هل تمهد انتخابات التجديد النصفي الأمريكية الطريق للفوضى؟

تأتي تحذيرات بايدن بشأن التهديدات المستهدفة للديمقراطية قبل ستة أيام من انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء، التي يعد الجمهوريون فيها الأوفر حظًا للسيطرة على مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ.

هل تمهد انتخابات التجديد النصفي الأمريكية الطريق للفوضى؟

السياق

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في أمريكا، المتوقع أن تشهد تنافسًا حادًا بين الديمقراطيين والجمهوريين، حذّر جو بايدن الناخبين الأمريكيين، من أن مستقبل الديمقراطية على المحك في الانتخابات المقبلة، مع رفض بعض المرشحين الجمهوريين نتائج التصويت، ما يمهّد "الطريق للفوضى في أمريكا".

ومع انتقاد المحافظين إدارته على خلفية الوضع الاقتصادي، استهدف الديمقراطي البالغ 79 عامًا في خطابه، الجمهوريين الذين انضموا إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، بإنكار فوز بايدن في انتخابات 2020.

وقال بايدن في خطاب متلفز: "هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أمريكا... لا يلتزمون بنتائج الانتخابات التي يخوضونها".

وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترامب ومحاولة "تخريب النظام الانتخابي" مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 300 جمهوري ينكرون نتائج الانتخابات، يشاركون في السباقات الانتخابية، في كل أنحاء البلاد هذا العام.

وتابع: "لقد شجعوا على العنف السياسي وترهيب الناخبين ومسؤولي الانتخابات"، بعد أقل من عامين من محاولة اقتحام أنصار لترامب مبنى الكابيتول، لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، التي أجريت عام 2020.

وقال بايدن: "يمهد ذلك الطريق للفوضى في أمريكا... وهو أمر غير مسبوق وغير قانوني وغير أمريكي".

تأتي تحذيرات بايدن بشأن التهديدات المستهدفة للديمقراطية قبل ستة أيام من انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء التي يعد الجمهوريون فيها الأوفر حظًا للسيطرة على مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ.

 

خطابات مشحونة

وعقب الهجوم العنيف، الذي تعرّض له زوج رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، الذي زاد بشكل كبير المخاوف بشأن الخطابات السياسية المشحونة، دعا بايدن الأمريكيين إلى الوقوف صفًا واحدًا "ضد العنف السياسي وترهيب الناخبين"، منبهًا إلى "الارتفاع المقلق" في عدد الشخصيات العامة التي تتغاضى عن هذه التصرفات.

وقال: "علينا مواجهة هذه المشكلة، لا يمكننا إدارة ظهرنا لها"، مضيفًا: "لا يمكننا التظاهر بأنها ستحل نفسها بنفسها".

لكن بعد نحو 22 شهرًا من الهجوم على الكابيتول، أظهرت استطلاعات رأي أن الناخبين الأمريكيين أكثر اهتمامًا بالوضع الاقتصادي.

ويقول أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم، في المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك، إن أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هي القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحًا بالنسبة إليهم.

وردًا على خطاب بايدن، اتّهم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيس برفض "التطرق إلى المخاوف الأمريكية الكبرى".

وكتب مكارثي على "تويتر": "بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أمريكا على المسار الصحيح".

 

تضخم وركود محتمل

ويُهاجَم الديمقراطيون بسبب التضخم والمخاوف من ركود محتمل، مع رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بشكل متكرّر، بينما أقر بايدن –الأربعاء- خلال لقاء في البيت الأبيض مع نقابات عمالية وأرباب عمل، بأن الأمريكيين "ما زالوا يعانون" التضخم.

وجاء إقراره بذلك، في الوقت الذي رفع البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة مجددًا، رافعًا معدل الاقتراض المعياري 0.75 نقطة مئوية، وهي الزيادة الرابعة على التوالي بهذا المقدار والسادسة هذا العام.

ولم يضع بايدن نفسه في مواجهة الحملات الانتخابية، علمًا أن نسبة تأييده كانت منخفضة طوال السنة.

إلا أنه دخل في المرحلة الأخيرة الفاصلة عبر خطاب الأربعاء وخطابات أخرى سيلقيها في ولايات بنسلفينيا ونيو مكسيكو وكاليفورنيا وماريلاند.

وحقّق الديمقراطيون بعض الانتصارات التشريعية الكبيرة التي يروّجون لها منذ فوز بايدن في الانتخابات، لكنّهم أعيقوا بالمعارك بين التقدميين والمعتدلين.

كان الجدل الكبير الذي أثاره الجناح اليساري في الحزب بدعوة بايدن إلى التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، أحدث مثال على الاضطراب في صفوف الديمقراطيين.

وقبل تبني استراتيجية للتطرق إلى المواضيع الاقتصادية، أمضى الديمقراطيون جزءًا كبيرًا من الحملة الانتخابية، في التحدث عن أمور مختلفة، منها أهمية حق الإجهاض وتغيّر المناخ والحريات الإنجابية، والحرب في أوكرانيا.

لكن استطلاعات الرأي تظهر أن النّاخبين يركّزون بشكل أكبر على الوضع الاقتصادي، وأن الانقسامات الداخلية تركت الديمقراطيين من دون رد موحّد ومتماسك على انتقادات الجمهوريين، الذين يتّهمونهم بسوء إدارة الاقتصاد.