هل تخدع إيران العالم بشأن مخزونها من اليورانيوم المُخصب؟

طهران تبالغ في أرقامها المعلنة للضغط على بايدن لتخفيف العقوبات

هل تخدع إيران العالم بشأن مخزونها من اليورانيوم المُخصب؟

ترجمات- السياق

تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، عمّا إذا كانت إيران مخادعة، بشأن أنشطتها النووية، وتبالغ في أرقامها المعلنة، بشأن تخصيب اليورانيوم.

وقالت المجلة -في تقرير-  إن طهران قدَّمت مؤخراً ادعاءات مهمة، تشير إلى تقدُّمها السريع نحو صُنع سلاح نووي، وأضافت: "مع أن هذه المزاعم تبدو مثيرة للقلق، إلا أنه من المحتمل أن تكون هناك مبالغة في تقديرها للأرقام، وذلك من أجل إحداث تأثير تكتيكي".

ووفقاً للتقرير، قد تستخدم طهران هذه الأرقام، في محاولة لزيادة الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والفوز بتخفيف العقوبات، مقابل الحد من أنشطتها النووية.

وتابع التقرير: "في حال كانت ادعاءات طهران دقيقة، فهي تعني ضمناً أنها بدأت جهدًا جديدًا وسريعًا، لتجاوز إنجازها السابق في القدرة على تصنيع أسلحة نووية، في وقت مبكر من منتصف يوليو، ويجب التعامل مع هذا الأمر بجدية".

 

غير قابل للتصديق

ورأى التقرير، أن مخزون إيران المزعوم هذا، غير قابل للتصديق، لأن مخزونها قفز إلى 108 كيلوجرامات، في الفترة بين 22 مايو و15 يونيو، وكان سيتطلَّب منها تقريباً، زيادة معدل التخصيب في منشأ "فوردو" إلى الضعف، أو حتى ثلاثة أضعاف، بين عشية وضحاها، ليصبح 37 أو 54 كيلوجراماً في الشهر، وهو رقم أعلى بكثير، مما يمكن للعدد المحدود من أجهزة الطرد المركزي الموجودة في الموقع، التعامل معه.

ولفت التقرير، إلى أن السيناريوهات الأخرى، لتحقيق مثل هذه القفزة الهائلة، تتضمَّن تركيب عدد ضخم من أجهزة الطرد المركزي المتقدِّمة بشكل مفاجئ، أو استخدام منشأة غير معلنة، معتبرة أن هذه السيناريوهات، غير محتملة هي الأخرى.

 

مبالغة في المخزون

وذكر التقرير، أن كل ذلك يشير بقوة، إلى أن إيران تبالغ في مخزونها من اليورانيوم المخصَّب بنسبة 20%، الأمر الذي يمكنها فِعله بالنظر لمنعها -منذ فبراير الماضي- وصول المفتشين الدوليين، الذين يمكنهم التحقُّق من برنامجها النووي، إلى المنشآت.

ورأى التقرير، أن السؤال الأهم الآن هو: لماذا تريد طهران المبالغة بهذا الشكل؟ مشيراً إلى أن أحد الأسباب، هو أن إدارة بايدن أثبتت أنها تشعر بالضغط الشديد، من ساعة طهران النووية الموقوتة، وأن هذه الزيادة المفاجئة في مخزونات إيران، قد تضيف إلحاحاً جديداً في مفاوضات فيينا المتعثِّـرة.

وأضافت المجلة الأمريكية، أنه ربما كانت طهران تختبر أيضاً نية القيادة الجديدة في إسرائيل، مشيرة إلى أن إعلان مخزونها الجديد -المُبالغ فيه-جاء بعد أقل من 48 ساعة من إعلان التشكيل الرسمي للحكومة الإسرائيلية الجديدة، الذي وصفته المجلة، بأنه ائتلاف ضعيف لا يزال تعامله مع طموحات إيران النووية، وكيفية اختلاف نهجه عن نهج حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، غير واضح.

 

الخط الأحمر

وأكدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أنه بصرف النظر عمّا إذا كانت طهران حقَّقت قفزة نووية هائلة، أو أنها تبالغ بجرأة في إنجازاتها، فإن إعلانها الأخير يؤكد ثقتها المتزايدة، بأنها يمكن أن تهدِّد بتجاوز الخط الأحمر النووي، من دون أي رد فِعل من الولايات المتحدة، وأضافت: "لكن لكي يفي بايدن بوعده، بأن طهران لن تحصل على سلاح نووي في عهده، يجب على إدارته تغيير هذه الديناميكيات رأساً على عقب".

وقالت المجلة، إنه لا يمكن لخداع إيران، ولا لإحساسها بإمكانية الإفلات من العقاب، أن يمر من دون مواجهة، وطالبت الدبلوماسيين الأمريكيين، بضرورة التشكيك علناً في مزاعم طهران، غير المتسقة مع الاستمرار في الضغط عليها، للامتثال لالتزاماتها النووية، والسماح بوصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها.

وذكر التقرير، أنه يجب على واشنطن الكشف عن غموض طهران الحالي بشأن أنشطة التخصيب، لأنه يثير حالة من عدم اليقين، كما أنه أثناء مقاومة الولايات المتحدة للضغوط الإيرانية، من أجل تقديم تنازلات، يجب عليها أيضاً ممارسة ضغوط مضادة أكثر فاعلية.

وأضاف: "في حال شعر البيت الأبيض، بأنه مضطر إلى مواصلة المفاوضات، تجاه ما سيكون بالتأكيد صفقة، أضعف مما كانت عليه عام 2015، فإنه يتعيَّـن عليه حينها تحديد موعد نهائي مناسب، لكنه صارم، فضلاً عن تحديد عواقب التعنُّت الإيراني".

ورأت المجلة، أنه لا يمكن لواشنطن، تحجيم برنامج إيران النووي، من دون تحجيم طهران أولاً، وذلك يعني مواجهة خداعها، ورفض الاستسلام لسياسة حافة الهاوية النووية.