في عيد الاستقلال... روسيا ترجم سماء أوكرانيا بالصواريخ 

الصواريخ أصابت محطة للقطارات ومنازل في قرية تشابلين، التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة، ما أسفر عن 25 قتيلاً بينهم طفلان و32 جريحًا

في عيد الاستقلال... روسيا ترجم سماء أوكرانيا بالصواريخ 

السياق

في يومها الوطني وبعد ستة أشهر من بدء الغزو الروسي، تعرضت أوكرانيا لعمليات قصف استهدفت إحداها محطة قطار وأسفرت عن قتل 25 شخصًا على الأقل و32 جريحًا، حسبما أعلنت –الخميس- الهيئة المشغّلة للقطارات الأوكرانية، بينما أكدت موسكو أنها قتلت"عسكريين".

وقال إيفين إينين نائب وزير الداخلية الأوكراني عبر تطبيق تلغرام: "عدد عمليات القصف على البلدات والقرى ارتفع في الـ24 ساعة الماضية"، موضحًا أن "الشرطة سجلت 58 منها، أي أكثر بكثير مما نشهده عادة".

وذكرت وسائل إعلام محلية أن تسع مناطق أوكرانية تعرضت للقصف –الأربعاء- وأطلقت صفارات الإنذار 189 مرة في جميع أنحاء البلاد، وهو عدد قياسي منذ بدء الحرب في 24 فبراير الماضي.

واستهدف القصف -بشكل ملحوظ- أربع مناطق في قطاع دنيبروبتروفسك في الوسط، حسب حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو الذي تحدث عبر "تلغرام" أيضًا عن "ليلة صعبة جدًا" تخللتها إنذارات من هجمات وسقوط ضحايا "بلا توقف".

وأصابت صواريخ خصوصًا محطة للقطارات ومنازل في قرية تشابلين، التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة آلاف نسمة، ما أسفر عن 25 قتيلاً بينهم طفلان و32 جريحًا، بحسب آخر تقرير قدمته -صباح الخميس- الشركة المشغلة للقطارات عبر "تلغرام".

من جانبها، قالت موسكو إنها قتلت "أكثر من 200 جندي أوكراني" في قصف المحطة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن صاروخ إسكندر "أصاب -بشكل مباشر- قطارًا عسكريًا في محطة تشابلين بمنطقة دنيبروبتروفسك، ما أسفر عن قتل أكثر من 200 جندي من احتياطي القوات المسلحة الأوكرانية" إضافة إلى تدمير معدات عسكرية.

وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي –الأربعاء- عن قصف المحطة، في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي، مشيرًا إلى أن خمسة من الضحايا "احترقوا داخل عربة" و أن "صبيًا يبلغ من العمر 11 عامًا قُتل بصاروخ روسي دمر منزله". وأضاف: "سنجعل المعتدين يدفعون ثمن كل ما فعلوه، وسنطردهم من أرضنا".

وقالت السلطات الأوكرانية إن الضربات الروسية استهدفت –الأربعاء- مناطق مختلفة من خميلنيتسكي غربي البلاد، بعيدًا عن الجبهة في ميكولايف (جنوب) وهي من أكثر المدن تعرضًا للقصف منذ بداية الحرب وتم استهدافها مرارًا مع البنى التحتية للمرافئ، مروراً بخاركيف (شمالي شرق) ودونيتسك (شرق).

ذخائر عنقودية

تراجعت حدة القتال والقصف في أوكرانيا منذ أوائل يوليو. ومنذ انسحاب القوات الروسية من محيط كييف -أواخر مارس- تركز الجزء الأكبر من القتال في الشرق، حيث تقدمت موسكو ببطء قبل أن تتجمد خطوط الجبهة، وفي الجنوب، حيث تقول القوات الأوكرانية إنها تشن هجومًا مضادًا بطيئًا جدًا أيضًا.

مع ذلك، تواصل روسيا استهداف مناطق أخرى -بشكل منتظم- بصواريخ بعيدة المدى، رغم أن كييف والمناطق المحيطة بها نادراً ما تتعرض للضرب.

وقال مرصد الذخائر العنقودية -الخميس- إن روسيا استخدمت هذا النوع من الذخيرة على نطاق واسع في أوكرانيا، ما تسبب في مئات الضحايا المدنيين وإلحاق أضرار بمنازل ومدارس ومستشفيات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -الأربعاء- بمناسبة مرور ستة أشهر على بدء النزاع، الذي أدى إلى عشرات الالاف من القتلى والجرحى، إن اليوم يمثل علامة فارقة "حزينة ومفجعة".

وأعرب عن أسفه لعواقب هذه "الحرب العبثية خارج أوكرانيا" وجدد "قلقه العميق" بشأن الأنشطة العسكرية في موقع محطة الطاقة النووية الأوكرانية في زابوريجيا، التي تحتلها القوات الروسية منذ بداية مارس.

تعرضت المحطة، وهي الأكبر في أوروبا، لضربات تبادل الجانبان اتهامات بتنفيذها. وحذر غوتيريش من أن "أي تصعيد إضافي في الوضع قد يؤدي إلى تدمير ذاتي".

والتقى مديرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي والوكالة الذرية الروسية روساتوم أليكسي ليخاتشيف في اسطنبول بتركيا لمناقشة تفتيش المنشآت.

وقال زيلينسكي إن على روسيا وقف "ابتزازها النووي وأن تنسحب ببساطة من المحطة". وأضاف أن "بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تسيطر -في أسرع وقت ممكن- على الوضع" في زابوريجيا.

تكريم متواضع

في تعبير رمزي عن الدعم الغربي، زار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كييف الأربعاء. وقال: "هناك إرادة قوية بين الأوكرانيين للمقاومة، وهذا ما لم يفهمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وبعد ستة أشهر من الحرب لم تنظم في ذكرى الاستقلال عام 1991 عن الاتحاد السوفييتي احتفالات، وإن جرت بعض التجمعات الأوكرانية في العالم (فرنسا وبولندا وإسرائيل...).

وكرم فولوديمير زيلينسكي وزوجته الجنود الأوكرانيين الذين سقطوا، بالوقوف دقيقة صمت ووضع باقات ورد باللونين الأصفر والأزرق -ألوان العلم الوطني- أمام نصب تذكاري وسط كييف، قبل حضور تجمع في كاتدرائية القديسة صوفيا مع زعماء الطوائف الدينية الرئيسة.

اعترفت أوكرانيا –الاثنين- بقتل نحو تسعة آلاف من جنودها، منذ بدء النزاع، وهو عدد أقل من الواقع على الأرجح، حسب مراقبين.

في الجانب الروسي قُتل أو جرح قرابة ثمانين ألف جندي -منذ بدء الغزو- كما ذكر مسؤول في البنتاغون مطلع أغسطس.

مساعدات أمريكية لأوكرانيا

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن –الأربعاء- عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف، تصل قيمتها إلى نحو ثلاثة مليارات دولار، تزامناً مع ذكرى الاستقلال، لتعزيز قدرات الجيش من خلال تزويده بصواريخ أرض- جو أكثر تطوراً وقذائف مدفعية وصواريخ موجهة بالليزر ومسيرات متطورة.

وشدد بايدن -في بيان- على وقوف بلاده إلى جانب أوكرانيا في دفاعها عن نفسها، مؤكدًا أن هذه الأموال هدفها ضمان قدرة كييف على مواصلة الدفاع عن نفسها على المدى الطويل.
مضيفا: "اليوم ليس احتفالاً بالماضي فحسب، بل هو تأكيد صارخ لأن أوكرانيا لا تزال وستبقى بلداً سيداً ومستقلاً"