احتجاجات العراق... جرحى واعتصام مفتوح ومخاوف من عودة الاقتتال

دعا مصطفى الكاظمي الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدم الانجرار إلى التصادم

احتجاجات العراق... جرحى واعتصام مفتوح ومخاوف من عودة الاقتتال

السياق

على أنغام أزمة سياسية لم تجد انفراجة منذ أشهر، عاد المتظاهرون العراقيون أدراجهم إلى ساحة المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد،  احتجاجًا على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة.

إلا أن الاحتجاجات التي بدت -الأسبوع الماضي- سلمية، وتمسك أطرافها بعدم «الاحتكاك» ببعضهم، في ما سماها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر «جرة الأذن»، ضلت طريقها، وغلفتها أجواء من العنف، أدت إلى إصابة 125 جريحًا بين المتظاهرين وقوات الأمن حتى اللحظة.

تلك الاحتجاجات التي خرجت للمرة الثانية في أيام، بعد إصرار الإطار التنسيقي على السوداني رئيسًا للحكومة، تحولت إلى اعتصام مفتوح في مبنى البرلمان، الذي اقتحمه المتظاهرون، بعد مناوشات مع قوات الأمن.

سيناريوهات مخيفة

يأتي ذلك، بينما دعا الإطار التنسيقي «جماهير الشعب المؤمنة بالقانون والدستور والشرعية الدستورية إلى التظاهر السلمي دفاعًا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها»، في دعوة قد تؤزِّم الوضع السياسي في العراق، وتطلق سيناريوهات مخيفة، أبرزها عودة الاقتتال.

تلك الدعوة من الإطار التنسيقي، رد عليها صالح محمد العراقي، وزير زعيم التيار الصدري، محذرًا من زعزعة السلم الأهلي، مضيفًا عبر «تويتر»، أن «تفجير المسيرات هو الذي يكسر هيبة الدولة وليست حماية المؤسسات من الفساد».

وأضاف وزير زعيم التيار الصدري: «ما التسريبات عنكم ببعيد» في إشارة إلى التسجيلات الصوتية المسربة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، داعيًا المتظاهرين إلى عدم التعدي على مجلس القضاء.

وقال وزير الصدر: «إن شئتم إيصال صوتكم للقضاء العراقي فلا نرضى بالتعدي عليهم (...) نزاهة واستقلال القضاء مطلبنا».

رسالة عاجلة

في محاولة من رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لنزع فتيل الأزمة، وجَّه كلمة للقوى السياسية في العراق، اطلعت «السياق»، على نسخة منها، قائلًا: يجب أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين، مطالبًا بضرورة الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء، والتحلي بروح وطنية عالية وجامعة «فألف يوم من الحوار الهادئ خير من لحظة تسفك فيها نقطة دم عراقي».

ودعا مصطفى الكاظمي الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدم الانجرار إلى التصادم، مطالبًا المواطنين بعدم الاصطدام بالقوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة، والتعاون لإيقاف تسريع هذه الفتنة.

وبينما قال إن نار الفتنة ستحرق الجميع، شدد على أن «الظرف صعب جداً، وهذه حقيقة مرة مع الأسف الشديد، وعلينا أن نتعاون ونتكاتف، حتى لا ندفع بأنفسنا إلى الهاوية. علينا أن نحكم عقولنا وضمائرنا ووجداننا، ونلتف حول العراق والعراقيين، لا حول المصالح الضيقة».

وشدد على أن الجميع يتحملون مسؤولية الأحداث الحالية، من أحزاب وطبقة سياسية وقوى اجتماعية ومؤثرين، قائلًا: «علينا أن نقولها، نعم، الجميع، وعلى الجميع أن يتصرف وفق قواعد الحكمة والبصيرة من أجل العراق، حتى لا نخسر مجدداً».

دعوة للهدوء

ودعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي –السبت- المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، قائلًا في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنه وجَّه حماية البرلمان بعدم التعرُّض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلاً عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب، بأن تكون في المجلس وتتواصل مع المتظاهرين.

من جانبه، وجَّه نائب رئيس مجلس النواب العراقي عبدالله أحمد –السبت- بعدم استخدام القوة أو التعرض للمتظاهرين، الذين دخلوا مبنى المجلس (بيت الشعب) للتعبير عن رأيهم ويجب احترام إرادتهم»، داعياً المتظاهرين إلى ضرورة الحفاظ على سلمية التظاهر وعدم الإضرار أو التجاوز على الأبنية الحكومية وحماية مؤسسات الدولة.

بدروها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق –السبت- إلى وقف التصعيد، قائلة في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن «التصعيد المستمر مقلق للغاية، وإن أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف وتشجيع الجهات الفاعلة على وقف التصعيد لصالح العراقيين».

حصيلة الاحتجاجات

أعلنت وزارة الصحة –السبت- ارتفاع إصابات التظاهرات إلى 125 بينهم 25 عسكريًا، قائلة في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه: «إلحاقاً بالبيان السابق حتى إعداد هذا البيان بلغت الإصابات التي استقبلتها مؤسسات وزارة الصحة 125 جريحاً بينهم 100 مدني و25 عسكرياً».

وأكدت الوزارة "استمرار استنفار مؤسساتها وملاكاتها لإسعاف الجرحى، وتقديم الإجراءات الصحية اللازمة، فضلاً عن استمرار تقديم الخدمات الصحية".