متهم بارتكاب جرائم حرب... رئيس كوسوفو السابق يدفع ببراءته في لاهاي

تجمع عدة آلاف من قدماء المحاربين في جيش تحرير كوسوفو، في بريشتينا لدعم الرئيس السابق ورفاقه الثلاثة المقربين

متهم بارتكاب جرائم حرب... رئيس كوسوفو السابق يدفع ببراءته في لاهاي

السياق

بدأت –الاثنين- أمام محكمة خاصة في لاهاي، محاكمة رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي، المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، في حق القوات الصربية، خلال حرب الاستقلال بين عامي 1998 و1999.

ودفع رئيس كوسوفو السابق ببراءته من التهم الموجهة إليه.

وانتُخب تاجي رئيسا لكوسوفو عام 2016 لكنه استقال بعدما وجهت إليه هذه المحكمة التهمة، إلى جانب ثلاثة مشتبه فيهم يحاكَمون إلى جانبه.

ويشتبه في أن الأربعة ارتكبوا قرابة مئة جريمة قتل واختفاء قسري وتعذيب بين مارس 1998 وسبتمبر 1999.

 

الإفلات من العقاب

بدوره، قال هيو وليامسون، مدير منظمة هيومن رايتس ووتش لأوروبا وآسيا الوسطى، إن المحاكمة "توفر فرصة بعد سنوات طويلة للضحايا لمعرفة ما حصل".

وأضاف أن المحاكمة "تظهر الإفلات من العقاب المعمم الذي لا يزال مسيطرًا على صعيد نزاع كوسوفو".

وطالما دفع تاجي وهو في قلب الحياة السياسة بكوسوفو منذ عقدين ببراءته، متهمًا العدالة الدولية "بإعادة كتابة التاريخ"، لكنه وعد بـ"التعاون الوثيق مع القضاء".

وأسفرت حرب كوسوفو بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان المسلحين عن 13 ألف قتيل أغلبيتهم من ألبان الإقليم.

وانتهت عندما أجبرت حملة ضربات جوية شنتها الدول الغربية في ربيع 1999، القوات الصربية على الانسحاب.

ونهاية الحرب تخلى هاشم تاجي عن الكفاح المسلح، ليخوض غمار السياسة، ما دفع جو بايدن، الذي كان يومها نائبًا للرئيس الأمريكي إلى أن يرى فيه "جورج واشنطن كوسوفو".

وتجمع عدة آلاف من قدماء المحاربين في جيش تحرير كوسوفو الأحد، في بريشتينا لدعم تقي ورفاقه الثلاثة المقربين.

وهتفوا "الحرية" ورفعوا الأعلام الوطنية لكوسوفو، وألبانيا، وأعلاماً تحمل رمز جيش تحرير كوسوفو.

حرب عادلة

ونُقل المشتبه فيهم الثلاثة إلى جانب تاجي إلى لاهاي، وهم الناطق السابق باسم جيش تحرير كوسوفو يعقوب كراسنيكي أحد كبار حلفاء تاجي السياسيين، وقادري فيسيلي مسؤول الاستخبارات السابق في هذا الجيش، وإحدى الشخصيات البارزة فيه رجب سليمي.

المحكمة الخاصة بكوسوفو هيئة قضائية كوسوفية من قضاة دوليين ومكلفة بالتحقيق في جرائم ارتكبها جيش تحرير كوسوفو خلال الحرب وبعدها، واستهدفت خصوصًا الصرب وغجر الروما ومعارضين في كوسوفو لجيش التحرير.

ويرى معظم سكان إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله عام 2008 ولم تعترف به صربيا، أن النزاع كان "حربًا عادلة" ضد قوات بلغراد.

وتصدَّر مثول تاجي للمرة الأولى أخبار الصحف في كوسوفو ونقل مباشرة عبر محطات التلفزيون.

في ديسمبر، أصدرت المحكمة الخاصة بكوسوفو أول حكم لها بتهم ارتكاب جرائم حرب، وقضت بسجن أحد قادة الانفصاليين صالح مصطفى، الذي كان يشرف على مركز تعذيب، 26 عامًا.

ويحاكم بيتر شالا القائد السابق في جيش تحرير كوسوفو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب أيضًا.

عام 2021 أصدرت المحكمة أحكامًا بالسجن في حق رجلين، بعد إدانتهما بتهمة ترهيب شهود.