من كابول إلى طهران... احتجاجات لنساء أفغانيات دعمًا للمتظاهرات في إيران
خرجت عشرات الأفغانيات في تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في كابول، دعمًا للإيرانيات اللواتي يتظاهرن في بلادهن منذ أيام، قبل أن تطلق عناصر من حركة طالبان النار في الهواء لتفريقهن.

السياق
"لن تَسِرْن وحدَكُن".. هكذا حال لسان نساء أفغانستان وهن يتضامن مع الإيرانيات اللاتي يخرجن إلى الشوارع منذ أكثر من 12 يومًا؛ احتجاجًا على وفاة الشابة الإيرانية مهسا اميني داخل أحد المخافر.
وخرجت عشرات الأفغانيات في تظاهرة أمام السفارة الإيرانية في كابول، دعمًا للإيرانيات اللواتي يتظاهرن في بلادهن منذ أيام، قبل أن تطلق عناصر من حركة طالبان النار في الهواء لتفريقهن.
وهتفت المتظاهرات خلال الوقفة الاحتجاجية "نساء، حياة، حرية"، قبل أن تفرقهنّ طلقات نارية في الهواء أطلقتها عناصر طالبان كانوا يقفون أمام المبنى، حسبما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. وحاولت عناصر طالبان أيضًا ضرب المتظاهرات بالعصي، وفق المصدر ذاتها.
إيران تنتفض
وهتفت المتظاهرات بشعارات من بينها "إيران تنتفض، الآن جاء دورنا" و"من كابول إلى إيران، قولوا لا للدكتاتورية!".
وكنّ يحملنَ لافتات كتبنَ عليها شعارات، قبل أن تنتزعها عناصر طالبان من أياديهنّ. وجمعت النساء اللواتي أخفينَ وجوههنّ خلف نظارات شمسية أو كمامات، ما تبقى من اللافتات وحوّلْنَها إلى كرات ورقية ورمينَها على عناصر طالبان الذين كانوا يقفون مقابلهنّ.
وأمرت العناصر الصحافيين بحذف الصور ومقاطع الفيديو التي التقطوها خلال التجمع.
وتُنظم تظاهرات في إيران كل مساء منذ 16 أيلول/سبتمبر إثر إعلان وفاة الشابة مهسا أميني في المستشفى بعد ثلاثة أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس المشددة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقالت إحدى منظِّمات التظاهرات طالبة عدم الكشف عن هويتها "نحن هنا لإظهار دعمنا وتضامننا مع الشعب الإيراني والنساء ضحايا طالبان في أفغانستان".
منذ عودة طالبان إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، نُظّمت تظاهرات متفرّقة للنساء في العاصمة ومدن أخرى في البلاد، رغم حظرها، وذلك ضدّ فقدانهن وظائفهن أو للمطالبة بحقّهن في العمل.
وقُمع بعضها بقوة كما اعتقلت طالبان الناشطات اللواتي دَعَين إلى التجمّعات.
قواعد صارمة للغاية
بعد حرب استمرّت 20 عامًا وخروج الجيش الأميركي من أفغانستان، فرض قادة البلاد الجدد قواعد صارمة للغاية على سلوك النساء، خصوصًا في الحياة العامة، وأمروا النساء بارتداء الحجاب الكامل في الأماكن العامة، مفضّلين ارتداء البرقع.
وسرعان ما استبدلت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزارة شؤون المرأة وأمرت على وجه الخصوص بفصل النساء عن الرجال في الحدائق العامة في كابول
كذلك، أغلقت حركة طالبان المدارس الثانوية للفتيات في معظم المحافظات.
وفي العاشر من أيلول/سبتمبر، تظاهرت عشرات الفتيات الشابات في شرق أفغانستان، بعد إغلاق مدارسهن التي أعيد فتحها قبل أسبوع بضغط من الطلاب وزعماء القبائل.
وأدان تقرير صادر عن الأمم المتحدة الثلاثاء هذه "القيود الصارمة" على حقوق النساء، خصوصًا منع التعليم الثانوي، داعيًا طالبان إلى "التراجع فورًا عن قرارها".
ويشدّد المجتمع الدولي على أنّ رفع القيود عن حقوق المرأة شرط أساسي للاعتراف بحكومة طالبان. وحتى الآن، لم تعترف أي دولة بالحكومة الإسلامية.