لردع روسيا.. أوكرانيا تطلب دعمًا عسكريًا من أمريكا
بحسب وول ستريت جورنال، ذكر المسؤولون الأوكرانيون أن بلادهم بحاجة إلى برنامج أكثر قوة لردع هجوم روسي محتمل، لكن البيت الأبيض لا يزال يدرس طلب أوكرانيا.

ترجمات - السياق
ذكرت "وول ستريت جورنال" أن السلطات الأوكرانية، تسعى إلى الحصول على دعم عسكري أمريكي لردع روسيا، بعد شهر من زيارة وزير الدفاع الأوكراني نظيره الأميركي، في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث تقدَّم بطلب للحصول على "مساعدة أمنية".
وتتمركز القوات الروسية في 6 مواقع، على الحدود مع أوكرانيا، في ما يشبه شكل القوس الذي يطبق على الجارة الغربية، إذ يبدأ الانتشار العسكري الروسي من منطقة ييلنيا شمالًا إلى شبه جزيرة القرم جنوبًا، وهذا يعني أن الهجوم إن حدث، قد يستهدف مواقع عدة في أوكرانيا، ما يشتت الجهود العسكرية للأخيرة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين مطلعين قولهم، إن وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف، قدَّم خلال لقاء جمعه بنظيره الأمريكي في البنتاغون الشهر الماضي، مطالب دفاعية على رأسها أنظمة مضادة للصواريخ عالية التقنية.
وحسب الصحيفة، ذكر المسؤولون الأوكرانيون أن بلادهم بحاجة إلى برنامج أكثر قوة لردع هجوم روسي محتمل، لكن البيت الأبيض لا يزال يدرس طلب أوكرانيا.
هدف بوتين
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن أوليكسي دانيلوف، سكرتير الأمن القومي ومجلس الدفاع الأوكراني، الذي يشرف على الجيش، قوله إن "هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمثل في إعادة نطاق السيطرة على أوكرانيا وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفييتي السابق"، مشيرًا إلى أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين، والانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والأمور الداخلية المتعلقة بتفشي كورونا والتضخم، ربما تجعل بوتين يفكر بأن الفرصة مواتية للتجربة، وأن هذا التوقيت هو المناسب، في ظل ضعف الولايات المتحدة.
ورأى دانيلوف أنه "بالنسبة لبوتين، فإن الدول المستقلة يجب ألا تكون قائمة بالقرب من الحدود الروسية، وبالنسبة له، لا توجد أوكرانيا ولا بولندا ولا البلطيق، إنها دول ليست قائمة وفقًا لرؤيته".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المطالب الأوكرانية، تأتي في ظل تزايد التوتر في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، بعد اشتباكات حول جرائم الإنترنت وطرد الدبلوماسيين وأزمة المهاجرين في بيلاروسيا.
وتعهدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية، ومضاعفة المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وتعزيز انتشار الدول الأعضاء بمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على طول الجهة الشرقية لأوروبا، إذا هاجمت روسيا أوكرانيا.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية، عن كارين دونفريد، المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون أوروبا، قولها، إن بايدن أخبر بوتين بأن الولايات المتحدة ستوفر معدات عسكرية إضافية لأوكرانيا "بما يتجاوز" حزمة الدعم العسكري الحالية، إذا هاجمتها روسيا.
مساعدات عسكرية دفاعية
وحسب "وول ستريت جورنال" ذكر مجلس الأمن القومي أن الولايات المتحدة تواصل "تقديم مساعدة عسكرية دفاعية لأوكرانيا"، وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الأسبوع الماضي، إن البيت الأبيض يقيِّم الحاجات العسكرية لأوكرانيا.
وأضاف أن "قدرة الجيش الأوكراني على استيعاب معدات جديدة، أحد الاعتبارات الرئيسة في تقرير ما يجب تقديمه لأوكرانيا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن إجراء تجربة ناجحة لصاروخ يتجاوز سرعة الصوت بـ 9 مرات، بالتزامن مع حديث موسكو عن مقترح من حلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن حوار ثنائي لخفض التصعيد.
ووصف بوتين عملية إطلاق صاروخ "تسيركون" بأنها كانت ناجحة ومن دون أي خطأ، مشيرًا إلى أن الصاروخ أحدث ما لدى روسيا الآن، فهو قادر على إصابة الأهداف البحرية والأرضية.
ردع أكثر فاعلية
وأمام التحديات التي يطلقها بوتين من وقت إلى آخر، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أوكرانيين وبعض المسؤولين الأمريكيين السابقين قولهم، إن جهود إدارة بايدن لردع روسيا، ستصبح أكثر فاعلية، إذا قدَّمت الدعم العسكري لأوكرانيا، وكثَّفت العقوبات التي تفرضها على روسيا، ما يبدد أي شكوك في عزيمة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في ردع موسكو.
بينما قال أحد المسؤولين بالبيت الأبيض -رفض ذكر اسمه- إن واشنطن لا تعتقد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتخذ قرارًا لاجتياح أوكرانيا، مؤكدًا أنه يدرك أنه سيواجه عقوبات اقتصادية قاسية، في حال إقدامه على ذلك.
وبيَّنت الصحيفة الأمريكية، أنه منذ عام 2014، قدَّمت الولايات المتحدة نحو 2.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في محاولة "لتحقيق التوازن بين حاجات أوكرانيا، واستفزاز روسيا".
وأوضحت، أنه بين الخيارات لدعم أوكرانيا عسكريًا، إرسال خمس طائرات هليكوبتر روسية الصنع من طراز «إم آي - 17»، كانت تستخدمها القوات الجوية الأفغانية، مشيرة إلى أن تلك الطائرات، كانت تخضع للصيانة في إحدى دول أوروبا الشرقية، لأن الجيش الأفغاني متمرس على قيادتها، من إرث سنوات الوجود السوفييتي، واشترتها الولايات المتحدة لمصلحته.
وحسب الصحيفة، تسعى أوكرانيا أيضاً إلى الحصول على 12 طائرة هليكوبتر من طراز «بلاك هوك» الأمريكية، كانت الولايات المتحدة قد عرضتها على القوات الجوية الأفغانية، لكنها لم تسلِّمها، كما يمكن إتاحة مخزونات الذخائر والأسلحة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي في رومانيا وبلغاريا، للجيش الأوكراني إذا تم اتخاذ قرار بذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن تلك الطائرات ستوفر مزيداً من الحركة للقوات الأوكرانية، التي تنتشر على جبهة كبيرة للدفاع، وخسرت في حرب عام 2014 الكثير من طائرات الهليكوبتر، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ودعمت تمرد الانفصاليين الموالين لها شرقي أوكرانيا.
استعداد أوكراني
وفي الداخل الأوكراني، يبدو أن كييف تستعد على قدم وساق لأي هجوم روسي محتمل، وأعلن عمدة العاصمة الأوكرانية كييف فيتالي كليتشكو أن سلطات المدينة تستعد لفرض حالة طوارئ، تحسبًا لأي اعتداء محتمل للجيش الروسي على أوكرانيا.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن كليتشكو قوله: "هناك سيناريوهات مختلفة لاعتداء الجيش الروسي على أوكرانيا، وعلينا أن نكون مستعدين لكل منها، ونحن في مدينتنا كييف نستعد لفرض حالة طوارئ ممكنة، وأنا كعمدة أقوم بتنظيم الدفاع المدني، لقد كثفنا جهودنا لتعبئة وإعداد أفراد الاحتياط".
وأضاف: «أمرت بجرد وتفتيش الأقبية ومرافق التخزين تحت الأرض، التي قد تكون ملاجئ للقنابل»، ومع ذلك يرى عمدة العاصمة الأوكرانية أن السكان لا تظهر عليهم أي علامات للذعر.
نقطة ضعف
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أمريكي مطلع قوله إنه عندما التقى وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في واشنطن الشهر الماضي ، كانت الأنظمة المضادة للصواريخ، مثل صواريخ باتريوت، مدرجة في قائمة المعدات المطلوبة، إلى جانب التدريب.
وأوضحت الصحيفة، أن قدرة الدفاع الجوي الأوكرانية لا تزال نقطة ضعف، خاصة إذا شنت روسيا ضربات صاروخية ضد وحدات أوكرانية مضادة للطائرات، ثم استخدمت القوة الجوية لتدمير مراكز القيادة والسيطرة، ومهاجمة الجيش الأوكراني.
ونقلت عن ميخايلو ساموس، من مركز كييف لدراسات الجيش والتحول ونزع السلاح قوله، إن لدى روسيا مئات الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى بين الوحدات البرية والبحرية بالقرب من حدود أوكرانيا، يمكن أن تغطي تقريبًا أي هدف داخل أوكرانيا، مشيرًا إلى أن القوة الجوية الروسية ستتبع الضربات الصاروخية، وستساعد الهجمات الإلكترونية في شل الاتصالات.
وأضاف ساموس، أن الحملة الصاروخية والجوية قد تستمر بضع ساعات فقط، قبل أن يتحرك الجيش الروسي.
بينما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون سابقون للصحيفة: من غير الواقعي الاعتقاد بأن الولايات المتحدة يمكن أن توسع مساعدتها العسكرية لأوكرانيا بسهولة، رغم التهديد الروسي.