18 سيناريو... أمريكا تستعد للرد على أي غزو روسي لأوكرانيا
عن سيناريوهات الحرب، أكدت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جهزت 18 احتمالاً للرد في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا

ترجمات - السياق
تصاعدت حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا، بعدما تعرَّضت الأخيرة لهجوم إلكتروني، لتوجيه رسالة تحذير عبر المواقع الحكومية تقول: "عليكم أن تخافوا وتتوقعوا الأسوأ"، في حين نشرت موسكو، التي حشدت مئة ألف جندي على حدود الدولة المجاورة لها، مزيدًا من القوات.
وحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن الهجوم السيبراني، زاد قلق الولايات المتحدة من أن الهجوم الروسي المحتمل ضد أوكرانيا، أصبح وشيكًا، لذلك وُضعت سيناريوهات عدة للرد، في حال تنفيذ موسكو لتهديداتها.
ووقع الهجوم الإلكتروني، بعد ساعات من ختام المحادثات، من دون انفراجة بين روسيا والحلفاء الغربيين، الذين يخشون أن تشن موسكو هجومًا جديدًا على الدولة التي غزتها عام 2014، وقال مايكل كاربنتر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عقب محادثات مع روسيا في فيينا: "طبول الحرب تدق عاليًا، ولهجة الخطاب أصبحت أكثر حدة".
نمط مألوف
ورغم امتناع نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، عن تحميل روسيا مسؤولية الهجوم السيبراني، الذي استهدف عشرات المواقع الحكومية الأوكرانية، فإنها قالت لـ "فايننشال تايمز": "الحادثة جزء من نمط مألوف ومثير للقلق من تصرفات موسكو".
وأضافت نولاند، في مقابلة مع الصحيفة: "في الماضي، كان العملاء الروس يفعلون ذلك -الهجمات السيبرانية- لزعزعة استقرار الحكومات، واختبار قدراتهم الذاتية، وتقويض الشعور بالثقة لدى الحكومات التي يمسكون بها... لذلك كل شيء ممكن هنا".
وحسب الصحيفة البريطانية، جاءت تصريحات نولاند في وقت كثف فيه البيت الأبيض تحذيراته، من أن روسيا تستعد لهجوم عسكري لغزو أوكرانيا، وشمل ذلك الادعاء بأن موسكو كانت تسعى إلى اختلاق ذريعة للحرب، من خلال تمركز عملاء شرقي أوكرانيا لإجراء "عملية كاذبة" من شأنها تنفيذ "أعمال تخريبية ضد القوات الروسية بالوكالة".
وأمام هذه التوترات المتزايدة، قالت الولايات المتحدة: إذا هاجمت روسيا، أوكرانيا، فإنها ستواجه انتقامًا هائلاً من واشنطن وحلفائها في أوروبا، على أن يتضمن ذلك فرض عقوبات اقتصادية ومالية على نطاق أكبر بكثير مما كانت عليه خلال ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014.
سيناريوهات الحرب
وعن سيناريوهات الحرب، أكدت نولاند، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، جهزت 18 احتمالاً للرد في حالة «الغزو الروسي» لأوكرانيا.
وقالت: "مبدئياً، لن أتحدث عن السيناريوهات الـ18، لكنني سأقول فقط إننا مع الحلفاء، على استعداد لمواجهة موسكو بشكل سريع، إذا اتخذت أي خطوة عدوانية تجاه أوكرانيا".
وشددت المسؤولة الأمريكية، على أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على روسيا، قد تكون مختلفة، لكنها أضافت أنه من وجهة نظر الولايات المتحدة ، لا يزال باب الحل الدبلوماسي مفتوحًا ، وتعمل واشنطن على إعداد ردود مكتوبة للمسؤولين الروس.
وقالت نولاند: "نريد أن نواصل الحوار، ونعتقد أنه يجب ذلك على أساس المعاملة بالمثل، أي أنه سيكون لديهم شكاوى لكن لدينا مخاوف أيضًا".
خفض التوتر
وأوضحت "فايننشال تايمز" أن الولايات المتحدة قدمت عروضًا عدة، لخفض التوتر بين روسيا وأوكرانيا، ومن ذلك: "مناقشة الحد من التسلح والقيود المفروضة على التدريبات العسكرية في المنطقة"، لكنها رفضت الطلبات الروسية، بسحب القوات من دول معينة، أو منع هذه الدول من الانضمام إلى حلف الناتو.
وتعليقًا على ذلك، قالت نولاند: "نعتقد أنه يمكننا خفض التصعيد، ويمكننا إحراز تقدم في بعض هذه الأمور من خلال الدبلوماسية"، مضيفة: "نأمل ونتوقع أنه مع بعض الأفكار التي عرضناها، ستبقى موسكو على الطاولة، لكن ذلك اختيار بوتين".
وتابعت: "كل ما فعلناه حتى الآن، هو سماع صوت بعضنا، لكننا لم نبدأ المحادثات التي يتعين علينا فيها التوصل إلى اتفاقيات نهائية، خاصة إذا كانوا يريدون لهذه الاتفاقيات قوة ملزمة، لذلك سنحتاج إلى مزيد من الوقت".
وعن تأثير هذه الضربة -إن وقعت- على أوروبا، قالت نولاند: "سيكون ذلك عدوانًا -إن وقع- داخل أوروبا بالفعل، ومن ثم فإنه سيغير خريطة أوروبا"، مضيفة: "كما تعلمون، لا أحد منا يريد أن يطلب من مواطنينا أو شركاتنا تقديم تضحيات، لكن في بعض الأحيان يتطلب الأمن القومي والدولي ذلك".
وأوضحت أن إجراءات العقوبات الأمريكية والأوروبية، قد لا تكون "متطابقة"، وقالت: «أحياناً يكون أصعب علينا من أوروبا القيام ببعض الأشياء، وأحياناً يكون العكس».