أزمة أوكرانيا... جولة جديدة من الحرب والفيفا يصدم زيلينيسكي
موسكو بدأت حملة جديدة لتشجيع الروس على الانضمام إلى القوات المسلحة والقتال في أوكرانيا.

السياق
على وقع الضربات الليلية، ووسط «إرهاق» طرفيها عسكريًا وميدانيًا، دخلت الأزمة الأوكرانية شهرها العاشر من دون حسم، بينما باتت سيناريوهات الحرب طويلة الأمد، على طاولة قادة البلدين، بعد أن غابت حلول السلام.
تلك السيناريوهات، التي كان التصعيد عمودها الفقري، وإطالة أمد الحرب ذراعيها، قضت على آمال انتهاء سريع للحرب، التي دارت رحاها منذ 25 فبراير الماضي، بينما يعوِّل طرفاها على الشتاء كموعد لبلوغ الإرهاق العسكري والميداني مداه الأقصى.
جديد الأزمة
مسؤول رئاسي أوكراني، قال إن شخصًا قُتل وأصيب آخران، في قصف روسي على ضواحي مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
وقال نائب رئيس مكتب رئيس أوكرانيا كيريلو تيموشينكو في «تلغرام»: «توفيت امرأة متأثرة بجروح وهناك آخران في المستشفى»، مشيرًا إلى أن قرية ستيبانيفكا قُصفت بقذائف المورتر وأصيب مقر للمساعدات الإنسانية.
وقال ياروسلاف يانوشفيتش رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة خيرسون، إن منشأة للمسنين أصيبت أيضًا في الهجوم، مضيفًا: «قصف الجيش الروسي مركز الشيخوخة في خيرسون بقرية ستيبانيفكا. استهدف الروس بقسوة مؤسسة تقدم المساعدة للمسنين».
وحسب يانوشفيتش، فإن البوابات دُمرت وتحطمت النوافذ والأبواب، ولحقت أضرار بسقف وشرفة مركز الشيخوخة، مضيفًا: لحسن الحظ، لم تقع إصابات ولا وفيات.
وقال حاكم المنطقة إن رجال الإنقاذ انتشلوا جثة طفل يبلغ من العمر عامًا ونصف العام، من تحت أنقاض الضربة الروسية –الجمعة- على مبنى سكني من ثلاثة طوابق في مدينة كريفي ريه وسط أوكرانيا في منطقة دنيبرو. وقال فالنتين ريزنيشنكو إن أربعة أشخاص قُتلوا في الهجوم على كريفي ريه، وأصيب 13 بينهم أربعة أطفال.
كانت حملة الضربات الروسية ضد البنية التحتية الحيوية الأوكرانية من صواريخ كروز التي تُطلق جوًا وبحرًا، لكنها شملت أيضًا -بشكل شبه مؤكد- طائرات من دون طيار قدَّمتها إيران، وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية. وفي آخر تحديث استخباراتي لها قالت أيضًا إن روسيا ربما كانت قلقة بشأن ضعف شبه جزيرة القرم.
جولة جديدة من الحرب
وقال قائد عسكري أوكراني، إن روسيا قد تحاول «الغزو» من الشمال، ربما بالقرب من الذكرى السنوية لأول أمر أصدره فلاديمير بوتين لقواته بـ«غزو» أوكرانيا.
وقال الميجور جنرال أندري كوفالتشوك لشبكة سكاي نيوز البريطانية، إن أعنف قتال قد يكون في طريقه، ويبدو أنه يركز -بشكل خاص- على احتمال «غزو» القوات الروسية عبر بيلاروسيا، على الحدود الشمالية لأوكرانيا، لاستهداف العاصمة.
وقال مستشار رئاسي أوكراني إنه من «غير الواقعي» توقع توصل كييف إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب.
وكتب ميخايلو بودولاك على "تويتر": «يجب أن تنتهي الحرب فقط بهزيمتها»، قائلًا إن أوكرانيا ستتصرف «بالنسب المطلوبة من المدفعية والعربات المدرعة والطائرات من دون طيار والصواريخ بعيدة المدى».
وقال حاكم المنطقة، ياروسلاف يانوشيفيتش، إن رجلاً يبلغ من العمر 36 عامًا لقي مصرعه داخل سيارته، بعد أن قصفت القوات الروسية مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا السبت، مؤكدًا إصابة امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا، بعد أن قصفت القوات الروسية منطقة غرب المدينة، بالمدفعية وقاذفات الصواريخ.
وبعد سويعات من الضربات الصاروخية الروسية، التي استهدفت البنية التحتية في أوكرانيا، بما في ذلك أنظمة توليد الكهرباء، أعيدت الكهرباء إلى ما يقرب من 6 ملايين أوكراني، حسب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي قال في خطابه السبت، إن أعمال الإصلاح مستمرة بلا انقطاع.
وتحدث رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، السبت، عن استعادة الكهرباء لثلاثة أرباع سكان العاصمة، وأن المهندسين يواصلون العمل لتحقيق الاستقرار في الإمدادات.
ومع ذلك، فإن نصف مقاطعة كييف لا يزال يفتقر إلى الكهرباء، حسب حاكم المنطقة أوليكسي كوليبا، الذي قال إن تساقط الثلوج والأمطار يعقد جهود استعادة الخدمات.
رسالة سلام... مرفوضة
يأتي ذلك، بينما قال مصدر لشبكة سي إن إن الأمريكية، إن الفيفا رفض طلبًا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمشاركة رسالة سلام عالمي، قبل انطلاق نهائي كأس العالم.
وقال المصدر إن مكتب زيلينسكي عرض الظهور في رابط فيديو للجماهير في ستاد قطر قبل المباراة، إلا أنه فوجئ برد الفعل السلبي، مشيرًا إلى أنه ليس من الواضح إذا كانت رسالة زيلينسكي ستنشر أم مسجلة.
المصدر أضاف: «اعتقدنا أن الفيفا يريد استخدام منصته للصالح العام»، مشيرًا إلى أن المحادثات بين أوكرانيا والهيئة الإدارية للرياضة لا تزال جارية.
ورغم أن الطلب غير تقليدي، فإنه غير مفاجئ، فكييف حاولت مرارًا استخدام الأحداث العالمية الكبيرة، بصرف النظر عن موضوعها، لإبقاء الأضواء العالمية على الحرب في أوكرانيا، بحسب «سي إن إن» الأمريكية.
وظهر زيلينيسكي عبر الفيديو في كل شيء، بدءًا من قمة مجموعة العشرين حتى مهرجان كان السينمائي. كما أجرى مقابلات ومحادثات مع مجموعة من الصحفيين والفنانين المشهورين، بما في ذلك شون بن وديفيد ليترمان.
ماذا قالت روسيا؟
وزعمت روسيا أن الضربات الجماعية، التي شنتها ضد أوكرانيا كانت جزءًا من منع تسليم أسلحة أجنبية إلى أوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع الروسية، التي قالت في إيجازها اليومي إن «أنظمة القيادة العسكرية والمجمع الصناعي العسكري ومنشآت الطاقة الداعمة لها في أوكرانيا تعرضت لضربة جماعية بأسلحة عالية الدقة».
في المقابل، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماعات مع قادته العسكريين، وسعى للحصول على مقترحاتهم، بشأن كيفية المضي قدمًا في الحملة الروسية بأوكرانيا، خلال زيارة لمقر العملية.
وقضى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معظم نهار الجمعة، في مقر قيادة العمليات العسكرية الخاصة، لمناقشة أفكار وخطوات روسيا المقبلة في أوكرانيا، بعد اتهام مسؤولين عسكريين أوكرانيين، روسيا بالتخطيط لهجوم قد تشنه بداية العام المقبل.
وظهر بوتين في لقطات مصورة من اجتماع الجمعة محاطاً بوزير الدفاع سيرغي شويغو وقائد القوات المسلحة فاليري جيراسيموف، بينما شوهد عبر القناة الحكومية قائلاً: «سنستمع للقادة في كل اتجاه عملياتي، وأود أن أسمع اقتراحاتكم لتحركاتنا الفورية والمتوسطة المدى».
وأنهى حضور الجنرال جيراسيموف الشائعات التي أطلقت على مواقع الإنترنت عن إعفائه من منصبه، خاصة بعد أن تعرض العسكري الروسي البالغ من العمر 67 عاماً لانتقادات من المعلقين الصقور الذين اتهموه بأنه كان شديد الحذر.
وبعد يوم من عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتماعًا مع كبار الضباط، بما في ذلك شويغو، سعيًا إلى مقترحات للطريقة التي يعتقدون أن الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا يجب أن تستمر بها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن وزير الدفاع سيرغي شويغو، تفقد القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة لموسكو في أوكرانيا.
وحلق قائد الجيش الروسي حول مناطق انتشار القوات، وتفقد المواقع المتقدمة للوحدات الروسية، في منطقة العملية العسكرية الخاصة، حسب «سي إن إن»، التي قالت إن شويغو تحدث مع القوات على خط المواجهة وفي مركز القيادة.
وأظهر مقطع فيديو قصير مع البيان شويغو في طائرة هليكوبتر عسكرية وقطعتين من الطلقات الجوية لمساحات خالية من الأرض.
تجنيد المزيد
في السياق نفسه، قالت «سي إن إن» الأمريكية، إن موسكو بدأت حملة جديدة لتشجيع الروس على الانضمام إلى القوات المسلحة والقتال في أوكرانيا، رغم أن الكرملين نفى حاجته إلى المزيد من المجندين.
وفي محاولة لجذب المزيد من المتطوعين إلى الجبهة، تحاول مقاطع الفيديو الدعائية الروسية المنشورة على الشبكات الاجتماعية، في الأيام الماضية، جذب الروس من خلال روايات الوطنية والأخلاق والحراك الاجتماعي الصاعد.
أحد مقاطع الفيديو، ذلك الذي نُشر في 14 ديسمبر الجاري، ويظهر شابًا يختار القتال بدلاً من الاحتفال مع أصدقائه، ثم يفاجئ الجميع بشراء سيارة لنفسه، بالمال الذي كسبه من القتال بموجب عقد عسكري، حسب «سي إن إن».
وفي مقطع فيديو آخر، في 15 ديسمبر الجاري، أبدت صديقة الجندي السابقة إعجابها بشجاعته، وتوسلت إليه أن يعود معها. ويُظهر مقطع فيديو آخر 30 رجلاً روسيًا ميسوري الحال يحملون سيارة، حيث تسألهم مسنات إلى أين هم ذاهبون، فأجاب أحد الرجال: «إلى جورجيا... إلى الأبد».
وتصور العديد من مقاطع الفيديو الحرب، على أنها هروب للرجال من واقع يومي كئيب، يتمثل في شرب الفودكا والفقر والعجز، في غضون ذلك، تتواصل التقارير والشكاوى من نقص المؤن والمعدات في الجيش الروسي، حسب الشبكة الأمريكية.