ما ذا وراء زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني إلى العراق؟
من المرتقب أن يعقد قاآني اجتماعًا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الساعات المقبلة، لبحث أزمة تشكيل الحكومة، خاصة بعدما أعلن الأخير، أنها ستكون حكومة أغلبية وطنية، ما يعني إقصاء التيارات السياسية التي تدين بالولاء لإيران.

السياق
في توقيت «حساس»، وصل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة وُصفت بأنها لمناصرة وشد أزر الأطراف الموالية لإيران، قبل سحب البساط منها في الحكومة، التي يعتزم مقتدى الصدر تشكيلها بأغلبية وطنية.
وبحسب بيان للحشد الشعبي العراقي، فإن قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، زار مساء الأحد، مرقد الإمام علي، ثم مرقد النائب السابق لرئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس الشهيد، الذي قُتل في غارة أمريكية.
وبعد زيارة النجف، التي لم تكن معلنة، عقد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، بعد ساعات من وصوله إلى بغداد، اجتماعًا مع قادة الإطار التنسيقي، لتوحيد مواقف البيت الشيعي، وبحث تشكيل تحالف يضم الأطراف السياسية الشيعية، وكذلك ملف تشكيل الحكومة الجديدة.
وبحسب تقارير محلية، فإن اجتماع قاآني مع الإطار التنسيقي، يأتي لمناقشة مخرجات اجتماع ضم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم تحالف الفتح هادي العامري.
تشكيل الحكومة
وأكدت أنه من المرتقب أن يعقد قاآني اجتماعًا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال الساعات المقبلة، لبحث أزمة تشكيل الحكومة، خاصة بعدما أعلن الأخير، أنها ستكون حكومة أغلبية وطنية، ما يعني إقصاء التيارات السياسية التي تدين بالولاء لإيران.
وأكد مراقبون، أن الزيارة غير المعلنة، تتويج لمساعي إيران لترميم أزمات القوى الشيعية، لتشكيل جبهة موحدة تتولى تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وبينما يسعى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، ترفض قوى الإطار التنسيقي تلك المساعي وتحاول جاهدة، الاستعانة بأطراف محلية ودولية، لإقناع الصدر بتشكيل حكومة توافقية يشارك فيها الجميع.
وشهدت الساحة العراقية، الأيام المنصرمة، عملية شد وجذب، استخدمت فيها بعض الأحزاب الموالية لإيران والمنضوية ضمن الإطار التنسيقي، سياسة التهديدات والاستهدافات المتكررة، في رسالة للصدر، بأنهم قادرون على زعزعة أمن العراق.
كان المكتب الخاص لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أصدر بيانًا، أكد فيه التقارير التي تحدثت عن لقائه زعيم تحالف الفتح هادي العامري في الحنانة بالنجف، إلا أنه لم يذكر مزيدًا من التفاصيل.
ورغم أن وسائل إعلام محلية، أكدت عبر مصادرها، أن الاجتماع بحث التشكيل الحكومي، فإن مقتدى الصدر، قال عبر «تويتر»، إن الحكومة ستكون أغلبية وطنية، لا شرقية ولا غربية.
زعزعة الأمن
وفي محاولة، لإجبار الصدر على تشكيل حكومة توافقية، استهدفت المليشيات الإيرانية مصرفين في منطقة الكرادة، بحسب قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم، الذي أكد أن الانفجار الأول استهدف مصرف جيهان قرب المسرح الوطني مقابل مستشفى الحسين العسكري، بينما استهدف الثاني مصرف كردستان قرب ساحة الواثق.
وأكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، إصابة شخصين بتفجيرين في منطقة الكرادة، مشيرًا إلى أن خبير الأدلة الجنائية أكد أن الانفجار الأول كان بعبوة ناسفة أو رمانة محلية الصنع، ما أسفر عن إصابة شخصين أحدهما حارس في المصرف، والآخر أحد المارين.
وتوعدت القوات الأمنية منفذي التفجيرين في منطقة الكرادة ببغداد بالقصاص العادل، بحسب خلية الإعلام الأمني، التي أكدت أنه بعدما شرعت الأجهزة الأمنية الاستخبارية المختصة في التحقيق بالحادثين اللذين وقعا مساء الأحد بعبوتين صوتيتين في منطقة الكرادة ببغداد، فإنها ستكون قريبة جداً من المنفذين لهذين الاعتداءين، بعد تحليل أولي للحادثين وتقاطع المعلومات المتوفرة.
وأضافت، أن الأجهزة الأمنية تؤكد أن القصاص العادل من المنفذين سيكون عاجلاً غير آجل، وكشف مَنْ يقف وراء هذين العملين الجبانين، اللذين يهدفان إلى زعزعة الأمن والاستقرار وخلط الأوراق، في إشارة إلى التيارات الموالية لإيران، التي تتعمد إثارة الفوضى في البلد الآسيوي، لحصد مكاسب سياسية.
قوة إجرامية
وأكد ذلك الخبير العراقي في الشؤون الأمنية محمد المعموري، في تصريحات صحفية، مشيرًا إلى أن «التنافس السياسي ارتبط بالأزمات الأمنية وأن ميزان القوى اختلف، ومن يقم بالتفجيرات لن يجازف بالتحول لقوة إجرامية بشكل علني، ما يهدد فرصه بالبقاء في مراكز القرار».
البيت الكردي
من جهة أخرى، عادت الخلافات إلى البيت الكردي على منصب رئيس الجمهورية، في ما يبدو أنه سيكون تكرارًا لسيناريو عام 2018 بتقديم أكثر من مرشح للمنصب الرفيع.
ففي الوقت الذي أكد فيه عضو بالاتحاد الوطني، أن برهم صالح المرشح الوحيد للحزب لشغل المنصب، قال قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن حزبه قادر على دفع مرشحهم للفوز بمنصب رئيس الجمهورية، حال «تعنت» الاتحاد الوطني.
وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام، في تصريحات صحفية، إن ما وصفه بـ«إصرار» الاتحاد الوطني على المنافسة وعدم الاحتكام للمنطق، يجعل الحزب مضطرًا أمام الشعب الكردستاني لقبول التحدي، كما قبله في الانتخابات وحصل على المرتبة الأولى بجدارة، مشيرًا إلى أن لدهيم «الثقة الكاملة» بأن مرشحهم سيحصل على الأغلبية المطلقة نفسها، التي حصل عليها رئيس البرلمان المنتخب في الجلسة الأولى.
إلا أنه أكد أن الأبواب ما زالت مفتوحة للحوار، مطالبًا حكماء الاتحاد الوطني، بالبحث عن المصالح العليا للشعب الكردستاني والعراق والجلوس على طاولة حوار، بعيدًا عن لغة التصعيد التي سيكون مَنْ يتبنونها أول الخاسرين فيها، على حد قوله.
من جهة أخرى، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، إن تكرار سيناريو عام 2018 سيتحقق في حال عدم حصول اتفاقات بالمرحلة المقبلة، بين الحزبين الرئيسين على مرشح واحد.
وأشار إلى أن الاتحاد الوطني الكردستاني رشح برهم صالح بشكل رسمي لمنصب رئيس الجمهورية، إلا أن الديمقراطي الكردستاني لديه مرشح للمنصب، «لكننا نتمنى أن تحصل متغيرات في الفترة المقبلة للذهاب الى الجلسة بمرشح واحد».