لمواجهة روسيا.. تفاصيل شحنة أسلحة أمريكية سرية إلى أوكرانيا

حزمة الأسلحة حصلت على موافقة البيت الأبيض نهاية ديسمبر المنصرم، وتتضمن أسلحة صغيرة وذخيرة ومعدات طبية، وقطع غيار، وأجهزة راديو آمنة، ومحطات رادار، وبعض المعدات البحرية.

لمواجهة روسيا.. تفاصيل شحنة أسلحة أمريكية سرية إلى أوكرانيا

ترجمات - السياق

في خِضم مواجهة متوترة مع روسيا، كشفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، تفاصيل شحنة أسلحة أمريكية سرية، تعتزم إدارة جو بايدن إرسالها إلى أوكرانيا، تقدر بنحو 200 مليون دولار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين، أن حزمة الأسلحة حصلت على موافقة البيت الأبيض نهاية ديسمبر المنصرم، وتتضمن أسلحة صغيرة وذخيرة ومعدات طبية، وقطع غيار، وأجهزة راديو آمنة، ومحطات رادار، وبعض المعدات البحرية.

وأشارت "بولتيكو" إلى أن الموافقة من سلطة الرئيس جو بايدن، التي تخول له أن يطلب من وزير الدفاع، تسليم مواد من مخزون البنتاغون الحالي إلى دولة مُعرَّضة للخطر، ثم يعقب ذلك إخبار الكونغرس "بأن حالة طوارئ غير متوقعة تتطلب مساعدة عسكرية فورية".

كانت قناة "سي إن إن" الأمريكية، ذكرت أن البيت الأبيض وافق بشكل سري في ديسمبر الماضي، على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بـ 200 مليون دولار، مشيرة إلى أن القرار اتخذ قبل أسابيع من المفاوضات الروسية الأمريكية بشأن الاستقرار الاستراتيجي في جنيف، التي اختتمت 10 يناير الجاري.

وتنشر روسيا، نحو 100 ألف جندي من قواتها على مقربة من الحدود مع أوكرانيا، وهو ما يثير مخاوف الغرب من توغل محتمل، وقالت الولايات المتحدة إنه ستكون هناك عقوبات إذا هاجمت روسيا أوكرانيا.

 

لم تتسلمها

ورغم الكشف عن تفاصيل الشحنة، فإن "بولتيكو" أشارت إلى أن المساعدات لم ترسل إلى أوكرانيا، ومن غير المعروف متى تسليمها.

بدوره، كشف مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى شخص آخر مطلع على الملف، أن الولايات المتحدة سترسل أنظمة رادار وبعض المعدات البحرية، رغم أنه من غير الواضح متى التسليم.

وأضافا أن الأوكرانيين أُبلغوا بالمساعدات المقبلة الشهر الماضي، على مستوى رفيع، وتابعا: "بالنظر إلى أن الاستخبارات الأمريكية تشير باستمرار إلى أن روسيا قد تشن غزوًا شاملاً بكل قوتها العسكرية، فإن هذه المساعدة ستسمح لأوكرانيا، بإلحاق أضرار إضافية بروسيا، لكنها لن تغير النتيجة بشكل كبير".

وأفادت "بولتيكو" بأن هذه ليست المرة الأولى، التي يستخدم فيها بايدن سلطاته لإرسال مساعدات، ففي أغسطس 2021، ألزم الولايات المتحدة بإرسال 60 مليون دولار مساعدات عسكرية إلى كييف، قبل وقت قصير من اجتماعه مع زيلينسكي الشهر الماضي.

 

تفاصيل التسليم

وعن تفاصيل تسليم تلك المعدات، نقلت "بولتيكو" عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي، قوله: إن واشنطن قدمت المساعدات الدفاعية لأوكرانيا، ومن ثم سيتواصل ذلك خلال الأسابيع والأشهر المقبلة من خلال مجموعة من الآليات، بما في ذلك مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية.

ونقلت "بولتيكو" عن مطلع على خطة المساعدات، قوله إن "الأفرع المختلفة في الجيش الأمريكي تشعر بالقلق إزاء رؤية شحن معداتها إلى أوروبا الشرقية".

وأضاف: "نهاية المطاف يحتاج إحلال أسلحة جديدة محل الأسلحة المنقولة إلى بعض الوقت، ما يترك أفرع القوات المسلحة الأمريكية في فجوة تسليحية مؤقتة".

وكشفت الصحيفة أن دولاً أخرى أرسلت بعض المعدات لمساعدة أوكرانيا، ففي ديسمبر الماضي، أفادت أنباء بأن إستونيا كانت تدرس نقل صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات ومدافع هاوتزر عيار 122 ملم إلى كييف، لكنها كانت تنتظر موافقة الولايات المتحدة على إرسال مدافع "جافلين"، إضافة إلى ألمانيا وفنلندا، اللتين اشترت إستونيا منهما مدافع الهاوتزر.

هذه المعلومات، أكدها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد الماضي، في تصريحات لقناة ABC News، إذ قال محذرًا: "إذا ارتكبت روسيا عدوانًا متجددًا ضد أوكرانيا، أعتقد أنه من العدل للغاية أن يعزز الناتو مواقعه على طول جناحه الشرقي"، متابعًا: "الولايات المتحدة تقدم مساعدة دفاعية كبيرة لأوكرانيا، بما في ذلك ما قدَّمته لها في الأسابيع الأخيرة".

 

خطاب عدواني

في المقابل، دعا السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، واشنطن، إلى إزالة قدراتها العسكرية من الحدود الروسية والتخلي عما وصفه بـ "الخطاب العدواني".

وأضاف السفير الروسي، في بيان مقتضب أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء:"ليس لدينا مكان نتراجع في،. لقد تسلل حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى الحدود الروسية، إنه يحاول الهيمنة ليس فقط على الأرض، ولكن أيضاً في البحر والجو، ولن نسمح بالتطورات التي من شأنها تقويض استقلال روسيا وسيادتها".

وأشار أنتونوف إلى أن الولايات المتحدة، إلى جانب روسيا "تتحملان مسؤولية خاصة عن السلام والأمن الدوليين، على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة".

وتابع: "حان الوقت للتخلي عن الخطاب العدواني للتوسع الأجنبي، والتفكير في الأجيال القادمة. للقيام بذلك، يجب أن تحترم جارك وتتجنب التهديدات، وتنقل إمكاناتك العسكرية بعيداً عن الحدود الروسية".

يُشار إلى أن مشاورات "روسية أمريكية" بشأن الأزمة في أوكرانيا أُجريت في جنيف يومي 9 و10 يناير الجاري، في حين يعقد اجتماع بين مجلس الناتو وروسيا في بروكسل، بينما يعقد المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا اجتماعاً، الخميس.