الولايات المتحدة تكثف جهودها لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل

يرى مراقبون أن التحرك الأمريكي للدفع باتجاه تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، يأتي في سياق هدف استراتيجي هو توسيع دائرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط.

الولايات المتحدة تكثف جهودها لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل

السياق

كشف موقع أكسيوس الأمريكي، عن زيارة غير معلنة من كبير مستشاري بايدن بريت ماكغورك للمملكة العربية السعودية، في إطار سعي أمريكي لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

زيارة ماكغورك هي الثالثة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى الرياض، إذ سبقتها زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل نحو أسبوعين، الذي ناقش مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومن قبله كانت زيارة جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي في مايو الماضي.

الزيارات الثلاث تأثي في إطار تكثيف المساعي الأمريكية لإقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل، وهو ما تصر عليه واشنطن وتل أبيب منذ فترة، بينما تشترط الرياض حل القضية الفلسطينية أولًا قبل اتخاذ أي خطوة نحو التطبيع.

وتتبنى السعودية وجهة نظر مفادها أنه من دون سلام مع الفلسطينيين، فإن أي تطبيع مع إسرائيل ستكون فائدته محدودة، وفقًا لتصريحات لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

ويرى مراقبون أن التحرك الأمريكي للدفع باتجاه تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، يأتي في سياق هدف استراتيجي هو توسيع دائرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، في ظل متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة، في مقدمتها عودة العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.

 

سبعة أشهر

ونقل موقع أكسيوس، عن مسؤولين أمريكيين، أن زيارة ماكغورك جزء من جهد دبلوماسي يبذله البيت الأبيض، لتحقيق اتفاق سلام إسرائيلي سعودي خلال الأشهر السبعة المقبلة، قبل أن تستهلك الحملة الانتخابية الرئاسية أجندة الرئيس بايدن.

كان وزير الخارجية الأمريكي، قد قال إن أي اتفاق تطبيع من هذا القبيل، يجب أن يعزز احتمالات حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه لا يعتقد إمكانية عقد صفقة قريبة. 

ويقول مراقبون، إن إدارة بايدن تسير على نهج الإدارة السابقة، التي تبنت إجراء عمليات سلام وتطبيع للعلاقات الإسرائيلية العربية، في ما عُرف بالاتفاق الإبراهيمي، وأنها ترتكز على مفهوم أن بناء علاقات إسرائيلية عربية، المدخل لحل القضية الفلسطينية وليس العكس، وهو عكس وجهة النظر السعودية.

ويضيفوا أنه رغم تمسك السعودية بموقفها من التطبيع، فإن إدارة بايدن مصرة على المضي قدمًا في مساعي إحراز اختراق في هذا الملف لدوافع عدة، بينها تحقيق إنجاز دبلوماسي قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتأكيد أن واشنطن لا تزال تحتفظ بأدوات التأثير في المنطقة، في ظل شكوك بدأت تساور الجميع في ذلك، مع تنامي العلاقات الخليجية الصينية، ونجاح بكين -مارس الماضي- في وساطتها بين طهران والرياض.

 

زيارة جديدة

السعودية والولايات المتحدة لم تؤكدا زيارة ماكغورك، في الوقت نفسه أعلنت الخارجية الأمريكية قيام باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بجولة للمنطقة، تستمر حتى الخامس والعشرين من يوينو، تلتقي خلالها مسؤولين من إسرائيل والضفة الغربية ومصر والأردن.

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أن ليف ستناقش مع القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل، توسيع نطاق اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وتعميقه، إضافة إلى كبح سلوك إيران المزعزع للاستقرار وقضايا أخرى.

وفي رام الله، تلتقي مساعدة وزير الخارجية كبار القادة الفلسطينيين، لمناقشة القضايا ذات الأولوية في العلاقات الثنائية، بما في ذلك الجهود الأمريكية لدعم الشعب الفلسطيني.

ومن المقرر أن تجتمع ليف مع بعض نشطاء المجتمع المدني بإسرائيل والأراضي الفلسطينية.

تأتي هذه الرحلة، في أعقاب تصاعد العنف بالأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ العام الماضي، إثر عمليات يشنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، يقول إنها تهدف "إلى اعتقال مطلوبين".

وستتوجه ليف -في ختام جولتها- إلى الأردن حيث تلتقي كبار المسؤولين الأردنيين، لمناقشة الأولويات الثنائية والإقليمية المشتركة، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.