طمأن المصريين... السيسي يرد على شائعات بيع قناة السويس ويوجه رسائل لطيور الظلام

رسائل صارمة لتنظيم الإخوان الإرهابي، رد فيها على شائعات بيع قناة السويس، وطمأن المواطنين على مستقبل البلد المأزوم اقتصاديًا.

طمأن المصريين... السيسي يرد على شائعات بيع قناة السويس ويوجه رسائل لطيور الظلام

السياق

"يجب أن تطمئنوا... لا نخفي عنكم شيئًا»، بهذه الكلمات وجَّه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رسائل صارمة لتنظيم الإخوان الإرهابي، رد فيها على شائعات بيع قناة السويس، وطمأن المواطنين على مستقبل البلد المأزوم اقتصاديًا.

ففي كلمة له من كاتدرائية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، خلال احتفالات الكنسية المصرية بعيد الميلاد المجيد، هنأ الرئيس السيسي، الأقباط بهذه المناسبة، مطالبًا المواطنين بضرورة الحفاظ على اللُحمة الوطنية، وغلق الباب أمام أية محاولات للتفريق بين قطبي الشعب المصري، مسلمين ومسيحيين.

وفي رسائل حثت على المواطنة، التي سعى تنظيم الإخوان وما زال لضربها وبث الفرقة بين أبناء الشعب المصري، قال السيسي: يجب أن تظل المحبة بيننا من دون تمييز، كل الشعب المصري يجتهد لأن تكون هذه الروح متأصلة في النفوس، نحن في حاجة للتأكيد في كل مناسبة أننا واحد، لا يوجد أي من أشكال التفرقة التي لن تنجح أبدًا.

كلمات السيسي بشأن المواطنة، لم تكن مجرد جمل تفوه بها، بل دلل عليها، بقوله: أكن كل المحبة والتقدير لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الكنسية الأرثوذكسية، في كل مرة أسمع حديثًا لقداسة البابا أجد فيه حكمة وبلاغة، ولن أنسى قوله حينما قال إن الأديان تتوافق وليس من الضروري أن تتطابق.

طمأنة للمخاوف

وعن المخاوف التي تنتاب المصريين، جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة، قال الرئيس المصري للمواطنين: أرى أن المصريين قلقون وخائفون، لن أقول إن هذا ليس مبررًا، لكن إذا كان حديثي يطمئنكم، فيجب أن تطمئنوا، لأننا لا نخفي عنكم شيئًا».

وسجل الجنيه المصري تراجعًا تاريخيًا أمام الدولار الأسبوع الماضي، ليهبط من 16 جنيهًا لكل دولار إلى نحو 27 جنيهًا مصريًا لكل دولار، ما جعل الحديث عن سعر الدولار والعملة المحلية يتصدر اهتمامات الشارع المصري، خاصة أنه تزامن مع ارتفاع التضخم بصورة غير مسبوقة، في وضع صاحبته شائعات إخوانية، لتكدير السلم والأمن العام.

إلا أن الرئيس المصري وجَّه رسائل حاسمة، ضربت تلك الشائعات في مقتل، قائلًا: «من فضلكم، لا تخافوا لسببين: الأول أن الله معنا وموجود وأعز من الكل، وثانيهما: كدولة بمسؤوليها حريصون على التقليل من تأثيرات الأزمة الأخيرة في العالم، الدنيا ستكون مختلفة عما قبل اندلاعها».

وتابع السيسي: «نحن نسير جيدًا وإن كنا نعاني... نعاني آه، لكن منخافش، منقلقش، من فضلكم اسمعوا كلامي، أنت قلقان ليه، أنا خايف عليها وأنا سعيد بخوفك عليها».

بيع قناة السويس

وعما أثير عن نية الدولة المصرية بيع قناة السويس، تحت وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها، نفى الرئيس السيسي تلك الشائعات، قائلًا: "من يتحدث عن بيع قناة السويس لا يعرف شيئًا، ولو فيه حاجة هعملها هقولكم كلكم".

وأضاف: "في كل مناسبة أتحدث وأقول الحكاية، كي تكونوا على عِلم بها... لا تعطوا آذانكم لغير المسؤولين، كل واحد مسؤول يعرف على قدر منصبه، حتى نصل إلى رأس الدولة، متسائلًا: هل يعرف أحد في شؤون الكنيسة كقداسة البابا؟ في إشارة إلى أن الرئاسة والحكومة المصرية لديهما المعلومات الوافية، وأن ما يثار من شائعات، تكون له أهداف أخرى.

وختم السيسي كلمته، بقوله: «من يتحدث يجب أن يكون على عِلم، وأكيد لن يكون لديه معلومات وافية... لو فيه حاجة هعملها هقولكم كلكم... هي مصر لو تعبت هنتخلى عنها؟».

كان مجلس النواب المصري وافق خلال جلسة عامة، في ديسمبر الماضي، مبدئيًا على مشروع قانون مقدم من الحكومة، لإنشاء صندوق مملوك لهيئة قناة السويس، يهدف لتنمية موارد القناة، من خلال استغلال وتعظيم قيمة الأموال المستثمرة فيه.

ذلك المقترح استغله تنظيم الإخوان المسلمين، لضرب الدولة المصرية، وترويج شائعات بأن الصندوق يهدف لبيع أصول مملوكة لهيئة قناة السويس، وهو ما نفته الحكومة والرئاسة المصرية، بينما أعاد السيسي تأكيد عدم صحة تلك المعلومات.

ردود الفعل

وما إن انتهى السيسي من كلمته، حتى توالت ردود الفعل على تلك التصريحات، فبينما عدها فريق رسائل طمأنة لا تخطئها العين وأدت شائعات الإخوان، طالب آخرون الحكومة بضرورة تفسير الإجراءات المالية والاقتصادية التي تتخذها لتجنُّب الاجتهادات لتفسير المشهد بصورة بخاطئة.

وقال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن رسائل الرئيس السيسي «طمأنة لجموع المصريين في أي أزمات تأتي على الوطن»، مضيفًا: «عندما يكون القائد مطمئنًا نطمئن».

وأضاف البابا تواضروس الثاني، خلال كلمته في قداس عيد الميلاد، بالعاصمة الإدارية الجديدة: شكرًا خالصًا من القلب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مؤسس الجمهورية الجديدة، الذي حرص بحضوره المبهج على تقديم التهنئة بالعيد والعام الجديد.

بدوره، قال الأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط القس رفعت فكري، إن كلمة الرئيس شملت العديد من الرسائل، أهمها أن مصر بلد الأمن والأمان، وتدعو دائمًا للسلام.

وأوضح القس فكري، أن الرئيس السيسي وجَّه رسائل طمأنة للمواطنين، وتحدث بكل شفافية أمام العالم، مضيفًا أن العالم يعاني حروبًا وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، لذلك يجب أن نعود مرة أخرى لقيم التسامح والمحبة.

تفسير القرارات

في السياق نفسه، قال الإعلامي المصري الشهير عمرو أديب، خلال برنامجه «الحكاية»: على الحكومة تفسير الإجراءات المالية والاقتصادية التي تتخذها لتجنُّب الاجتهادات لتفسير المشهد بصورة بخاطئة، مشيرًا إلى أن الواقع الذي يعيشه المصريون صعب ومؤلم.

وأضاف: «كل بيت في مصر غني أو فقير لديه معاناة وقلق وخوف مبرر من المستقبل، ويجب على الحكومة توضيح آليات تعاملها مع الأزمة بشفافية»، مشيرًا إلى أنه «إذا كان 2022 عام الأزمة فمن المفترض أن يكون 2023 عام الحل».

وتابع: «يا سيادة الرئيس... إحنا مش قلقانين على مصر... إحنا قلقانين على نفسنا وعلى أولادنا، ونفسي الحكومة تطلع تكلم الناس وتشرح لهم الوضع، ولو فيه أزمة صارحوا المواطن وقولوا على حلولكم لها».