مايكل روبن: الكثير من منظمات حقوق الإنسان ضل الطريق

 قال الكاتب الأمريكي الشهير مايكل روبن، إن الكثير من منظمات حقوق الإنسان ضل الطريق.

مايكل روبن: الكثير من منظمات حقوق الإنسان ضل الطريق

ترجمات - السياق

 قال الكاتب الأمريكي الشهير مايكل روبن، إن الكثير من منظمات حقوق الإنسان ضل الطريق.

وأضاف، في مقال بصحيفة واشنطن إكزامينر: "كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، سوف يتنحى نهاية أغسطس بعد قرابة 30 عاما قضاها على عرش المنظمة الحقوقية، وعلى الورق، يتفاخر روث بإرثه في المنظمة الذي يتضمن زيادة بـ10 أضعاف في عدد الموظفين والميزانية، إضافة إلى الفوز بجائزة نوبل للسلام عام 1997 بالمناصفة".  

 واستدرك الكاتب: "في حقيقة الأمر، لقد أشرف روث على تآكل سمعة المنظمة. لقد قام بعملية تحويل لها من البحث الدقيق إلى وضع السياسة والأنا قبل الحقيقة. وتحت إشرافه، استجدت هيومن رايتس ووتش أموالًا من دولة خليجية لشيطنة إسرائيل، بل إنها تعاونت حتى مع منظمة صورية أسسها أحد ممولي تنظيم القاعدة".

وتابع: "لم تكن منظمة أمنيستي إنترناشيونال (العفو الدولية) أفضل حالًا، فبينما كان النظام الإيراني يصعِّد ارتكابه انتهاكات حقوقية بالجملة، كانت محللة الشأن الإيراني بالمنظمة منصورة ميلز تمارس لعبة سياسية وتبدد المصداقية، من خلال اتهامات زائفة حذفتها لاحقًا".

واستطرد: "والآن، فإن أعتى المدافعين عن إيران يمكن أن ينبذوا أعمال منصورة ميلز، التي أعطت فعليا آيات الله تصريح مرور".

ورأى روبن أن هذه الأضرار لا تقارن بالتشهير العنصري الذي تمارسه المنظمة ضد إسرائيل.

 وأضاف: "المقابلة التي أجراها لازار بيرمان مع قيادات منظمة العفو الدولية يجب أن يعدها أي ممارس لحقوق الإنسان دليلًا رئيسًا على ما يحدث، عندما يتغلب التفكير الجماعي والسياسة على الحرفية".

وبالمثل -والكلام للكاتب- فإن "لجنة أمريكا لخدمات الأصدقاء" أصبحت أقل من كونها منظمة توجهها " مبادئ كويكر" النابعة من الضمير، بل تحولت إلى ملجأ صارخ للسياسات المتطرفة.

وتساءل الكاتب: كيف يمكن لتلك المنظمة أن تفسِّر دعمها للقتلة الكمبوديين المعروفين بـ "الخمير الحمر"، إضافة إلى صمتها الحالي على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الإيجور؟!

وأشار إلى أن عمليات المنظمة في كوريا الشمالية، تشير إلى قدر مزعج من التعامي، بشأن الأنظمة التي تستخدم السخرة.

ووصف روبن هذه الممارسات بأنها "فساد بما فيه الكفاية" مضيفًا أن هناك فضيحة تختمر تتعلق بمنظمة سيفيتاس ماكسيما، التي مقرها جنيف، تتعلق بتدريب الشهود على الإدلاء بشهادات زائفة في خطة من أجل التربح، يرتبط بقضايا جرائم حرب أزهقت أرواحًا".

ورأى مايكل روبن أن هذا الأمر يستدعي التأمل الجاد على الأقل من رعاة المنظمة والمساهمين، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية.

وانهارت إحدى محاكمات المنظمة قبل شهرين، عندما استطاع الدفاع تقديم أعذار المتهم، مفادها عدم وجوده في ليبيريا، بينما قال شهود مدربون إنهم شاهدوه يقترف وقائع اغتصاب وقتل وغيرها من الجرائم البشعة.

ولفت روبن إلى أن دليلًا زائفًا قدَّمته "سيفيتاس ماكسيما" كان وراء اعتقال الإنتربول لأمريكي متهم بالعبودية، ما أدى إلى انتحاره في السجن.

وتابع المقال: "آخرون كثر من المدانين بجرائم حرب غربي إفريقيا ربما يستغلون فساد (سيفيتاس ماكسيما) لإلقاء ظلال من الشك على إداناتهم، حتى لو كانت المنظمة غير ضالعة في قضاياهم".

وقال روبن: "رغم أن (سيفيتاس ماكسيما) ربما تكون ضمن أبشع أمثلة الاحتيال في مجال حقوق الإنسان، ثمة منظمات غير حكومية في أفغانستان والعراق مارست احتيالًا في أنظمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والأمم المتحدة، من أجل تحقيق أرباح طائلة، حيث استطاع مؤسسو وموظفو هذه المنظمات اختلاس الملايين وبناء فيلات هائلة، ما يشير إلى إفلاتهم من العقاب".

واستدرك روبن: "لا يزال هناك نشطاء جيدون وجادون يمارسون عملهم بموضوعية، من دون انحيازات سياسية، لكن الفساد المتنامي يخنقهم ويطمس تأثيرهم. لقد أصبح مجال حقوق الإنسان مرتعًا لنشطاء يحملون أجندات موجهة ويفصلون النتائج وفقًا لانحيازاتهم الشخصية أو أرباحهم".

وواصل: "من معسكرات العمال الاستعبادية في شينجيانغ إلى المدارس الأنثوية في أفغانستان، إلى الصحفيين في تركيا إلى أسرى الحرب في روسيا، ثمة حاجة ماسة -بشكل نادر- إلى توثيق حقوقي صلد، لكن صناع القرار الجادين لم يعودوا يثقون بمنظمات مشبوهة أمثال هيومن رايتس ووتش أو أمنيستي إنترناشيونال أو سيفيتاس ماكسيما، ولذلك حان الوقت لإصلاحات جوهرية".

وختم الكاتب مقاله: "بعد أن أصبح كينيث روث في طريقه للخروج، قد ينتهي فصل متآكل في تاريخ هيومن رايتس ووتش. وبدلًا من التهاني والتمجيد الذاتي، حان الوقت لمنظمات حقوق الإنسان للعودة إلى المستقبل وإعادة بناء الثقة التي أهدرتها".