طويلة المدى... إيران تطور طائرة لضرب تل أبيب والموساد يتوعد

قال كيومارس حيدري، قائد القوات البرية الإيرانية، إن طائرة أراش2 الجديدة تم تطويرها لضرب أعماق إسرائيل، وتهدف إلى ضرب حيفا وتل أبيب.

طويلة المدى... إيران تطور طائرة لضرب تل أبيب والموساد يتوعد

السياق

أحداث مثيرة وجدت طريقها إلى الاتفاق النووي المليء بالأشواك، خاصة بعد إرجاء وجيز لمنح الضوء الأخضر لإحياء اتفاق 2015، على وقع خلافات، وتدخلات إسرائيلية آتت أكلها حتى اللحظة.

وبينما طالبت إيران، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بضرورة ألا تستسلم للضغوط الإسرائيلية، تكثف تل أبيب الخطى في الكواليس، مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والكونجرس الأمريكي، في محاولة لإقناعهم بدعم مواقفها في هذا الشأن.

ذلك الموقف الإسرائيلي، الذي يبدو أن إيران كانت على عِلم بخفاياه، دفع الأخيرة إلى الخروج بإعلان آثار المخاوف من إمكانية اندلاع نزاع مسلح بين البلدين، خاصة بعد أن أكد قائد الجيش الإيراني، أن بلاده طورت طائرة عسكرية من دون طيار لمهاجمة مدينتي حيفا وتل أبيب الإسرائيليتين.

وفي حديث لوكالة مهر للأنباء الإيرانية، قال كيومارس حيدري، قائد القوات البرية، إن طائرة أراش2 الجديدة تم تطويرها «لضرب أعماق إسرائيل، وتهدف إلى ضرب حيفا وتل أبيب».

 

هجمات إرهابية

وفي إشارة إلى إعلان إيران –الاثنين- قال رئيس وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد بارنيا: «لقد أحبطنا مؤخرًا عشرات الهجمات الإرهابية في الخارج». ومن بين أمور أخرى، أشار إلى إحباط هجمات إرهابية في قبرص وتركيا وكولومبيا.

واتهم بارنيا، في حديثه بمؤتمر لمكافحة الإرهاب في تل أبيب الاثنين، إيران بـ«استغلال الإسلام لتبرير استخدامها الاستراتيجي والمنهجي لإرهاب الدولة»، مشيرًا إلى أن بلاده أحبطت مؤخرًا عشرات الهجمات الإيرانية التي استهدفت إسرائيليين ويهودًا في الخارج.

وحذر رئيس الموساد من أن أي اتفاق نووي معدل، توقعه إيران مع القوى الغربية، لن يمنحها حصانة من أي عمل إسرائيلي، مشيرًا إلى أنه «رغم إضعاف إيران، فإنها لا تزال تقود حملة عالمية لإلحاق الأذى بالإسرائيليين واليهود، لمجرد أنهم إسرائيليون ويهود».

وأكد المسؤول الإسرائيلي، أن الاتفاق النووي مع إيران سيقربها من «تحقيق رؤيتها الاستراتيجية لامتلاك السلاح النووي و«مفيد فقط على المدى القصير للغاية، وخطير للغاية على المديين المتوسط والبعيد»، مشيرًا إلى أن «الاتفاق يقوم على أكاذيب إيرانية بلا شك ثبتت بمساعدة مواد أرشيفية جلبت من طهران».

وقال بارنيا، إن المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي تجرى في وقت تقوم فيه إيران «بتوسيع أنشطتها في مجال الإرهاب، ليس فقط ضد الإسرائيليين»، مؤكدًا أن «المحادثات النووية لا تشكل عامل تقييد بأي شكل، بل على العكس من ذلك، فإن النشاط الإرهابي يتوسع أيضًا إلى أراضي الولايات المتحدة وأوروبا».

وبعد يوم من تصريح مسؤول دبلوماسي إسرائيلي بأنه رغم الخلافات الكبيرة بين إيران والقوى الغربية، تعتقد إسرائيل أن الاتفاق مع إيران لم يحذف من جدول الأعمال، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية كنعاني، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ألا تستسلم للضغوط الإسرائيلية.

وأضاف مسؤول إسرائيلي أنه يعتقد أن الاتفاق قد يؤتي ثماره فقط بعد الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعمل بشكل رئيس في الكواليس، مع أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونجرس، في محاولة لإقناعهم بدعم مواقفها في هذا الشأن.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد غادر الأحد متجهًا إلى ألمانيا، لعقد اجتماعات رفيعة المستوى، يقدم فيها قضية إسرائيل الأخيرة ضد توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران.

 

لابيد في ألمانيا

من المقرر أن يلتقي لابيد –الاثنين- الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتز ووزيرة الخارجية أنالينا بربوك، على أن يتصدر البرنامج النووي الإيراني جدول الأعمال.

وتقول «تايمز أوف إسرائيل»، إن الجانبين سيناقشان العلاقات الثنائية والعلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي وأمن الطاقة والحرب في أوكرانيا، بينما قال لابيد –الأحد- في مستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، إن الهدف من الزيارة «تنسيق المواقف بشأن البرنامج النووي الإيراني، والانتهاء من التفاصيل الخاصة بوثيقة تعاون استراتيجي واقتصادي وأمني  بين البلدين».

وشكر لابيد أيضًا ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، لإصدار بيان في اليوم السابق، أعربت فيه عن شكوك جدية بشأن صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق نووي.

وبدا أن الوسطاء الأوروبيين أحرزوا -الشهر الماضي- تقدمًا في استعادة الاتفاق النووي لعام 2015، بعد أن وافقت إيران إلى حد كبير على نص نهائي مقترح، لكن الفرص تضاءلت عندما أرسلت الولايات المتحدة ردًا، يتضمن مطالبة جديدة بأن تغلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في مواقع نووية غير معلنة.

وقالت فرنسا وألمانيا وبريطانيا -في بيان مشترك -السبت: «هذا المطلب الأخير يثير شكوكًا جدية بشأن نوايا إيران والتزامها بنتيجة ناجحة لخطة العمل الشاملة المشتركة».

وقال رئيس الوزراء إنه يعمل جنبًا إلى جنب مع رئيس الوزراء المناوب نفتالي بينيت ووزير الدفاع بيني غانتس في «حملة دبلوماسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران»، مضيفًا: «أمامنا طريق طويل، لكن هناك بوادر مشجعة».

 

تهديد سيبراني

تأتي تلك التطورات، بعد ثلاثة أيام من إعلان وزارة الخزانة الأمريكية -في بيان- أن وزارة الاستخبارات والأمن تواجه شبكات من الجهات الفاعلة في مجال التهديد السيبراني، بما في ذلك المتورطون في التجسس الإلكتروني وهجمات برامج الفدية لدعم إيران.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين الجمعة: «الهجمات الإلكترونية الإيرانية التي تستهدف الخدمات الحكومية المدنية وقطاعات البنية التحتية الحيوية، يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة لهذه الخدمات، وتتجاهل معايير السلوك المسؤول للدولة وقت السلم في الفضاء الإلكتروني».

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية -الأربعاء- أنها ستفرض عقوبات على أربع شركات إيرانية، تقول إنها متورطة في إرسال طائرات من دون طيار إلى روسيا -الشهر الماضي- لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.