تسونامي الجوع يضرب أفغانستان.. وعائلات تبيع أطفالها
قالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في أفغانستان، فيكي أكين، إن الوضع الإنساني في أفغانستان، بلغ مستويات من اليأس المطلق بين المواطنين، حيث يواجه أكثر من 22 مليون شخص، أي أكثر من نِصف سكان البلاد، أزمة الجوع الشديد.

ترجمات - السياق
باتت أفغانستان أمام جوع واسع النطاق، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، واقتصاد مرهق، وهو ما يؤكد أن الناس هناك بأمس الحاجة للمساعدات، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى قطع معظم المساعدات الدولية، بعد سيطرة حركة طالبان المتشددة على السلطة، أغسطس الماضي، ومن ثم أصبحت المستشفيات والمدارس لا تستطيع دفع رواتب موظفيها، ولا يستطيع كثيرون شراء الطعام، ما يفاقم أزمة الجوع.
يأس مطلق
بدورها، قالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في أفغانستان، فيكي أكين، إن الوضع الإنساني في أفغانستان، بلغ مستويات من اليأس المطلق بين المواطنين، حيث يواجه أكثر من 22 مليون شخص، أي أكثر من نِصف سكان البلاد، أزمة الجوع الشديد.
ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن معظم الناس غير قادرين على تدبير وجباتهم اليومية، مؤكدًا أن هذا الأمر يمثل زيادة كبيرة منذ سبتمبر الماضي، عندما كان أكثر من 14 مليون شخص معرضين لخطر الجوع.
وحذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، ماري إيلين ماكغرارتي، من أن الانهيار الاقتصادي لأسعار الغذاء والوقود، وتأثير الجفاف والإرث المدمر للصراع، كل ذلك ينذر بتسونامي من الجوع وسوء التغذية، في جميع أنحاء البلاد.
ولفتت إلى أن سقوط العاصمة الأفغانية كابل، وانسحاب القوات الأمريكية، وسيطرة طالبان على البلاد، وما تبع ذلك من منع وصول الحكومة الجديدة إلى المدخرات الأفغانية في البنوك الدولية، كل ذلك أدى إلى أزمة عملة وفقر واسع النطاق، وانهيار الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية.
وقالت ماكغرارتي، تعليقًا على سوء الأوضاع الإنسانية لـ "واشنطن بوست": "إن معدلات سوء التغذية تتضاعف أسبوعًا بعد أسبوع، بينما يأتي الأطفال في حالة هزال وضعف شديدين إلى المستشفيات ".
فقر وجوع
وأوضحت "واشنطن بوست" أن الأمم المتحدة تقدر أن 97% من السكان، قد يغرقون في الفقر منتصف العام الجاري، مشيرة إلى أن الانهيار الاقتصادي لامس كل جوانب الحياة، من القدرة على شراء الطعام إلى الآمال في العثور على عمل، أو الدفء، أو الحصول على الرعاية الصحية.
وتعليقًا على ذلك، قالت أكين: "نعم، كان الوضع فظيعًا قبل أغسطس، لكن عندما قُطع التمويل التنموي في 15 أغسطس وفُرضت العقوبات وجُمِّدت الأصول، كل ذلك أدى إلى تحويل الوضع من سيئ للغاية إلى كارثي".
ونقلت "واشنطن بوست" عن إنجي صدقي، مديرة الاتصالات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، قولها: إن نقص السيولة النقدية وعدم دفع الرواتب، يؤديان إلى عدم القدرة على الحصول على الغذاء والتغذية المناسبين، والآن مع ظروف الشتاء القاسية، أصبح الكثيرون معرضين لمخاطر صحية إضافية.
تدخل دولي
وأمام هذه المخاطر، ذكرت "واشنطن بوست" أن الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة والدول المانحة تحاول إيجاد طرق لجلب الأموال إلى أفغانستان، من دون أن ينتهي الأمر بالنقود في أيدي طالبان.
وأشارت إلى أنه منتصف يناير الجاري، أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة إلى خمسة مليارات دولار لمساعدة أفغانستان عام 2022، لتغطية الاحتياجات الإنسانية في هذا البلد، ودعم ملايين اللاجئين الأفغان الفارين منه إلى بلدان مجاورة، بينما حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من كارثة إنسانية "تلقي بظلالها"، ووجه رسالة عاجلة، قال فيها: "لا تغلق الباب بوجه شعب أفغانستان".
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة عزمها على تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان بـ 308 ملايين دولار.
وقالت إميلي هورن، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في بيان، إن المساعدات الجديدة، المقدمة من "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، ستتدفق من خلال منظمات إنسانية مستقلة، وستستخدم لتوفير مأوى ورعاية صحية، وتتضمن مساعدات خلال الشتاء، ومساعدات غذائية طارئة، إضافة لتوفير المياه، وخدمات الصرف الصحي والنظافة.
خيارات مدمرة
وكشفت "واشنطن بوست" أن عائلات أفغانية تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد، تضطر إلى "اتخاذ خيارات مدمرة" مثل تزويج الأطفال مبكرًا أو إخراجهم من المدرسة، أو إطعامهم الجراد أو الأوراق البرية أو الصبار.
وما كشفته الصحيفة الأمريكية، سبق أن تحدثت عنه تقارير إعلامية، مؤكدة أن بعض الأسر الأفغانية، أجبرت على بيع بناتها في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة، إذ إن موجات الجفاف تزامنت مع الانهيار الاقتصادي، ودفعت هذه العائلات إلى حافة الجوع.