مليشيا الحوثي تغتال براءة أبناء اليمن.. مقتل 2000 طفل في جبهات القتال
كشف تقرير أممي جديد، عن مقتل ما يقرب من ألفي طفل جنَّدتهم المليشيات الحوثية في اليمن في ساحة القتال بين يناير 2020 ومايو 2021، مشيرًا إلى أن الانقلابيين المدعومين من إيران، يقيمون معسكرات ويعقدون دورات لتشجيع الأطفال على القتال

السياق
تقرير أممي جديد، كشف انتهاكات المليشيات الحوثية، التي تغتال البراءة في مهدها، وتزج بأطفال اليمن الذين يمثلون مستقبل البلاد في أتون حرب، لا قِبل لهم بها، بينما يختبئ كبار القادة خلف الأسوار.
الانقلاب الحوثي الذي دخل عامه الثامن، بدأ يترنح في الفترة الأخيرة، أمام ضربات قوات الجيش اليمني وألوية العمالقة، مسنودة بالمقاومة الشعبية وتحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية.
تلك الضربات التي كبدت المليشيات الحوثية خسائر فادحة في قواتها وعتادها، دفعها إلى طريقين، أولهما تكثيف الاعتداءات الهمجية على المدنيين في اليمن وعلى الرياض، بينما تمثل ثاني تلك الطرق في الدفع بالأطفال في أتون الحرب.
معسكرات حوثية
وفي هذا الإطار، كشف تقرير أممي جديد، نشرت مقتطفات منه أمس، عن مقتل ما يقرب من ألفي طفل جنَّدتهم المليشيات الحوثية في اليمن في ساحة القتال بين يناير 2020 ومايو 2021، مشيرًا إلى أن الانقلابيين المدعومين من إيران، يقيمون معسكرات ويعقدون دورات لتشجيع الأطفال على القتال.
وقال خبراء من الأمم المتحدة، إنهم استندوا في تقريرهم إلى تحقيقات أجروها في بعض المعسكرات الصيفية، التي تقيمها المليشيات الحوثية في المدارس، إضافة إلى مسجد نشر فيه الانقلابيون أيديولوجيتهم لتجنيد أطفال يقاتلون في الحرب المستمرة منذ قرابة ثمانية أعوام، ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وبحسب تقرير لجنة الخبراء المكونة من أربعة أعضاء، فإن أحد المعسكرات الصيفية درب أطفالًا لم تتجاوز أعمارهم 7 سنوات على تنظيف الأسلحة وتفادي الصواريخ، مشيرً إلى أنهم وثقوا 10 حالات اصطُحب فيها أطفال للقتال، بعدما قيل لهم إنهم سيسجلون في دورات ثقافية.
ووثق التقرير تسع حالات قدمت فيها المساعدات الإنسانية أو رفضت للأسر، على أساس مشاركة أطفالهم في القتال، بينما لم يسلم المعلمون من هذا التصنيف، فقطعت المساعدات عن الممتنعين عن تدريس المناهج الحوثية.
كما وثق التقرير واحدة فيها ارتكاب عنف جنسي، ضد طفل خضع لتدريب عسكري، بحسب لجنة الخبراء، التي قالت إنها تلقت قائمة بـ 1406 أطفال جنَّدتهم المليشيات الحوثية، ولقوا حتفهم في ساحة المعركة عام 2020، إضافة إلى قائمة بـ 562 طفلًا قُتلوا في ساحة المعركة بين يناير ومايو 2021، بعد أن جنَّدهم الانقلابيون.
تقرير الخبراء أشار إلى أن الأطفال الذين لقوا حتفهم في ساحة المعارك في صفوف الحوثيين، كانت أعمارهم بين 10 أعوام و17 عامًا، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا منهم قُتل في عمران وذمار وحجة والحديدة وإب وصعدة وصنعاء.
سجل أسود
جانب ثانٍ من التقرير الأممي، لفريق الخبراء المعني باليمن لعام 2021، الذي رُفع إلى مجلس الأمن 25 يناير 2022، سلَّط الضوء على جانب من «السجل الأسود» لمليشيا الحوثي، في ملف الإغاثة والإعمال الإنسانية في مناطق سيطرتها.
وبحسب التقرير الأممي، فإن الانتهاكات الحوثية امتدت إلى المنظمات الأممية والدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني والعاملين في هذه المنظمات، إضافة إلى المستفيدين من المساعدات، فضلاً عن التدخل في توزيع المساعدات الإغاثية، وعرقلة مرورها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وكشف التقرير عن «عقبات» عدة تفرضها مليشيا الحوثي أمام إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها، مشيرًا إلى أن تلك العقبات تمثلت في«حالات تأخير الموافقة على الاتفاقيات الفرعية، وطلبات لتبادل معلومات مفصلة عن قوائم المستفيدين، وممارسة ضغوط للتأثير في اختيار الجهات الشريكة المنفذة أو تصميم البرامج، إضافة إلى الفرض التعسفي لمرافق محرم على الموظفات في المجال الإغاثي والإنساني، وفرض قيود على الوصول ومنع التنقل، وتهديد المنظمات».
شروط مجحفة
وأماط التقرير اللثام عن محاولات مستمرة من مليشيا الحوثي لفرض شروطها بمنع مرور الشاحنات عند نقاط التفتيش، أو تهديد الجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني، مشيرًا إلى أنه وثق حالات هُددت فيها الأسر بشطب أسمائها من قائمة المستفيدين، إذا رفضت السماح لأطفالها بالانضمام إلى قوات الحوثيين.
وأكد فريق الخبراء أنه وثق أدلة على سوء معاملة الحوثيين لمنظمة إنسانية محددة ومضايقتها وعرقلتها باستمرار، لإجبارها على تغيير سياستها بما يتفق مع رغباتهم.
الانتهاكات الحوثية شملت: «التدخل في الأنشطة واختيار مقدمي الخدمات، والعنف البدني، والحرمان من التأشيرة أو الدخول، والاعتقال والاحتجاز التعسفي، وطرد كبار الموظفين، وتقييد حركة آخرين».
اعتقال موظفين أمميين
لم تقف الانتهاكات الحوثية عند ذلك الحد، بل إن المليشيات نفذت اعتقالات بحق موظفين بالأمم المتحدة وعاملين في المجال الإغاثي والإنساني في مناطق سيطرتها، بحسب التقرير الذي وثق اعتقال الحوثيين في نوفمبر 2021، لثلاثة أفراد عاملين في المجال الإنساني.
وسلَّط التقرير الضوء على الحملة الإعلامية، التي تشنها المليشيات الحوثية للتحريض ضد الأمم المتحدة والعاملين الدوليين في المجال الإغاثي والإنساني، ما ألحق الضرر بالأنشطة الإنسانية، وتسبب في مخاطر أمنية إضافية على العاملين فيها.
ورغم تلك الانتهاكات الحوثية، فإن التقرير الأممي رصد واقعًا حذر منه تحالف دعم الشرعية والجيش اليمني ووزير الإعلام اليمني معمر الإرياني منذ سنوات، مطالبين اليمنيين بعدم السماح للمليشيات الحوثية بالزج بأبنائهم في أتون القتال.
وفي تغريدات سابقة، أرفق وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، صورًا لصغار يحملون أسلحة ورشاشات، مشيرًا إلى أن الميليشيات الحوثية تقتاد الآلاف منهم كل يوم، إلى معاركها العبثية في مختلف جبهات القتال، خدمة لمشروعها وتنفيذ الأجندة التوسعية الإيرانية، من دون أي اكتراث بمصيرهم ومعاناة أسرهم.
وأضاف الوزير اليمني، أن الحوثيين اقتادوا آلاف الأطفال من منازلهم وأحيائهم ومدارسهم إلى معسكراتهم، وغسلوا عقولهم بالشعارات العدائية والأفكار الطائفية المستوردة من إيران، مؤكدًا أن الميليشيات دفعت بهؤلاء الصغار إلى موت محقق في جبهات القتال، في أكبر عملية استغلال بتاريخ البشرية.
محاسبة المتورطين
وبينما دعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لممارسة الضغط على مليشيات الحوثي، لوقف جرائم تجنيد الأطفال وتصنيفها منظمة إرهابية، طالب بمحاسبة المتورطين في قياداتها وقواتها وملاحقتهم في المحاكم الدولية كمجرمي حرب.
كان أعضاء مجلس الأمن الدولي نددوا في 20 يناير الجاري، بهجمات الحوثيين عبر الحدود ضد السعودية، وسلَّطوا الضوء على هجوم 8 أكتوبر على مطار الملك عبد الله وهجمات الطائرات من دون طيار، التي استهدفت مطار أبها المدني، مدينين العدد المتزايد للحوادث قبالة السواحل اليمنية، بما في ذلك الهجمات على السفن المدنية والتجارية، التي تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن البحري للسفن في خليج عدن والبحر الأحمر.