"تيسلا " تُخاصم منطق الأسواق
تيسلا تُخاصم منطق الأسواق

منذ ظهور تيسلا لأول مرة على الساحة العالمية، 2010، يعمل عراب الشركة، إيلون موسك، على تضخيم دور المركبات الكهربائية في المستقبل، وعَّدَها المستقبل الوحيد لعمليات نقل الأفراد بين المدن والبلدات وضمنها
خلال عشر سنوات، فإن ما حققته سيارة تيسلا مقارنة مع أي شركة عالمية أخرى، من ناحية المبيعات والتوزيع، وسهولة الوصول للمستهلك، لا يرقى لأن تكون قيمتها السوقية أعلى من أكبر 7 شركات عالمية مصنعة للسيارات؛ "تويوتا – فلوكس فاكن – ديملر – جي إم – بي إم دبليو- هوندا – فورد" في حين أن عائدات تيسلا لا تتجاوز 3% من إيرادات هذه الشركات.
من أساسيات التقييم أن القيمة السوقية لأي منتج تتحدد من خلال نقطة السعر التي يقبلها البائع والمشتري.
القيمة السوقية لتيسلا، نمت على أنقاض خسائر الشركات عام 2020، التي أصابتها اضطرابات جائحة كورونا، وعرقلت أعمالها وأعمال قطاع صناعة السيارات بأكمله، ما أدى لإغلاق عدد من المصانع، إذ ارتفعت القيمة السوقية لسهم شركة تسلا من 180 دولاراً في فبراير 2020 إلى أعلى من 800 دولاراً للسهم في فبراير 2021.
ويبدو أن هناك انفصالاً بين سوق الأسهم والاقتصاد الحقيقي لتقدير القيمة السوقية، ففي العامين الماضيين، ارتفعت أسهم تيسلا بأكثر من 800 %، وزاد المحللون متوسط أهداف السعر لمدة 12 شهراً بأكثر من أربعة أضعاف وخفضوا في الوقت نفسه تقديرات الأرباح لكل سهم سنوياً حتى عام 2024.
وتؤكد كل الدراسات والتحليلات أن ارتفاع سعر سهم تيسلا غير منطقي، وأن الارتفاعات في بعض الأحيان تعتمد على الحالة المزاجية لسوق الأسهم أولاً وعلى المضاربات بين الشركات الوسيطة ثانياً، وليس على جودة وميزة كل شركة على حدة
لم تُبنى القيمة السوقية الأولى لسيارات تيسلا على مبيعاتها، فمبيعاتها أقل مقارنة مع أكبر 10 شركات سيارات في العالم، وفي حين حققت كل شركات صناعة السيارات الكبيرة أرباحاً كبيرة خلال السنوات الماضية، إلا أن شركة "تيسلا" كانت استثناءً من ذلك، ويرجع ذلك لسببين أولهما أنها شركة متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية وليست شركة سيارات كبيرة بالنسبة لعدد السيارات القليل الذي تبيعه، والثاني أن الشركة منذ تأسيسها لم تحقق أي أرباح سنوية على الإطلاق.
بالمقابل، فإن تيسلا لا تبيع السيارات الكهربائية فقط، وإنما تبيع التكنولوجيا أيضاً، وهذا هو العصر الذهبي للتكنولوجيا
ويرجع البعض الأمر إلى ارتفاع مبيعات المركبات الكهربائية، التي تمثل نحو 54.3 % من جميع المركبات المباعة في القارة الأوروبية عام 2020، مقارنة مع 42.4 % لعام 2019، فيما يتوقع نمو مبيعات المركبات الكهربائية نحو 3 % إلى 10 % بحلول عام 2025، أي أن التوقعات الأولية أن تتجاوز المركبات الكهربائية نحو 65 % من السوق في عام 2021. وهناك تسارع في مبيعات المركبات الكهربائية الصغيرة في الأشهر الأخيرة من عام 2020، لتصل إلى أعلى مستوى لها في شهر ديسمبر الماضي، بحصة وصلت حتى 66.7 % من سوق المركبات، في الدول الشمالية الأوروبية.
مع ذلك، فإن فولكس واجن تصدرت مبيعات السيارات الكهربائية عام 2020، فيما حلت تيسلا في المركز الثاني.
بعد الارتفاع الهائل لسعر سهم تيسلا، ستبقى تحت ضغط شديد العام الحالي؛ لإظهار إمكانية النمو بسرعة، لتصبح شركة قادرة على تحقيق الأرباح من خلال تقديم خدمات مختلفة. أما الآن، فإن "عشاق تيسلا" لا يستثمرون في الأداء الفعلي للشركة لكنهم يراهنون على عبقرية موسك باعتباره صاحب رؤية.
عن موقع إكسيوس وصحيفة الغارديان