ارتياح أمريكي لزيارة بلينكن... هل ينجح في إذابة الجليد مع الصين؟

أوضح وزير الخارجية الأميركي، في نهاية مباحثات استمرت يومين، مع المسؤولين الصينيين، أن الولايات المتحدة لا تسعى لتقويض الاقتصاد الصيني.

ارتياح أمريكي لزيارة بلينكن... هل ينجح في إذابة الجليد مع الصين؟

السياق

زيارة طال انتظارها، جاءت بعد الأزمات والتصعيدات الدبلوماسية بين البلدين، لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين ولقيت ارتياح واشنطن.

وأوضح بلينكن -الاثنين- أنه اتفق مع القيادة الصينية على الحاجة إلى "استقرار" العلاقات الثنائية، مؤكدًا "وضوح رؤيته" بشأن الخلافات الواسعة بين البلدَين.

وقال، خلال مؤتمر صحفي، بعد محادثات في بكين استمرت يومين إنّه "في كلّ اجتماع، شدّدت على أنّ المشاركة المباشرة والتواصل المستمر على المستويات العليا هما أفضل طريقة لإدارة الخلافات بمسؤولية، وضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع".

وأضاف: "سمعت الشيء نفسه من نظرائي الصينيين. كلانا متّفق على الحاجة إلى استقرار علاقاتنا".

لكنّ بلينكن أكّد "وضوح رؤيته" بشأن الصين التي تدهورت علاقاتها بالولايات المتحدة، في السنوات الأخيرة.

وأضاف: "ليست لدينا أوهام بشأن تحديات إدارة هذه العلاقة. هناك كثير من القضايا التي نختلف فيها".

وفي رفض منه لانتقادات وجهتها الصين، أصر بلينكن على أن الرئيس جو بايدن لا يسعى إلى "تقويض اقتصاد الصين عبر حظر واشنطن الشامل لصادرات أشباه الموصلات".

وقال: "نرغب في رؤية النمو والنجاح في كل جزء من العالم، بما في ذلك بالتأكيد الاقتصادات الكبيرة مثل الصين (...) لكن في الوقت ذاته، ليس من مصلحتنا تزويد الصين بتكنولوجيا قد تُستخدم ضدنا".

وبحسب بلينكن فإنه "في الوقت الذي تنشغل فيه ببناء برنامج أسلحتها النووي بطريقة غامضة للغاية، وعند إنتاج صواريخ تفوق سرعة الصوت، واستخدام التكنولوجيا لأهداف قمعية، كيف سيكون من مصلحتنا توفير هذه التقنيات المحددة إلى الصين".

وأكد الوزير الأمريكي أن "دولا أخرى تشعر بالشيء نفسه".

زيارة بلينكن للصين.. الأسباب وسر التوقيت

تأكيدات بشأن تايوان

تشكل قضية تايوان أحد أهم المسائل الشائكة بين البلدين.

ولم تستبعد بكين السيطرة على تايوان بالقوة، وأجرت مناورات عسكرية مرّتين منذ أغسطس قرب الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي ديمقراطي.

وكرر بلينكن أنّ بلاده لا تدعم حصول تايوان على استقلالها، متمسكـًا بموقف واشنطن بالحفاظ على الوضع القائم هناك.

لكنه قال: "لدينا وغيرنا مخاوف عميقة بشأن بعض الإجراءات الاستفزازية، التي اتخذتها الصين في السنوات الأخيرة منذ عام 2016".

بلينكن أعلى مسؤول أمريكي يزور الصين منذ خمسة أعوام تقريبًا، في ظلّ توتر شديد في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وتطرق بلينكن أيضًا إلى مسألة إقليمية أخرى، وطلب من الصين الضغط على حليفتها كوريا الشمالية، التي أطلقت مؤخرًا سلسلة من الصواريخ.

وأكد الوزير الأمريكي أنّ "كل أعضاء المجتمع الدولي لديهم مصلحة في تشجيع جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على التصرف بمسؤولية ووقف إطلاق الصواريخ".

وتابع: "الصين في وضع فريد للضغط على بيونغ يانغ للدخول في حوار وإنهاء سلوكها الخطير".

وأبدت واشنطن ارتياحها لمحادثات إذابة الجليد لوزير خارجيتها، بينما يتابع العالم نتائج هذه الزيارة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى محادثات «صريحة وموضوعية وبناءة» مع نظيره الصيني تشين قانغ في بكين.

وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر: «شدد الوزير على أهمية الدبلوماسية والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة في عدد من القضايا، للحد من مخاطر سوء الفهم وسوء التقدير»، مضيفاً أن بلينكن دعا تشين لزيارة واشنطن لمواصلة المحادثات.

وكتبت هوا تشونينغ مساعدة وزير الخارجية الصيني، التي حضرت الاجتماع على «تويتر» فوق صورة لتشين وهو يصافح بلينكن: «أتمنى أن يسهم هذا الاجتماع في إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الذي اتفق عليه الرئيسان في بالي».