مجرَّد تغيير في العبارات... تحويل القوات الأمريكية في العراق من قتالية إلى استشارية

 تقديم الدعم الجوّي واللوجستي والاستشاري للقوات العراقية، وتقديم المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية للقوّات العراقية، في حربها ضد تنظيم داعش، إضافة إلى مواجهة إيران والفصائل المسلَّحة.

مجرَّد تغيير في العبارات... تحويل القوات الأمريكية في العراق من قتالية إلى استشارية
القوات الأمريكية في العراق

السياق

تمكَّـنت الولايات المتحدة، من انتزاع قبولٍ عراقي، يسمح بإبقاء قواتها في هذا البلد سنوات طويلة، عكس ما يجري الترويج له إعلاميًا.

هذا الأمر تم بعد تغيير تسمية المهمّة الأميركية، من القتالية الى الاستشارية، في ما يمثّل تحايلاً -كما يصفه حلفاء طهران في العراق- على مطلب انسحاب هذه القوات.

وهذا ما تم الاتفاق عليه رسميًا، حتى قبل لقاء بايدن بالكاظمي.  

ويُعَدُّ هذا التغيير في التسميات، محاولة لإسكات القوى المطالِبة بانسحاب القوات الأمريكية، وتخفيف الضغط على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي.

ما هدف إبقاء القوات الأمريكية في العراق؟

وفق ما تفضحه تصريحات المعارضة الجمهورية في الكونغرس، فإن الهدف مواجهة إيران وحلفائها، في العراق وسوريا.

وهذا الهدف لا تتورَّع قوى عراقية، عن مجاراة واشنطن في العمل عليه.

كما توجد قوى عراقية تأمل أن تساعدها واشنطن في نزاعها السياسي مع حلفاء طهران ومليشياتها في العراق.

وهذا ما يمكن استشفافه من خلاصة المحادثات التقنية الأميركية العراقية، ضمن الحوار الاستراتيجي بين البلدين، بشأن انسحاب القوّات القتالية الأمريكية.

ما مهام القوة الأمريكية الجديدة؟

 تقديم الدعم الجوّي واللوجستي والاستشاري للقوات العراقية، وتقديم المعلومات الاستخباراتية والاستطلاعية للقوّات العراقية، في حربها ضد تنظيم داعش، إضافة إلى مواجهة إيران والفصائل المسلَّحة.

كيف يراقب حلفاء طهران في بغداد ما يجري؟

استبق قيس الخزعلي، الأمين العام لمليشيا عصائب أهل الحق، جولة الحوار الأمريكي العراقي، والقمة بين بايدن والكاظمي، واتهم الأخير بالعمل على إبقاء القوات الأمريكية في العراق.

كما أكد أمين عام كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولاء الولائي، مواصلة استهداف القوات الأمريكية، إذا لم تغادر الأراضي العراقية.

بينما أكدت كتاب حزب الله، أنها لن تميِّـز بين قوات استشارية وقتالية أمريكية، فكلها ستكون هدفًا لصواريخها.

كما شكَّـك معظم القيادات والنواب، في تحالف الفتح بنوايا الأمريكيين في سحب قواتهم القتالية من العراق.

هذا التغيير في طبيعة المهمّة الأميركية، لا يُلبّي متطلّبات قرار مجلس النواب العراقي، بإخراج القوّات الأميركية من البلاد.

يعكس التباين بين قرار مجلس النواب، وما يجري التفاوض عليه حالياً، انقسامات حادة داخل البيت السياسي الشيعي، بشأن الوجود العسكري الأمريكي، فالحكيم والعبادي، إضافة إلى أغلبية الأكراد والسُّنة لا يفضِّلون الانسحاب الأمريكي من البلاد.