تشهد عودة سوريا الكاملة.. ما أهم الملفات المطروحة في قمة جدة؟
القمة العربية ستناقش ملفات ساخنة، منها القتال في السودان، وتسوية النزاع في اليمن، ومشكلات الأمن الغذائي والمائي في المنطقة.

السياق
قمة عربية غير عادية بالتأكيد، لأسباب عدة، على رأسها حضور الرئيس السوري بشار الأسد، للمرة الأولى منذ عام 2010 بعد جهود دبلوماسية أفضت إلى إعادة دمشق إلى محيطها العربي، عقب عزلة استمرّت أكثر من 11 عامًا إثر النزاع المدمّر في سوريا.
وحسب الرئاسة السورية، فإن بشار الأسد سيصل جدة الخميس، أي قبل يوم من عقد القمة.
أول الحاضرين
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أول الحاضرين إلى مدينة جدة، ولحقه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وعُلّقت عضوية دمشق في جامعة الدول العربية، ردًا على قمعها الاحتجاجات الشعبية التي نزلت عام 2011 إلى الشارع، قبل أن تتحوّل إلى نزاع دام أودى بحياة أكثر من نِصف مليون شخص.
وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي شارك -الأربعاء-في اجتماع تحضيري للقمة، عقده وزراء خارجية الدول العربية في جدة إن الأسد "سيأتي لحضور هذه القمة، إن شاء الله".
هناك ملفات ساخنة، منها القتال في السودان، وتسوية النزاع في اليمن، ومشكلات الأمن الغذائي والمائي في المنطقة.
تحديات وفرص
تُعقد القمة في جدة، حيث يتفاوض ممثلو الطرفين السودانيين منذ نحو عشرة أيام.
ويقول المحلّل السعودي سليمان العقيلي: "قمة جدة من أهم القمم منذ فترة طويلة، لأنها ستعيد بناء المنطقة العربية، بشكل يعتمد على المصالح وتحويل التحدّيات إلى فرص".
ويتابع: "ستكون القمة ناجحة إذا استطاعت إعادة إدماج سوريا في النظام العربي، واتخذت موقفًا قويًا من النزاع في السودان واليمن".
ومن جدّة، أعرب السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام للجامعة العربية، عن تفاؤله بـ"قمة التجديد والتغيير". وقال لصحفيين: "السعودية تشهد حالة نشاط دبلوماسي وسياسي طيّب ومبشر، ورئاستها للقمة العربية ستكون نشطة حريصة على المصلحة العربية".
من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن خطوة إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية سعي عربي لتسهيل حل الأزمة في سوريا.
وبين أن إعادة سوريا إلى "الحضن العربي" لا تعني استئناف العلاقات بين جميع الدول العربية وسوريا، وأن الأمر متروك لكل دولة لتقرير ذلك وفق رؤيتها، كما أكد أن عضوية سوريا ستعود كاملة.
موجة مصالحة
في السابع من مايو أكد وزراء الخارجية العرب -في بيان- إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة: "للحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية وانعكاساتها، وضمنها أزمات اللجوء وتهريب المخدرات وخطر الإرهاب".
وقرّر المجتمعون تشكيل لجنة وزارية لمواصلة "الحوار المباشر مع الحكومة السورية، للتوصل إلى حل شامل للأزمة السورية".
وحضرت أزمة اللاجئين في مباحثات جانبية للمقداد مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب. وقال المقداد، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا": "أكدنا أن اللاجئين السوريين يجب أن يعودوا إلى وطنهم، وهذه العودة تحتاج إلى إمكانات".
ويعيش نحو 5.5 مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، وفق الأمم المتحدة.
وتقول كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جاكوبس: "من المهم تذكّر أن عودة الأسد إلى الجامعة العربية إجراء رمزي لبدء عملية إنهاء عزلته الإقليمية".
وتتابع: "من نواح كثيرة، هي بداية التطبيع السياسي، لكن سيكون من المهم مراقبة ما إذا كان ذلك سيترافق مع تطبيع اقتصادي، لاسيما من الدول الخليجية".
ولا يبدو المشهد مختلفاً حيال الوضع في السودان واليمن.
فقد توصّل طرفا النزاع في السودان -الأسبوع الماضي- إلى اتفاق "إنساني" لتمرير المساعدات الإنسانية وضمان خروج المدنيين من مناطق النزاع، لكنهما عجزا عن التوصل إلى هدنة، خلال مفاوضات وصفها مسؤول أمريكي بأنها "صعبة جدًا".
وأعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي مشاركة السودان في القمة.
وقال زكي: "هناك مبعوث سوداني سيمثل رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان في القمة العربية"، مشيرًا إلى أن "مشروع القرار المطروح على القمة بشأن السودان يأخذ في اعتباره كل التطورات، بما في ذلك توقيع إعلان جدة الإنساني، الذي صدر منذ أيام، إضافة إلى الموضوعات الأخرى التي تمثل أهمية في السودان".