وول ستريت: سيطرة طالبان على أفغانستان نِعمة لإيران
إيران استأنفت هذا الأسبوع، تصدير الوقود إلى أفغانستان، بعد تعطله بسبب القتال بين طالبان والقوات الحكومية.

ترجمات - السياق
قالت "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن استيلاء طالبان على السُّلطة في أفغانستان "نِعمة" لإيران التي تعاني ضائقة مالية، مشيرة إلى أن طهران تحصل على ملايين الدولارات، من مبيعات النفط الجديدة إلى أفغانستان، بينما تحصل طالبان على الوقود، كمحاولة لدعم الاقتصاد الأفغاني المتعثِّـر.
ونقلت الصحيفة، عن رجال أعمال إيرانيين ومسؤولين أمريكيين سابقين قولهم: إن إيران استأنفت هذا الأسبوع، تصدير الوقود إلى أفغانستان، بعد تعطله بسبب القتال بين طالبان والقوات الحكومية.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير- أن طهران تجني من وراء تصدير الوقود، وعمليات المخدرات المربحة، ملايين الدولارات تدعم بها اقتصادها، الذي يعاني نتيجة العقوبات الأمريكية، وأن العلاقة التجارية المزدهرة بين طهران وطالبان، تهدِّد بتقويض حملات الضغط الأمريكية ضدهما.
وذكر التقرير، أن العقوبات الأمريكية تسبَّبت في حرمان إيران من العملة الصعبة، ومن ثم عرقلة وصولها إلى السوق العالمية.
غير أن استعداد طالبان للتبادل التجاري مع البلد الجار، يمنح إيران وصولاً نادراً إلى الدولارات الأمريكية، التي تحتاجها لاستيراد السلع الأساسية، وتعزيز قوة عملتها المتدنية، بينما في المقابل يُمكِّن هذا التنسيق حركة طالبان، التي انقطعت أيضاً عن التجارة والتمويل بسبب العقوبات الدولية، من شراء السلع الأساسية الحيوية لدعم الاقتصاد الأفغاني المتعثِّـر.
كان الموردون الإيرانيون، الذين يبيعون لرجال الأعمال الأفغان، تحت إشراف الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل، قد توقفوا عن إرسال النفط المكرر إلى جارتهم الشرقية هذا الصيف، بعد تصاعد القتال بين الجيش الوطني الأفغاني وطالبان.
استئناف التجارة
وأشار التقرير، إلى أن حركة طالبان سمحت باستئناف التجارة عبر الحدود في المنتجات النفطية، بعد انتهاء النزاع في البلاد إلى حد كبير، مع سيطرتها على العاصمة كابل، منتصف أغسطس الجاري.
ومن المتوقَّع أن ترتفع التجارة بسرعة، مع افتقار حركة طالبان إلى النفط وشركاء تجاريين آخرين، وحاجة إيران إلى النقد الأجنبي.
وأوضح التقرير أن هذه التجارة، عادت إلى المستويات التي سُجِّلت في وقت سابق من هذا العام، بنحو 5 ملايين دولار في اليوم.
وتنقل الصحيفة عن حامد حسيني، المتحدِّث باسم اتحاد مصدِّري البترول والغاز والمنتجات البتروكيماوية الإيرانية في طهران، أن عائدات مبيعات الوقود الإيرانية، تودع على شكل أوراق نقدية بالدولار في الفرع الأفغاني لبنك "ملي" الإيراني المملوك للدولة من بين شركات مالية أخرى.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على بنك "ملي"، الذي لم يرد على الفور على طلب التعليق، وفق الصحيفة، بسبب التحويلات إلى الميليشيات العراقية.
وكشف حسيني، أن فرع البنك الأفغاني يحوِّل الدولارات كشركة لتبادل الأموال، ويعمل بنظام خارج البنية التحتية المالية التقليدية، متهرِّبا بذلك من العقوبات المالية الدولية.
شريان للحياة
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن راشيل زيمبا، الزميلة البارزة بمركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن، قولها: "يعد هذا شريان حياة لأفغانستان، وكذلك مصدر إمدادات بالدولار لإيران".
كما نقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين أميركيين سابقين القول، إنه بالنسبة لطالبان فإن تجارة الوقود "تقوِّض النفوذ المالي، الذي تملكه إدارة بايدن على الحركة المتشدِّدة"، مشيرة إلى أن استيلاء طالبان على البلاد، أدى إلى قطع التمويل الأجنبي، الذي أبقى البلاد واقفة على قدميها طوال السنوات الماضية.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، قادت جهوداً دولية لمنع الحركة من الوصول إلى أصول البلاد في الخارج، بما في ذلك احتياطيات الدولار والمساعدات المالية التي وفَّرت أكثر من نِصف ميزانية الحكومة، علاوة على ذلك، يمكن للولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، توسيع العقوبات ضد طالبان، لتشمل أفغانستان بأكملها، ما يزيد عزلة البلاد، وفقاً للتقرير.
وأوضح التقرير أنه خلال السنوات الماضية، سعت طهران للعب مع أطراف الحرب الأفغانية، فدعمت حكومة كابل، مع الحفاظ على العلاقات مع حركة طالبان.
لكن التقرير يرى أن صعود طالبان "يشكل مخاطر على إيران، التي واجهت موجات من اللاجئين، في الحروب الأهلية الأفغانية السابقة وتهديد الجماعات السُّنية المتطرفة، التي تعارض الإسلام الشيعي".
مبيعات الطاقة
ورغم هذه التخوفات، فإن التجار والمسؤولين الإيرانيين، يتوقَّعون زيادة مبيعات الطاقة إلى أفغانستان.
وقال حسيني: إن طالبان خفَّضت الرسوم الجمركية على المنتجات النفطية 70%، إضافة إلى ذلك قد يحجم الشركاء التجاريون الأفغان الآخرون، عن البيع مباشرة للنظام الجديد.
ونقل التقرير عن مسعود دانيشماند، عضو غرفة التجارة الإيرانية، قوله: إن "الجزء الأكبر من التجارة، على الحدود مع أفغانستان، يكون نقداً، ولهذا السبب سيتدفق حجم أكبر من الدولارات إلى إيران، من ولاية هيرات الحدودية".
وأضاف التقرير: "هذا هو الحال بشكل خاص، لأن العملة الرسمية الأفغانية، ليس لها قيمة تذكر خارج البلاد، إذ انخفض سعر الصرف إلى أدنى مستوياته القياسية في الأسابيع الأخيرة".
وألغت الولايات المتحدة شحنات ضخمة من الدولارات، كانت متجهة إلى أفغانستان، بعد سيطرة طالبان على كابل، كما تعمل واشنطن على منع وصول الجماعة، إلى ما يقرب من نِصف مليار دولار من الاحتياطيات في صندوق النقد الدولي.
تجارة الهيروين
وبينما عملت الولايات المتحدة، على منع تدفق الدولارات إلى أفغانستان بعد سيطرة طالبان، يتوقَّع تجار إيرانيون، أن تؤدي مبيعات الهيروين المزدهرة في البلاد، إلى تعويض جزئي عن نقص الوصول إلى الدولار الأمريكي من الخارج.
وذكر حسيني، أن تجارة الأفيون تصل إلى نحو مليار دولار، بينما يقدِّر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يشرف على العقوبات المفروضة على حركة طالبان، الضرائب المفروضة على تهريب المخدرات، بأنها ربع الإيرادات السنوية المجمَّعة لطالبان، التي تصل إلى 1.6 مليار دولار سنويًا.