الوضع ينذر بكارثة عالمية... ماذا نعرف عن القنبلة القذرة؟

قال مجلس الأمن الروسي، إن أوكرانيا تعد قنبلة قذرة بمشاركة الغرب، مشيراً إلى أن الوضع ينذر بكارثة عالمية.

الوضع ينذر بكارثة عالمية... ماذا نعرف عن القنبلة القذرة؟

السياق

مع استمرار الحرب الأوكرانية من دون حسم، ووسط تصاعد الأحداث خلال الأيام الماضية، باتت الأزمة على شفا جرف من دخولها مرحلة اللاعودة.

تلك المرحلة، التي أصبحت فيها السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، فكل طرف لجأ إلى أسلحته المشروعة وغير المشروعة، لحسم الحرب سريعًا قبل الشتاء.

فبينما اتجهت أوكرانيا إلى الغرب، للحصول على السلاح وللهجمات المضادة، لإعادة السيطرة على الأراضي التي فقدتها، لجأت روسيا إلى الطائرات الإيرانية المسيرة، لتعويض ما فقدته من أراض بعد تقدم قوات كييف.

ورغم أن روسيا أول من أطلق التحذير صراحة عبر مسؤولين عدة باللجوء إلى الخيار النووي لحسم سريع، فإنها اتهمت أوكرانيا باللجوء إلى «القنبلة القذرة» لمواجهة خسائرها.

وفي أحدث تصريح، قال مجلس الأمن الروسي، إن أوكرانيا تعد قنبلة قذرة بمشاركة الغرب، مشيراً إلى أن الوضع ينذر بكارثة عالمية.

وقال مجلس الأمن الروسي، إن "الغرب يريد محو العرقية الروسية من أوكرانيا ولن نسمح بذلك".

 

عمليات تفتيش

وبناءً على طلب من كييف، بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -الاثنين- عمليات تفتيش في أوكرانيا، بعد أن اتهمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطمس أدلة على تطويرها "قنبلة قذرة".

من جهتها تشتبه كييف بأن روسيا قد تبادر لهذه الخطوة لتنسب الهجوم إلى أوكرانيا، في محاولة لتبرير لجوء موسكو لاحقًا إلى أسلحة نووية.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية –الاثنين- إنها بدأت عمليات تفتيش في أوكرانيا بناءً على طلب الأخيرة، بعدما اتهمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطمس أدلة على تطويرها "قنبلة قذرة".

وتضمن بيان للوكالة التابعة للأمم المتحدة ومقرها فيينا، أن مفتشيها "بدأوا وسينهون قريبًا، التحقق من أنشطة موقعين في أوكرانيا"، بينما أفاد المدير العام للوكالة رافايل غروسي بأنه سيقدم هذا الأسبوع "استنتاجاته الأولية من أنشطة التحقق الأخيرة في الموقعين"، وفق البيان.

تأتي عمليات التفتيش، بعدما طلبت الحكومة الأوكرانية خطيًا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إرسال فرق تفتيش إلى الموقعين.

وتوجه روسيا لأوكرانيا اتهامات بالتحضير لاستخدام "قنابل قذرة" ضد القوات الروسية، لكن كييف تشتبه بأن روسيا قد تبادر لهذه الخطوة، لتنسب الهجوم إلى أوكرانيا، في محاولة لتبرير لجوء موسكو لاحقًا إلى أسلحة نووية، بعدما تكبدت مؤخرًا خسائر شرقي أوكرانيا وجنوبها.

 

فماذا عن القنبلة القذرة؟

جهاز يستخدم المتفجرات لنثر النفايات المشعة، وليس لها تأثير مدمر للانفجار النووي، لكنها قد تعرض مناطق واسعة للتلوث الإشعاعي.

وتعمل القنبلة القذرة عكس القنبلة النووية التي تطلق طاقة هائلة، بمتفجرات بسيطة «تشتت» المواد المشعة، التي تؤدي إلى إصابة البشر عند تشتيت هذه المواد المشعة في منطقة محددة.

ويمكن مقارنة الضرر الناجم عن القنبلة القذرة بعواقب الكوارث بمحطات الطاقة النووية، وعلى سبيل المثال محطة تشيرنوبيل النووية، إلا أن القنبلة القذرة تعد من أسلحة الدمار الشامل، وفيها يتم دمج المواد المشعة بالعناصر المتفجرة التقليدية.

وبحسب تقارير غربية، فإن موجة الانفجار الناجمة عن «القنبلة القذرة»، تعد أصغر بكثير من تلك التي تنتج عن السلاح النووي، بينما يعمل الإشعاع الصادر عن هذه القنبلة على قتل عدد كبير من البشر من دون أن يلاحظه أحد.

القنبلة القذرة لا تعد قنبلة بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل يمكن أن تكون مجرد حاوية لمواد مشعة تركت في مكان عام/ أو الغبار الذي تنثره طائرة على مدينة، مثل المبيدات الحشرية التي تنتشر فوق الحقول، وحتى محطة الطاقة النووية المتضررة يمكن إدراجها في السلاح نفسه.

وتهدف هذه القنبلة إلى إحداث ضرر من خلال التلوث الإشعاعي، بينما عرفتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكية بأنها ليست سلاحًا إشعاعيًا بقدر ما هي وسيلة للهجوم النفسي.

وعن القنبلة القذرة، قال الخبير العسكري فسطنطين سيفكوف -في تصريحات صحفية- إن تصميمها الأولي عبارة عن قذيفة بمادة مشعة مع شحنة طاردة، مشيرًا إلى أنها تحمل الشحنة الطاردة بعد انفجارها، المادة المشعة لنشرها على مساحة كبيرة.

وأشار إلى أن القنبلة القذرة قد تُرسل بنظام صاروخي بعيد المدى، لضرب نفايات محطات طاقة نووية، أو تستخدم عن طريق نشر عنصر نووي عبر الطائرات.