كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الدين؟

قال الباحث الأمريكي المقيم بمعهد أمريكان إنتربرايز، مايكل روبين، إن ChatGPT نقل الذكاء الاصطناعي من النظري إلى الواقعي لملايين الأشخاص.

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الدين؟

ترجمات - السياق

تحدث الباحث الأمريكي المقيم بمعهد أمريكان إنتربرايز، مايكل روبين، عن ChatGPT نقل الذكاء الاصطناعي (AI) من النظري إلى الواقعي لملايين الأشخاص، مشيرًا إلى أن السياسيين والبيروقراطيين قد يناقشون الضوابط، لكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء -في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي- ليست ممكنة.

ويعتقد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير قرابة 80% من الوظائف الأمريكية، بحسب مايكل روبين، الذي قال إنه أجرى زيارة إلى بغداد، ناقش فيها ملف الذكاء الاصطناعي مع مجموعة من المبرمجين، تتراوح خلفياتهم بين المتدينين والعلمانيين.

وقال مايكل روبين، إنه بينما فكر قلة منهم في تأثير الذكاء الاصطناعي أو أي نسخة عربية مستقبلية من ChatGPT في حياتهم ، بوقت يجب عليهم التفكير في ذلك، كون الدين ليس بمنأى عن التكنولوجيا.

وأشار الباحث الأمريكي، إلى أن أطروحة الدكتوراه الخاصة به كانت بمنزلة غوص عميق في التأثير الذي أحدثه إدخال التلغراف في القرن التاسع عشر على العالم، مؤكدًا أن الأمر لم يقتصر على تمكين الحركة السياسية الجماهيرية وإحداث ثورة في الاقتصاد، الذي كان يعتمد على التبادل المادي للعملات المعدنية، لكنه أدى أيضًا إلى تغييرات عميقة في التسلسل الهرمي الشيعي.

 

تأثير التلغراف

وأضاف الكاتب الأمريكي، في مقاله: في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، اختار الشيعة مصدر مرجع التقليد الخاص بهم، من بين «كبار آيات الله» الأحياء في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن التلغراف سمح للشيعة العاديين بتجاوز الوسطاء المحليين والوطنيين وإرسال استفساراتهم الدينية مباشرة إلى النجف، حتى لو كان أتباعهم يعيشون في أماكن بعيدة مثل الهند أو روسيا، ما جعل عدد المراجع الأعلى يتقلص من أكثر من اثني عشر إلى اثنين أو ثلاثة فقط.

وفي حين أن المعلقين الغربيين غالبًا ما يتعاملون مع مصطلح الفتوى كمرسو ديني، إلا أن السؤال سيكون بعد ذلك: ما الذي يمكن أن يحدث إذا طلب الشباب المسلم من ChatGPT الحصول على المشورة الدينية؟ يقول الباحث الأمريكي.

وأضاف: سألت عالمًا شيعيًا عن هذا الأمر، فرد: في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يكون مشكلة بين السنة الذين يفتقرون إلى تسلسل هرمي محدد، فإن المجتمع الشيعي يحترم موقف الحوزة (مدرسة دينية) بما يكفي ليكونوا منيعين عن تأثير ذلك الذكاء الاصطناعي.

إلا أن الباحث الأمريكي، قال إنه ليس متأكدًا من صحة زعم العالم الشيعي، فلا تزال آفة الشعبوية الدينية مشكلة، مستدلًا على رؤيته بأنصار مقتدى الصدر المتحمسين، وهو عالم وصفه بأنه «غير مؤهل».

 

قلق حقيقي

وأضاف مايكل روبين، أنه «بينما يظل علماء الشيعة التقليديون بعيدين عن السياسة، كان أتباع الراحل الخميني استثناءً ملحوظًا»، مشيرًا إلى أن الحوزة في النجف تظل قلقة بشأن ارتباطها الأوسع بالطبقة الشيعية الحاكمة في العراق، نظرًا للازدراء الشعبي بفسادهم المستشري، ما يشير إلى قلق من أن احترام الشباب للمؤسسة آخذ في التدهور.

وأشار الباحث الأمريكي إلى أنه بينما يتبع الشيعة تقليديًا «آية الله» ما دام على قيد الحياة، فإن مكاتب عديد من مراجع التقليد هذه تستمر بعد وفاتهم.

هل يمكن للشيعة الأصغر سنًا والمتمرسين بالتكنولوجيا أن يطلبوا من برنامج ChatGPT الإجابة عن استفسار ديني بأسلوب محمد حسين فضل الله، الذي توفي عام 2010؟ أو ربما يطلب قومي إيراني من الذكاء الاصطناعي حكمًا على غرار ميرزا حسن شيرازي الذي أصدر عام 1891 الفتوى الشهيرة ضد استخدام التبغ احتجاجًا على الغزو البريطاني لهذه الصناعة؟ تساؤلات طرحها الباحث الأمريكي.

وأوضح مايكل روبين، أن الإسلام لن يكون وحده الدين المتضرر، فيمكن للعلماء اليهود قضاء عقود بالدراسة في مدرسة دينية، لينهلوا من خلال كتابات الحاخامات من القرون الماضية.

وتساءل الكاتب الأمريكي: هل يمكن للطلاب المتدينين في المستقبل أن يطلبوا تفسيرات دينية بأسلوب موسى بن ميمون؟ أو لوبافيتشر ريبي مناحيم مندل شنيرسون؟ هل يمكن للكاثوليك البحث عن نظرة ثاقبة للبابا يوحنا بولس الثاني، أو الموقف الأكثر تحفظًا للبابا بنديكتوس السادس عشر بشأن القضايا الجديدة التي تطرأ؟

وبينما تسعى الصين إلى اختطاف البوذية بعد وفاة الدالاي لاما الرابع عشر، هل يمكن أن تذهب جهودهم هباءً؟

وأشار إلى أنه ليس من الواضح تأثير الذكاء الاصطناعي في الدين، لكنه سيكون عميقًا، مختتمًا مقاله بقوله، إن التسلسلات الهرمية الدينية الحالية -من النجف إلى القدس إلى القاهرة والفاتيكان- قد لا تدرك قوة ما قد يضربها قريبًا.

 _______

*وجب التنويه: من غير الواضح لماذا لم يذكر الكاتب المملكة العربية السعودية ومكانتها الدينية عند المسلمين.