الأردن: الوضع في العقبة تحت السيطرة بعد تسرب الغاز السام

قال مركز الأزمات، إن الحادث أسفر عن 260 إصابة بينما أوضحت مصادر طبية أن المصابين كانوا يعانون ضيق التنفس وسعالًا شديدًا ودوارًا.

الأردن: الوضع في العقبة تحت السيطرة بعد تسرب الغاز السام

السياق

أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة –الثلاثاء- أن "الوضع في العقبة تحت السيطرة" بعد تسرُّب غاز سام من حاوية سقطت من باخرة في الميناء، بينما ارتفعت حصيلة قتلى الحادثة إلى 13 شخصًا.

وذكر مركز الأزمات الحكومي -في بيان مساء الاثنين- أن غاز الكلورين تسرَّب في ميناء العقبة، جراء سقوط وانفجار صهريج يحتوي على المادة.

وأكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام فيصل الشبول –الثلاثاء- أن حصيلة الوفيات ارتفعت الى 13 شخصًا.

وأفاد مركز الأزمات -مساء الاثنين- أن الحادث أسفر عن 260 إصابة بينما أوضحت مصادر طبية -لوكالة فرانس برس- أن المصابين كانوا يعانون ضيق التنفس وسعالًا شديدًا ودوارًا.

وأوضح الخصاونة، خلال زيارته مكان الحادث، في ميناء العقبة صباح الثلاثاء، برفقة وزيري الداخلية والصحة، في تصريحات للصحفيين أن "الأوضاع تحت السيطرة والميناء يعمل بشكل طبيعي".

وأضاف: "الحياة عادت إلى طبيعتها، وهناك طوق احترازي بقطر 500 متر (حول مكان الحادث) لكن تركيزات الغاز لم تعد موجودة في الجو وأعداد المصابين تتناقص في المستشفيات".

وأوضح أنه تم رفع الأطواق الأمنية والاحترازية، التي وضعت على مساحة أوسع عقب الحادث، مؤكدًا تكليف وزير الداخلية مازن الفراية لتشكيل فريق تحقيق.

وقال الأمين العام للمجلس القضائي وليد كناكريه: "المدعي العام تحرك صباح الثلاثاء، برفقة فريق من إدارة المختبرات والأدلة الجرمية، للكشف وجمع العينات والأدلة في موقع الحادث، ومباشرة إجراءات التحقيق، الذي لا يزال جارياً لمعرفة ملابسات الحادث".

من جهته، أكد الفراية لـ "فرانس برس" أن "الأمور في نصابها والحياة الطبيعية عادت إلى الموانئ ومدينة العقبة، وبالنسبة لتراكيز الغاز فالوضع آمن في الميناء والبحر وحولهما".

ولفت إلى أن "العمل استأنف بموانئ العقبة من صباح الثلاثاء، باستثناء رصيف رقم 4، لإتاحة المجال للتأكد من سلامته".

وأوضح أن الوفيات ثمانية أردنيين وخمسة أجانب.

من جهته، أكد وزير الصحة فراس الهواري، في تصريحات صحفية أنه "من الناحية الصحية انتهى أثر الغاز ولم يعد له أي تركيز يذكر في منطقة الحادث".

وأشار إلى أن نحو 100 مصاب يتلقون العلاج في مستشفيات العقبة والعدد في تناقص مستمر.

 

مادة سامة وغيمة صفراء

في المستشفى الإسلامي بالعقبة، حيث نقل عشرات المصابين، قالت الطبيبة ربي عماوي لوكالة فرانس برس: "بعد الحادث مباشرة وصلتنا 70 حالة بينها وفاة، وحالات أدخلناها العناية المركزة".

وأضافت: "الحالات كانت متشابهة وتعاني ضيق التنفس والسعال الشديد والدوار، وكانت تحتاج إلى مراقبة على مدار الساعة".

وأوضحت أن "بعضهم كان يتوقف عمل جهازه التنفسي فكنا نضعهم على جهاز التنفس الاصطناعي، أما البعض الآخر فكنا نعالجهم بالأدوية الوريدية والتبخير وأجهزة الأوكسجين".

من جهتها، قالت الممرضة هداية مصطفى في قسم الطوارئ: "كنا جالسين ولم يكن هناك أي مريض عندما وصلت سيارات إسعاف فجأة تحمل كل واحدة منها من خمس إلى ست حالات، فجأة امتلأ قسم الطوارئ فاضطررنا لنقل الآخرين إلى بقية أقسام المستشفى".

وأضافت: "كل الممرضين والأطباء المجازين، الذين كانوا في بيوتهم جاؤوا والتحقوا بعملهم لمساعدتنا".

وقال أسد الله الجازي (25 عامًا) العامل في شركة صناعات الأسمدة الكيمياوية العربية، الذي كانت يخضع للعلاج في المستشفى ويضع قناع أوكسجين على وجهه، بينما بدا منهكـًا ويعاني صعوبة في التنفس: "لم نسمع أي صوت انفجار، لكننا شممنا رائحة مادة سامة ورأينا غيمة صفراء فأصبحت لدينا حالات اختناق".

وأضاف: "الشركة التي نعمل لديها زودتنا بكمامات ونقلنا إلى المستشفى على وجه السرعة".

من جهته، أكد خبير الصحة والسلامة والبيئة الأردني محمود الدويري، لوكالة فرانس برس أن "غاز الكلورين له استخدامات عدة تشمل معالجة المياه، كما يستخدم في مواد التنظيف والمبيدات وغير ذلك.

وأضاف أنه "خطير جدًا على صحة الإنسان، وإذا دخل الغاز الجسم بتراكيز عالية يتفاعل مع الماء، فينتج حامض الهيدروكلوريك، وبذلك يدمر الخلايا ويذيب الرئتين بما يسبب الوفاة".

وأوضح الدويري: "إذا وجد بتراكيز عالية في الماء والبيئة يؤدي إلى تلوث يقضي على الكائنات الدقيقة والفطريات والأسماك في الماء، ويؤدي إلى تكون مواد كلورية عضوية ضارة بالبيئة".

 

انحسار تأثير الغاز

من جانبه، أكد مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي "انحسار تأثير الغاز المتسرِّب".

وأوضح لوكالة الأنباء الأردنية أن "سرعة الرياح في موقع الحادث التي بلغت نحو 1.9 متر في الثانية، واتجاهها الشمالي، أسهما في منع أي توسع للمادة".

واكد أنه "لا اتجاه لأي غازات أو روائح أو أضرار باتجاه المدينة من موقع الحادث، ولا تراكيز عالية تؤثر في الصحة بموقع الحادث".

لكن المدير العام للصوامع عماد الطراونة أكد أنه "سيتم وقف العمل الاثنين والثلاثاء، وإجراء فحوص للكمية المخزنة من الحبوب في صوامع العقبة، من باب التأكيد".

وطمأن على سلامة الحبوب من حادثة العقبة، وأوضح أن "الصوامع إسمنتية ومحكمة الإغلاق"، مشيرًا إلى أنه "رغم ذلك تم اتّخاذ الاحتياطات اللازمة، وإيقاف عمليات التفريغ والتعبئة بالمطاحن".

وأضاف الطراونة أنه "لا يوجد بواخر تحمل الحبوب حاليًا".

وذكر مدير شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ خالد المعايطة أن "الحادثة تبعد عن موانئ القمح نحو 600 متر".

العقبة الميناء البحري الوحيد في المملكة، الذي تمر عبره معظم واردات الأردن وصادراته، ويُعد أحد الموانئ الرئيسة في البحر الأحمر ومن المواقع السياحية المهمة في البلاد.