توحدوا.

 

عمل إنساني وإغاثي

وشدد على أهمية العمل الإنساني والإغاثي في البلاد، سواء في شبوة المحررة أو مأرب التي تضم آلاف النازحين، إضافة إلى غيرها من المناطق، مؤكدًا وجود العديد من النازحين الذين فروا من انتهاكات المليشيا الحوثية.

بدوره، رحب محافظ شبوة عوض العولقي، بوفد القوات المشتركة للتحالف، برئاسة المتحدث الرسمي العميد الركن تركي المالكي، مؤكداً أن دول التحالف، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية والإمارات، شركاء حقيقون في هذه الانتصارات، على صعيد هذه الجبهات وغيرها من ميادين البطولة والشرف.

وفي سياق متصل، استعرضت إدارة العمليات العسكرية المدنية بالقوات المشتركة للتحالف، الانتهاكات الحوثية في اليمن، التي كانت آخرها القرصنة البحرية على السفينة المدنية الإماراتية (روابي) والألغام البحرية والزوارق المفخخة و13 هجوماً على السفن التجارية، وما يشكله ذلك من تهديد على أمن وسلامة الملاحة البحرية، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وأعلن المركز الإعلامي لألوية العمالقة، أن القوات غنمت كاميرا مراقبة لمليشيات الحوثي، كانت في أحد جبال عين المطلة، على جبهات القتال في مديرية عين.

وتستخدم مليشيات الحوثي الكاميرا، لمراقبة القوات وتحركاتها في الجبل، وتعمل بالتحكم عن بُعد بربطها بالإنترنت، بحسب البيان الذي أكد أن ألوية العمالقة غنمت العديد من الأسلحة والآليات العسكرية، من عتاد مليشيات الحوثي، في عملية تحرير مديرية عين بمحافظة شبوة.

 

سر التوقيت

من جانبه، قال العميد الركن محمد جواس، المحلل العسكري اليمني، إن إعلان بدء عملية حرية اليمن السعيد، لها دلالات كبيرة، من حيث الزمان والمكان، مؤكدًا أن العملية العسكرية الشاملة، ضمن خطوات استراتيجية لإدارة الحرب والشأن السياسي والعسكري والاقتصادي.

وأوضح المحلل العسكري اليمني، أن الاستراتيجية التي اتبعت لتحرير محافظة شبوة، سيتبعها التحالف والقوات اليمنية، لإنهاك المليشيا الحوثية في جبهات أخرى، لتحقيق النتائج نفسها، مشيرًا إلى أنه يجب النظر إلى تجربة شبوة كنتيجة لعوامل عدة.

وأشار إلى أن التنفيذ الدقيق لاتفاق الرياض، سيكون عاملًا أساسيًا في استراتيجيات التحالف، مؤكدًا أن المملكة ستدعم الحكومة والاقتصاد اليمني، تمهيدًا لتوحيد الصف ضد المليشيات الحوثية.

بدوره، قال اللواء خالد يسلم، قائد اللواء 107 مشاة، في تصريحات صحفية، إن القوات المشاركة، مسنودة بالمقاومة الشعبية، تتقدم 15 كم، مشيرًا إلى أن فلول المليشيا فرت منهزمة باتجاه أومريش.

وأكد أن القوات اليمنية التي تتقدم، ستتمكن من تحرير باقي القطاع الجنوبي لمحافظة مأرب قريبًا، مشيرًا إلى أن المعنويات أصبحت في عنان السماء، بعد تقدم قوات العمالقة الجنوبية التي حررت عسيران وأمَّنت الجانب الأيسر لقوات اللواء 107 مشاة، تمهيدًا لإنهاء مهمة اللواء 107 التي كلف بها لتحرير البلق الشرقي.

 

مرحلة حاسمة

وقال وزير الإعلام والثقافة اليمني، معمر الإرياني، عبر «تويتر»، إن اليمن دخل مرحلة حاسمة من معركته، في مواجهة المشروع التوسعي الإيراني، والخلاص من مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، انطلقت مع إعلان تحالف دعم الشرعية، بدء عملية حرية اليمن السعيد بكل المحاور والجبهات، في ظل انتصارات حققها الأبطال في جبهات شبوة، ومأرب، والبيضاء.

وثمَّن المواقف التاريخية للمملكة، بدعم اليمنيين في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، ودورها بإسناد اليمن في كل المجالات، لتصبح جزءًا من المنظومة الخليجية، تجسيدًا للعلاقات الاستثنائية، وتأكيدًا لوحدة المعركة والمصير المشترك بين البلدين.

من جانبه، قال رئيس الورزاء اليمني معين عبدالملك، عبر «تويتر»، إن «اليمن موطن العروبة ولن يكون إلا جزءًا حيًا متكاملاً مع محيطه الخليجي والعربي سياسيًا وجغرافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا»، مشيرًا إلى أن الشعب اليمني «لن يقبل بأي مشاريع تحاول طمس هويته، والتحول إلى شوكة ومنصة لابتزاز العالم، خدمة لأجندات إيران».

 

ترحيب شعبي

وفور إعلان التحالف، عملية حرية اليمن السعيد، خصص مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجًا تحت وسم العملية، باركوا فيه تلك الخطوة، مطالبين بضرورة تحرير اليمن من براثن المليشيا الحوثية.

وقال الصحفي اليمني كامل الخوداني، عبر «تويتر»، إن الحركة الحوثية استكملت عوامل الهزيمة، وهيأت أرضية فنائها وحفرت بيديها قبرها، وحشدت حولها كراهية الناس وأحقادهم، مشيرًا إلى أن الانقلابيين قطعوا علاقتهم بكل عوامل البقاء الداخلية والخارجية، ولم يتبق، للقضاء عليهم، إلا استكمال القوى المناهضة لهم ما تبقى من عوامل النصر.

وقال عبدالله آل هتيلة الصحفي السعودي ومساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ، عبر «تويتر»، إنه بعد إعلان إطلاق عملية #حرية_اليمن_السعيد لا مكان للمجاملة، مشيرًا إلى أن «المتخاذل كائن من كان يحيّد عن المشهد (..) الخائن يشهّر به ويحاكم».

وأكد الصحفي السعودي، أن الباحث عن مصالح حزبية على حساب الأزمة اليمنية، تُتخذ بحقه مواقف حاسمة، مشيرًا إلى أن الهدف اليوم هو تخليص اليمن من المشروع الإيراني، ولا مجال للمواقف الضبابية المتخاذلة.

وقال نايف البكري وزير الشباب اليمني، عبر «تويتر»، إن الأشقاء في التحالف يثبتون -بقيادة المملكة- أنهم على قدر ثقة شعبنا، من عاصفة الحزم إلى حرية اليمن السعيد، مشيرًا إلى تسطير فصل جديد من فصول الإخوة والشراكة الإقليمية والاستراتيجية لمصلحة اليمن والمنطقة العربية.

بدوره، قال عادل الأحمدي، الكاتب والباحث المستقل ورئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عبر «تويتر»، إن «هذا الإعلان التاريخي من شبوة المجد على لسان ناطق التحالف، هو منطلق التحالف منذ البداية... ما حاد عنه ولا انحرف»، مشيرًا إلى أن «الجديد هو أن اليمن بكل مكوناته الوطنية صار مهيأً لهذه الانطلاقة الكبيرة، وكان على الوقت أن يمر حتى تنضج الرؤى والمواقف والظروف».