حياكم بو خالد.. زيارة دولة للشيخ محمد بن زايد إلى عُمان ترسخ العلاقات وتعضد أخوة البلدين

من المقرَّر أن يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، غدًا زيارة دولة إلى سلطنة عمان، تستمر يومين؛ تلبية لدعوة من سلطان عمان هيثم بن طارق.

حياكم بو خالد.. زيارة دولة للشيخ محمد بن زايد إلى عُمان ترسخ العلاقات وتعضد أخوة البلدين

السياق

«مرحبًا بالكريم ابن الكريم» و«محمد بن زايد في داره وبين أهله وإخوانه» و«حياكم بو خالد».. بهذه الكلمات لاقت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات المرتقبة إلى سلطنة عمان غدًا، ترحيبًا شعبيًّا كبيرًا.

ومن المقرَّر أن يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، غدًا «زيارة دولة» إلى سلطنة عمان، تستمر يومين؛ تلبية لدعوة من سلطان عمان هيثم بن طارق، في زيارة تهدف إلى «تجذير» العلاقات الممتدة بين البلدين والتي لا تزيدها الأيام إلا رسوخًا وقوة ومحبة.

ويعدّ اللقاء الذي من المرتقب أن يجمع بين الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات وسلطان عمان، هو الثاني من نوعه خلال الشهور الأربعة الأخيرة، بعد تلك الزيارة التي أجراها السلطان هيثم بن طارق إلى الإمارات في مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي بوفاة رئيس الدولة السابق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

إلا أن «زيارة دولة» التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان، تعدّ الأولى والأرفع له إلى دولة عربية وخليجية منذ توليه حكم دولة الإمارات، في 14 مايو/أيار الماضي، مما يؤكد أهمية مسقط بالنسبة لأبو ظبي، ويرسخ حرص البلدين المشترك على التشاور المستمر فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها ودفعها إلى الأمام على المستويات كافة .

ترحيب شعبي

تلك الزيارة المزمع إجراؤها غدًا، لاقت ترحيبًا شعبيًا من المواطنين العمانيين والإماراتيين على حد سواء، وصار الوسم الخاص بها الأكثر تداولًا، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في سلطنة عمان ودولة الإمارات.

فالمواطن العماني حمود الغافري، قال في تغريدة عبر حسابه بـ«تويتر»: محمد بن زايد.. مرحبًا بالكريم ابن الكريم.. حللت أهلًا ونزلت سهلًا»، فيما قالت المواطنة العمانية حنان البلوشي: أهلًا وسهلًا بضيف السلطان هيثم بن طارق، سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة».

وقال المواطن العُماني محمد المخمري، عبر حسابه بـ«تويتر»: حللت أهلًا ونزلت سهلًا، مرحبا بك في بلدك الثاني سلطنة عُمان، ياكثر شوق عُمان لك يابوخالد»، أما المواطن العماني منير البلوشي، فقال إن «عمان والإمارات واحد (..) أهلًا وسهلًا بالضيف الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. بتنور الدار بحضوركم ووجودكم فيها».

فيما قال المواطن العُماني خالد الغيلاني: أسفرت البلاد بوجودك.. واستهلت وأمطرت كنة.. مرحبا بو خالد بعودك.. ويعل زايد دارة الجنة».

أما المواطنة العُمانية وفاء سالم الخنشي، فقالت: «حي الله بالزايـر وحـي هالزيـارة (..) مرحبايتن عوده وما تسد».

لمحة تاريخية

ذلك الترحيب الشعبي، سلط الضوء على العلاقات الإماراتية العُمانية والتي تحظى بطبيعة استثنائية تفرضها معطيات التاريخ المشترك والتقارب الشعبي والمجتمعي والرغبة الصادقة من قيادتي البلدين في الأخذ بالتعاون بينهما إلى آفاق أرحب، وأشمل الأمر الذي أمن تطورًا مستمرًا لها.

وتقول وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، إن الدولتين ترتبطان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين والاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة.

وتمثل علاقات دولة الإمارات مع سلطنة عمان أولوية رئيسة لدى أبوظبي، وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بقوله: «الإمارات وعمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخًا وقوة ومحبة».

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي جسد –كذلك- خصوصية العلاقات الإماراتية العمانية وعمقها التاريخي، قائلًا: «عمان منا ونحن منهم، أخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا».

وتقول وكالة الأنباء الإماراتية، إنَّ العلاقات بين البلدين تمتد بجذورها إلى عمق التاريخ، مشيرة إلى أنه خلال العقود الماضية مرت بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدمًا.

وأشارت «وام»، إلى أنَّ زخم العلاقات الإماراتية العمانية تواصل بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971، والذي شهد التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

كما أن الزيارة «التاريخية» التي أجراها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عمان في عام 1991 شكلت منعطفًا مهمًا في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين؛ أبرز قرارتها السماح بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية» بدلًا من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

أرقام رسمية

دولة الإمارات تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عمان، بحسب «وام»، التي قالت إنَّ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان بلغ خلال العام الماضي 46 مليار درهم بنمو 9% مقارنة بعام 2020.

وبلغ متوسط النمو في تجارة البلدين خلال آخر 5 سنوات نحو 10%، حسب إحصائيات تمَّ استعراضها خلال الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي الإماراتي- العماني التي عقدت في فبراير/شباط الثاني الماضي، فيما يعمل البلدان على تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية بينهما وتنمية الشراكة في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية بما فيها قطاع الطاقة، والطاقة المتجددة وحلول المياه والخدمات المالية والدعم اللوجستي والإنشاءات والعقارات وريادة الأعمال.

لكن ماذا تعني زيارة دولة؟

زيارات زعماء العالم الخارجية تختلف من حيث التحضير لها ودقة المراسم البروتوكولية الخاصة، لإشعار الرئيس الضيف بأهميته ومكانة دولته.

وتتنوع زيارات الزعماء الخارجية، ما بين زيارة الدولة وزيارة العمل والزيارة الخاصة؛ إلا أن زيارة الدولة هي الأعلى مستوى بين الزيارات ولها مراسم وبرامج مميزة، منذ الإعداد لها وحتى إتمامها، لكونها تعدّ أحد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي.

ولا يجري زعيم أي دولة «زيارة دولة» إلا بدعوةٍ رسمية من رئيس الدولة المضيفة لرئيس الدولة الزائر، والتي بموجبها يكون الزعيم الضيف، ضيفًا شخصيًّا على الرئيس الداعي ويسكن في أحد مقار إقامته الرسمية طوال فترة الزيارة.

و«زيارة دولة» تسودها أجواء احتفالية وشرفية كبيرة سواء على صعيد الاستقبال أو التوديع، ويراعى فيها التقيد بجميع إجراءات البروتوكول بعد التوافق عليها بين الطرفين قبل بدء الزيارة.

وفيما تنطوي «زيارة دولة» على معانٍ سياسية كبيرة، سواء للدولة المضيف أو للزعيم الضيف، فإنها تستوجب تنظيم حفل غداء أو عشاء يكون فيه الرئيس الزائر ضيف شرف، مع وضع برنامج محادثات وزيارات منوعة لبعض الأماكن والمعالم.

وبحسب البروتوكول الرسمي، فإن «زيارة دولة» تشمل إطلاق 21 طلقة بندقية في الهواء ترحيبًا بالزائر إن كان رئيسًا، و19 طلقة إن كان برتبة رئيس حكومة، فيما يدعى الرئيس الضيف إلى زيارة مجلس النواب في البلد المضيف، وقد يسمح له بإلقاء خطاب فيه.

ويتضمن البروتوكول –كذلك- أن يصل طول البساط الأحمر الذي ينزل عليه رئيس الدولة الزائر إلى 50 مترًا.