فورين بوليسي: استفزازات روسيا في أوكرانيا.. ذريعة لتحقيق مخطط بوتين

تأتي التحذيرات الأمريكية في وقت اكتسح فيه هجوم إلكتروني العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية، بينما حذر الخبراء مرارًا وتكرارًا من أن موسكو قد تستخدم الهجمات الإلكترونية، لتشتيت الانتباه أو لعرقلة قدرة كييف في الرد على الغزو

فورين بوليسي: استفزازات روسيا في أوكرانيا.. ذريعة لتحقيق مخطط بوتين

ترجمات – السياق

سلَّطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، الضوء على مخاوف الغرب من استمرار الاستفزازات الروسية في أوكرانيا، وذكرت أن المسؤولين الاستخباريين في أوروبا والولايات المتحدة، يدقون ناقوس الخطر، ويحذرون من تزايد احتمالات وقوع نزاع عسكري على الحدود الروسية الأوكرانية قريبًا.

ونقلت المجلة الأمريكية عن مسؤول أمريكي، طلب عدم كشف هويته، قوله: "روسيا تضع الأساس لاختلاق ذريعة للغزو والدخول في حرب، بما في ذلك القيام بأنشطة تخريبية، بينما تقوم بإعداد عمليات إعلامية تتهم فيها أوكرانيا بالإعداد لهجوم وشيك ضد القوات الروسية شرقي أوكرانيا".

وحذر المسؤول من أن روسيا جهزت مجموعة من النشطاء المدربين على القتال في المناطق الحضرية، وخبراء في المتفجرات لشن هجوم على القوات الانفصالية، التي تدعمها روسيا شرقي أوكرانيا لتبرير هجوم على البلاد.

وأضاف المسؤول: "الجيش الروسي بدأ تجهيز هذه الأنشطة قبل أسابيع من الغزو العسكري، الذي قد يبدأ بين منتصف يناير ومنتصف فبراير، لقد رأينا هذا التكتيك عام 2014 قبل احتلال شبه جزيرة القرم".

 

معلومات مضللة

وحسب "فورين بوليسي" ألمح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، لأول مرة، في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ترى أن روسيا تُعد معلومات مضللة لتوفير ذريعة لتعزيز العزم لغزو أوكرانيا.

وتعليقًا على هذا التلميح، قال المسؤول الأمريكي الذي تحدث لـ "فورين بوليسي": "وسائل الإعلام الحكومية الروسية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي تنشر بشكل متزايد معلومات مضللة للترويج لشن الحرب، كما أنها تلقي باللوم على الغرب في تصعيد التوترات، وتنشر مزاعم عن انتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا، كما تحاول حشد الدعم الداخلي الروسي للعمل العسكري".

وأضاف المسؤول: هذه الأنشطة ازدادت 200 في المئة على المتوسط اليومي في نوفمبر الماضي".

وحسب المجلة الأمريكية، تأتي التحذيرات الأمريكية في وقت اكتسح فيه هجوم إلكتروني العديد من المواقع الحكومية الأوكرانية، بينما حذر الخبراء مرارًا وتكرارًا من أن موسكو قد تستخدم الهجمات الإلكترونية، لتشتيت الانتباه أو لعرقلة قدرة كييف في الرد على الغزو.

وذكرت وزارة الإعلام الأوكرانية، أن البيانات الأولية من الاختراق، تشير إلى أن روسيا هي المسؤولة، بينما قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الناتو وأوكرانيا سيوقعان اتفاقًا في الأيام المقبلة، يمنح كييف إمكانية الوصول إلى منصة تبادل المعلومات الخاصة بالبرامج الضارة التابعة للحلف، التي يمكن أن تساعد محققي الحوادث الرقمية في اكتشاف الجناة بشكل أكثر سهولة، إلا أن ستولتنبرغ لم يتهم روسيا صراحة بالوقوف وراء الهجوم السيبراني على أوكرانيا.

وأضاف ستولتنبرج: "إذا هاجمت روسيا أوكرانيا كما تهدد، فإن منظمة حلف شمال الأطلسي ستزيد توسيع وجودها بالقرب من روسيا، والتحالف يقيم كيف يمكنه ذلك".

وأمام هذه التحديات، اجتمع مسؤولو أمريكا وأوروبا مع نظرائهم الروس هذا الأسبوع، بمفاوضات رفيعة المستوى في جنيف وبروكسل، لكن المفاوضات فشلت في نزع فتيل الأزمة.

وتقول المجلة الأمريكية: رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن أكثر من مرة عدم نيته غزو أوكرانيا، فإن الشواهد تؤكد أنه يخطط لذلك، مشيرة إلى أنه لا يزال يفكر بعقلية الاتحاد السوفييتي السابق، وأن أوكرانيا ضمن دول هذا الاتحاد ويجب ألا تبتعد عنه.

وما يكشف ذلك -حسب المجلة- أن بوتين شدد في مطالبه مع الغرب، على إبعاد أوكرانيا عن الانضمام إلى "الناتو"، وهو ما قوبل برفض شديد من أعضاء الحلف، الذين شددوا على أن الأمر متروك لهم فقط، وأنهم لن يسمحوا لروسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد توسعات الحلف.

 

العقوبات لا تكفي

وذكرت مجلة فورين بوليسي أن الولايات المتحدة كانت تدرس عزل الكرملين عن نظام الاتصالات المصرفية العالمية SWIFT ردًا على أي هجوم سيبراني متجدد ضد أوكرانيا، إلا أن بوتين حذر واشنطن من أن روسيا ستقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، إذا فرضت عقوبات جديدة.

وحسب المجلة، دعا المسؤولون الأوكرانيون، الولايات المتحدة وحلفاءها في "الناتو" إلى تقديم المزيد من الدعم لكييف لردع روسيا عن الغزو ، بدءًا من عقوبات أكثر صرامة ضد موسكو، إلى زيادة المساعدات العسكرية والتدريب للجيش الأوكراني.

بينما أيد مسؤولون أوكرانيون كبار مشروع قانون عقوبات أمريكية، بقيادة السناتور تيد كروز، بشأن مشروع خط أنابيب غاز روسي مثير للجدل، لكن مشروع القانون فشل في حشد ما يكفي من الأصوات لتمريره في مجلس الشيوخ الخميس الماضي.

وأمام ذلك، رأى أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن العقوبات الغربية وحدها لم تكن كافية لوقف الهجوم الروسي، قائلًا: "نحن بحاجة إلى المساعدة قبل حدوث شيء ما... أعتقد أنه لا يزال لدينا أكثر من 100000 جندي روسي حول حدودنا حتى الآن".

وترى "فورين بوليسي" أنه بالنسبة للدبلوماسيين الغربيين، فإن مطالب بوتين، بتقليص حلف شمال الأطلسي وإجراءات روسيا التي دفعت بعشرات الآلاف من جنودها إلى الحدود، أدت إلى تعزيز الحلف لخطوطه الأمامية، كما أدت إلى تعميق الشكوك في صدق موسكو بالمحادثات الأخيرة.

ويعتقد مسؤولون في الحلف أن روسيا تعرف أن مطالبها ليست معقولة، وأنها لا تبحث إلا عن ذريعة لمهاجمة أوكرانيا، بحسب المجلة.