رغم الهدنة الروسية... الاشتباكات مستمرة في أوكرانيا
الرئاسة الأوكرانية: وقوع ضربات روسية على كراماتورسك رغم وقف النار المعلن.

السياق
بعد دقائق من دخول الهدنة، التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من جانب واحد في الأراضي الأوكرانية، حيز التنفيذ، وقعت اشتباكات متقطعة في باخموت بمنطقة دونيتسك.
وبدأ الجمعة سريان وقف إطلاق نار أعلنته روسيا من جانب واحد، بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، ويفترض أن يبدأ الجمعة، الساعة 12.00 بتوقيت موسكو، في مبادرة شككت كييف بصدقيتها.
إثر نداء من بطريرك الأرثوذكس الروسي كيريل، فضلاً عن اقتراح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الخميس- من جيشه "بدء تطبيق وقف لإطلاق النار على خط التماس بين الطرفين في أوكرانيا".
لكن بعيد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قال شهود عيان، إن القصف مستمر في باخموت بمنطقة دونيتسك.
كما أعلنت الرئاسة الأوكرانية، وقوع ضربات روسية على كراماتورسك رغم وقف النار المعلن.
قصف أوكراني
من جهتها، أفادت السلطات الانفصالية شرقي أوكرانيا، كما نقلت عنها وكالات الأنباء الروسية، بقصف على مواقعها في دونيتسك نفذه الجيش الأوكراني قبل 15 دقيقة من بدء سريان وقف إطلاق النار نظريًا.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، فإنه حال الالتزام بوقف إطلاق النار، ستكون أول هدنة واسعة النطاق في أوكرانيا، منذ بدء الغزو الروسي في فبراير الماضي.
أوقِفت المعارك أحيانًا لفترات وجيزة، في بعض المناطق، لإجلاء المدنيين على سبيل المثال، من مصنع أزوفستال في ماريوبول (جنوب شرق) في أبريل.
لكن أوكرانيا عدت هذه المبادرة "ضربًا دعائيًا". وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن قرار بوتين يشكل "حجّة هدفها وقف تقدّم جنودنا في دونباس، وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا... ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى".
كان بوتين دعا القوات الأوكرانية إلى التقيّد بهذه الهدنة، كي تتيح لأتباع الطائفة الأرثوذكسية، كبرى الديانات في أوكرانيا وروسيا، "حضور قداديس ليلة الميلاد ويوم ولادة المسيح".
وفي رسالة بثت بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار المعلن، أفاد نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو بقصف روسي على خيرسون (جنوب) أوقع ضحايا، لكنه لم يوضح موعد حصول هذه الضربة.
متنفس
أثار إعلان موسكو عن الهدنة –الخميس- شكوكـًا في أوكرانيا.
وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك في "تويتر": "ينبغي لروسيا أن تغادر الأراضي المحتلة، فعندها فقط تعلن هدنة موقتة. نفاقُكم لا يسري علينا".
في واشنطن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ بوتين يسعى من خلال هذه الهدنة إلى "متنفّس".
واستهزأ بايدن بنظيره الروسي قائلاً إنّ بوتين "كان مستعدًا لقصف مستشفيات ورياض أطفال وكنائس... في الخامس والعشرين من ديسمبر وليلة رأس السنة".
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن وقف إطلاق النار هذا "لن يخدم آفاق السلام" مطالبًا بانسحاب نهائي للقوات الروسية.
ورأت الخارجية الألمانية -من جهتها- أن وقف إطلاق النار الروسي لن يجلب "الحرية ولا الأمان للذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي".
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا بوتين -خلال اتصال هاتفي- إلى "وقف إطلاق نار أحادي الجانب" في أوكرانيا، لدعم "الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف".
وردّ بوتين بأنّ روسيا منفتحة على "حوار جاد" مع أوكرانيا، شرط أن تقبل السلطات الأوكرانية "الوقائع الجديدة على الأرض" عقب الهجوم الروسي في فبراير الماضي.
انسحاب
أعلنت روسيا في سبتمبر ضمّ أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها جزئيًا أو بالكامل، على غرار ما فعلت مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها في مارس 2014.
ويصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على انسحاب كامل للقوات الروسية من بلده، بما يشمل القرم، قبل أي حوار مع موسكو. وحال عدم حصول ذلك، تعهد زيلينسكي باستعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة بالقوة.
وندّد بوتين مرة أخرى -خلال محادثاته مع أردوغان- بـ"الدور المدمّر للدول الغربية" في النزاع، من خلال مدّ كييف بالأسلحة التي تشكل عنصرًا أساسيًا في حربها ضد موسكو.
واتهم الرئيس الروسي الدول الغربية "بتقديم أسلحة ومعدات عسكرية لنظام كييف وتزويده بمعلومات وأهداف عملياتية".
جاء إعلان الهدنة من جانب روسيا، بعد أقل من أسبوع على ضربة نفّذها الجيش الأوكراني ليلة رأس السنة، أدت إلى قتل 89 عسكريًا روسيًا على الأقل في ماكيفكا شرقي أوكرانيا.
وفي خطوة نادرة، اعترف الجيش الروسي بحدوث القصف الدامي، الذي أثار انتقادات في روسيا للقيادة العسكرية.