أكثر من 22 ألف قتيل في سوريا وتركيا... وأمريكا ترفع قيودًا مفروضة على دمشق

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الزلزال في تركيا وسوريا، إلى أكثر من 22 ألف قتيل، وتخطى عدد المصابين 80 ألفًا، بينما بدأت الآمال تتلاشى مع مرور الوقت في الوصول إلى أحياء تحت الأنقاض، خاصة في سوريا.

أكثر من 22 ألف قتيل في سوريا وتركيا... وأمريكا ترفع قيودًا مفروضة على دمشق

السياق

عقب الزلال المدمر، الذي ضرب مناطق واسعة في سوريا، وأودى بحياة الآلاف، ومازال مئات محاصرين تحت الأنقاض، أصدرت الخزانة الأمريكية قراراً استثنائياً، بمنح ترخيص لمدة 180 يوماً، لجميع المعاملات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال في سوريا، التي تفرض عليها واشنطن -منذ سنوات- عقوبات صارمة.

وارتفعت حصيلة القتلى جراء الزلزال في تركيا وسوريا، إلى أكثر من 22 ألف قتيل، وتخطى عدد المصابين 80 ألفًا، بينما بدأت الآمال تتلاشى مع مرور الوقت في الوصول إلى أحياء تحت الأنقاض، خاصة في سوريا.

وقال والي أدييمو، نائب وزير الخزانة الأمريكي، في بيان: "بينما يتجمع الحلفاء الدوليون والشركاء الإنسانيون لمساعدة المتضررين، أود أن أوضح أن العقوبات الأمريكية في سوريا لن تقف في طريق الجهود المبذولة لإنقاذ حياة الشعب السوري".

وتابع: "بينما تحتوي برامج العقوبات الأمريكية على استثناءات قوية للجهود الإنسانية، تصدر وزارة الخزانة ترخيصاً عاماً لتفويض جهود الإغاثة من الزلزال، حتى يتمكن أولئك الذين يقدِّمون المساعدة من التركيز أكثر على ما هو مطلوب، لإنقاذ الأرواح وإعادة البناء".

وأكد البيان أن الترخيص يوفر التفويض اللازم لدعم جهود الإغاثة الفورية، في حالات الكوارث بسوريا.

وتأثرت سوريا من زلزال عنيف بقوة 7.7 درجة، كان مركزه ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية ضخمة.

وتمنح الرخصة إعفاءً لجميع المعاملات المتعلقة بتقديم المساعدات عقب الزلزال، التي كانت محظورة بموجب لائحة العقوبات المفروضة على سوريا.

وأشار البيان إلى أن الإعفاء المقدم، يعكس التزام الولايات المتحدة بدعم الشعب السوري، لمواجهة أزمة الزلزال المستمرة منذ أيام.

 

شركاء على الأرض

في السياق، أعلنت الولايات المتحدة، تقديم مساعدات بـ 85 مليون دولار إلى سوريا وتركيا، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء واسعة من البلدين.

وأكدت واشنطن، أن التمويل سيُسدّد لشركاء على الأرض "لتقديم المساعدة الطارئة الضرورية إلى ملايين الأشخاص".

وأضافت أن التمويل سيدعم أيضًا تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، لمنع تفشي الأوبئة.

يأتي ذلك بينما أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، اتصالًا بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو لمناقشة احتياجات تركيا.

بدوره، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في تصريحات للصحفيين: "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا، مثلما سبق أن أسهمت تركيا -في كثير من الأحيان عبر خبرائها- في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة".

 

العقوبات تشل سوريا

من جانبه، قال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إن حديث الولايات المتحدة بأن العقوبات على سوريا لا تعيق إيصال المساعدات الإنسانية غير صحيح، لأن كل الخدمات معطلة ولاشيء يعمل.

وأضاف في مقابلة مع "السياق"، أن الجهود المصرفية معطلة "ولا يستطيع السوريون إرسال أموال لعائلاتهم، الذين هم في حاجة ماسة للمساعدة"، وعزا ذلك لإغلاق "السويفت كود"، وبذلك لا يمكنك تحويل أموال إلى أي شخص في سوريا.

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها الأكراد في المنطقة الكردية، يستحوذون على النفط، بينما الحكومة السورية والشعب السوري في حاجة ماسة للنفط وليس لديهم وقود كاف"، وأضاف: "يعني ذلك أن الشاحنات لا تستطيع الذهاب إلى الأماكن، التي تحتاج الذهاب إليها، ولا يستطيع الناس الانتقال... هذه هي المشكلة في سوريا، لا شيء يعمل، لقد أحدثت العقوبات تأثيًرا كبيرًا في هذا الصدد".

 

هزات ارتدادية

وفجر الاثنين، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

ويشار إلى أن ثُلثي سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمالي سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 4.5 مليون نسمة نازخون من أماكن أخرى، وكانت هناك أزمة إنسانية بالفعل في هذه المناطق قبل الزلزال.

وقال مارك لوكوك، الرئيس السابق للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة: "يبدو أن المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال داخل سوريا هي التي تُدار من المعارضة، وليس من الحكومة السورية أو الأكراد".