قصور فارهة وسكان مشاهير... ماذا عن قرية القيصر بوتين؟

تمويل المنازل الفاخرة كان من خلال شركات مرتبطة بشركاء بوتين وأثرياء أصدقاء للكرملين

قصور فارهة وسكان مشاهير... ماذا عن قرية القيصر بوتين؟

ترجمات -السياق 

كثيرًا ما بُثت الأخبار عن حياة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي وصفت -في معظم الأحيان- بأنها «باذخة»، إلا أن إنشاءه قرية للقياصرة، كان الحدث الذي تصدر وسائل الإعلام الغربية، خلال الساعات الماضية.
صحيفتا «التايمز» و«الميرور» البريطانيتان، نشرتا تقارير، بعنوان «داخل قرية القيصر الخاصة بفلاديمير بوتين في إحدى ضواحي موسكو الراقية»، قالتا فيهما إن صحفيين ومراسلين استقصائيين، يزعمون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنشأ «قرية للقياصرة»، في إشارة إلى ثرائها الفاحش، لبناته وزوجته السابقة حول مقر إقامته الرسمي في منطقة النخبة غربي موسكو.
وتقول «التايمز»، إن تمويل المنازل الفاخرة كان من خلال شركات مرتبطة بشركاء بوتين وأثرياء أصدقاء للكرملين، مشيرة إلى أن القصور الأربعة ومقر إقامة بوتين تقع في منطقة روبليفكا، وهو حي ثري يسكنه مسؤولون حكوميون ومشاهير وأباطرة.

ماذا عن قرية القيصر؟
حسب التقرير البريطاني، فإن تفاصيل المنازل الفارهة تأتي من تسرب رسائل البريد الإلكتروني بين كاترينا تيخونوفا، أصغر ابنتي بوتين وكيريل شامالوف، زوجها السابق، وهو ابن أحد أصدقاء بوتين. 
ناقش الزوجان في المراسلات التي بينهما واطلعت عليها الصحيفة البريطانية، تجديدات بـ 9 ملايين دولار، بما في ذلك بار داخل المنزل بلغت تكلفته 120 ألف دولار، يحيط به الرخام وثريا مطلية بالذهب تبلغ قيمتها 72 ألف دولار.
وتقول صحيفة برويكت، إن تمويل المنازل الفاخرة كان من خلال شركات مرتبطة بشركاء بوتين، مشيرة إلى أن الشركات الخارجية البنمية، اشترت اثنين من تلك القصور.
وتزوج شامالوف وتيخونوفا بين عامي 2013 و2016. ورغم أن مراسم زفافهما كانت في الكنيسة، فإنه لم يسجل رسميًا، بحسب «برويكت»، التي قالت إن ذلك جزء من استراتيجية للعلاقات الموحلة بين تيخونوفا والممتلكات المكتسبة لاستخدامها بالقرب من مقر إقامة بوتين.
ويُزعم أن منزلين إلى الشرق من نوفو أوغاريفو اشترتهما عام 2006 شركة قبرصية تدعى «إرميرا»، مملوكة لمحام روسي، لكن المصادر أخبرت «برويكت» أنها مملوكة لبوتين.
وقالت «برويكت» إن الممتلكات في مستوطنة أوسوفو-بليوس، التي تقدر قيمتها بـ350 مليون روبل (3.5 مليون جنيه استرليني)، كانت لاستخدام ماريا فورونتسوفا (38 عامًا)، الابنة الكبرى لبوتين، بعد زواجها برجل أعمال هولندي.
إلى الجنوب مباشرة، في «أوسوفا 3» ، تحدثت الصحيفة البريطانية عن شراء عقارين إضافيين من شركات خارجية بنمية، إلى أن انتقلت ملكيتهما إلى شامالوف بعد زواجه بتيخونوفا.

قصر شامالوف
وتظهر مراسلات الزوجين أن المنزل الرئيس الذي نُقل إلى شامالوف كان قصرًا من أربعة طوابق بمساحة 1800 متر مربع، على قطعة أرض مساحتها 6000 متر مربع مع حدائق ومسكن للموظفين، بما في ذلك عمال النظافة والسائق.
كان القصر يحتوي على منتجع صحي ومكتبة وغرفة ألعاب، لاستخدامها من قبل تيخونوفا، التي شاركت في فئة Boogie- woogie  لرقص الروك البهلواني، بحسب «التايمز»، التي تحدثت عن تكليف مدير للممتلكات بترتيب دروس الغناء للزوجين، بينما كانت تيخونوفا تتعلم أيضًا العزف على القيثارة.
وعام 2015، اشتكى مقاول -في بريد إلكتروني- إلى شامالوف، من أن مبلغ 900 ألف يورو لبعض أعمال التجديد كان مستحقًا.

زوجة بوتين
تقول «التايمز»، إن ليودميلا أوشيريتنايا (65 عامًا) زوجة بوتين السابقة وأم تيخونوفا وفورونتسوفا، لها مكان أيضًا في «قرية القيصر».
وكانت ليودميلا أوشيريتنايا، أعلنت هي وبوتين طلاقهما في يونيو 2013، لكن الرئيس وعد بمساعدة زوجته السابقة في العثور على زوج جديد، وأصبحت على النحو الواجب شريكة أرتور أوشيريتني، وهو رجل أعمال يصغرها بعقدين.
وفي ديسمبر 2013، أرسل شامالوف وثيقة لأوشيرتني تمنحه السيطرة القانونية على الفيللا الثانية المكونة من أربعة طوابق في «أوسوفا 3»، ما جعل العقار متاحًا لزوجة بوتين السابقة. 
واضطر شامالوف إلى إعادة الممتلكات إلى شركاء مرتبطين بالكرملين بعد طلاقه من تيخونوفا، بينما لا يُعرف الغرض الذي تستخدم من أجله الآن.
وكثيرًا ما كان بوتين (70 عامًا) كتومًا بشأن عائلته ولا يعترف بأن ابنتيه هما تيخونوفا وفورونتسوفا، قائلاً: «بناتي يعشن في روسيا ويدرسن فقط في روسيا، وأنا فخور بهن (...) يتحدثن ثلاث لغات أجنبية بطلاقة، أنا لا أناقش أمور عائلتي مع أي شخص».
وتقول «التايمز»، إن سكان قرية القيصر الواقعة على طول طريق روبليفكا السريع ارتجفوا الأسبوع الماضي، عندما سقطت خمس طائرات مسيرة أوكرانية مزعومة في المنطقة، مشيرة إلى أن إحداها تحطمت في إيلينسكوي والأخرى في رازدوري، على بعد نحو ميلين ونصف الميل وأربعة أميال على التوالي من نوفو أوغاريفو. 
ومن غير الواضح، ما إذا كانت الطائرات من دون طيار، تستهدف مقر إقامة بوتين أو غيره من المباني المرتبطة بالحكومة.