عقب صدامات مع مناصريه.. الشرطة الباكستانية تفشل في توقيف عمران خان
في أول تعليق له على أمر اعتقاله، قال عمران خان ، إن هذا الإجراء ليس لأنني انتهكت قانونًا.. يريدونني قابعًا في السجن، حتى لا أتمكن من المشاركة في الانتخابات.

السياق
يبدو أن الشرطة الباكستانية تراجعت عن توقيف رئيس الوزراء السابق عمران خان في منزله بلاهور، بعد اشتباكات عنيفة مع مئات من أنصاره ليلًا.
وانتشرت قوات الأمن، بالقرب من منزل خان بضاحية زمان بارك الفخمة في لاهور ساعات عدة، قبل أن تنسحب، بعد أن أخلت حواجز ونقاط تفتيش.
وكتب حزب خان "حركة الإنصاف" على "تويتر": "تصدى الشعب لقوات الشرطة والحراس الذين أرسلوا لإيذاء عمران خان".
كما يظهر مقطع فيديو -بثه الحزب- عمران خان يحيي عشرات الأشخاص داخل حديقة منزله، في حين يحتفل أنصاره في الخارج بانسحاب الشرطة.
ليل الثلاثاء الأربعاء، اندلعت اشتباكات بين أنصار خان ورجال الشرطة الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع، وتعرضوا للرشق بالحجارة من الحشود الغاضبة.
محاولة اعتقال #عمران_خان تشعل اشتباكات عنيفة بين أنصاره والشرطة الباكستانية، ومحكمة #لاهور العليا تقرر تعليق أمر اعتقاله حتى صباح الخميس.#السياق #باكستان pic.twitter.com/OpVSlQ1zLk
— السياق (@alsyaaq) March 15, 2023
شريعة الغاب
في أول تعليق له، قال عمران خان ، إن "هذا الإجراء ليس لأنني انتهكت قانونًا.. يريدونني قابعًا في السجن، حتى لا أتمكن من المشاركة في الانتخابات".
وأضاف رئيس الوزراء السابق، في تصريح لوكالة فرانس برس، أن "هذا الاعتقال بالقوة لا علاقة له بدولة القانون"، منددًا بـ"شريعة الغاب".
وأطيح رئيس الوزراء السابق في أبريل 2022 بمذكرة لحجب الثقة، ويواجه مذاك إجراءات قانونية، وما زال يحظى بشعبية كبيرة، ويأمل العودة إلى السلطة في الانتخابات التشريعية، المقرر إجراؤها في أكتوبر.
الإبقاء على مذكرة التوقيف
هذه المرة الثانية هذا الشهر التي ترسل فيها الشرطة إلى منزل خان لتنفيذ مذكرة توقيف.
وقد أفلت رئيس الوزراء السابق من مذكرات استدعاء قضائية، متذرعًا بمخاوف أمنية. ويقول محاموه إنه أطلق سراحه بكفالة.
واستُدعي عمران خان (70 عامًا) إلى المحكمة بتهمة عدم إعلانه الهدايا الدبلوماسية التي تلقاها خلال ولايته، وكسب المال من خلال بيع بعضها.
وصرح المتحدث باسم شرطة إسلام أباد محمد تقي جواد، لوكالة فرانس برس، بأن "زعيم الحزب لم يفرج عنه بكفالة في هذه القضية".
وقال المتحدث إن مذكرة التوقيف يجب أن تنفذ رغم الوضع على الأرض.
كان خان، قد بث مقطع فيديو يظهره جالسًا وراء مكتب زين بقنابل غاز مسيل للدموع مستعملة، مع علمي باكستان وحزبه في الخلفية.
وقال: "سيستخدمون الغاز المسيل للدموع ضد شعبنا، وأشياء أخرى من هذا القبيل، لكن عليكم أن تعرفوا أن لا سبب لذلك".
وطوق المئات من أنصار خان منزله -الأربعاء- لصد محاولات الشرطة توقيفه.
مسرحية
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي –أعاد بثها إلى حد كبير حزب خان- أنصاره ملطخين بالدماء وآخرين يسعون لتجنب الغاز المسيل للدموع.
غرد مسؤول في الحزب أن هناك "حاجة ملحة" لمعدات الإسعافات الأولية.
وأدان خان صباحًا "الطريقة التي تهاجم بها الشرطة شعبنا غير المسبوقة". وقال: "من الواضح أن طلب التوقيف لم يكن سوى مسرحية لأن الهدف الحقيقي الخطف والقتل".
واجتمت المحكمة العليا في إسلام أباد -الأربعاء- للنظر في التماس جديد من "حركة الإنصاف" لمنع اعتقال خان، ما قد ينزع فتيل الأزمة.
ومنذ إطاحته، يمارس عمران خان ضغوطًا على حكومة خلفه شهباز شريف، من خلال تكثيف التجمعات الكبيرة. كما حل المجلسين الإقليميين، اللذين يسيطر عليهما حزبه، في محاولة لإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما ترفضه الحكومة.
وصرح شريف للصحفيين –الأربعاء- بأن خان يعد نفسه فوق القانون. وقال "إنه يتحدى المحاكم. إنه استفزاز".
وفي نوفمبر أصيب خان برصاصة في الساق، خلال تجمع سياسي، وقال إن ما تعرض له محاولة اغتيال، يقف وراءها شهباز شريف.
وتجرى هذه الأحداث في أجواء متوترة، بالبلد الذي يتجاوز عدد سكانه 220 مليون نسمة، ويواجه صعوبات اقتصادية خطيرة، مع تضخم متسارع واحتياطي غير كافٍ من العملات الأجنبية، وجمود المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
كما يتدهور الوضع الأمني، مع هجمات دامية استهدفت قوات الشرطة نُسبت لحركة طالبان باكستان.
تحدي الاعتقال
بدوره، قال المحلل السياسي، الناشط في مجال حقوق الإنسان توصيف أحمد خان: "أزمة لاهور دليل على تدهور الأوضاع".
وأضاف: "من ناحية، إنه إخفاق لقوات الأمن والشرطة. ومن ناحية أخرى إنه توجه جديد في سياسة جنوب آسيا: زعيم سياسي يتحدى الاعتقال باستخدام مساعديه وأنصاره".