الظواهري كان وسط مدينة كابل بسبب انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان

انتقل إلى وسط مدينة كابل للالتقاء بأفراد من عائلته المباشرة

الظواهري كان وسط مدينة كابل بسبب انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان
زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري

ترجمات - السياق 

إعلان الرئيس بايدن –الاثنين- قتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري نبأ سار، حيث أزيل إرهابي مسؤول عن قتل آلاف الأمريكيين. 

يستحق بايدن الثناء على الإذن بالعملية -نهاية الأسبوع الماضي- التي أطاحت الظواهري، الذي قال بايدن إنه كان يعيش "وسط مدينة كابل"... إليكم سؤال: ماذا كان الظواهري يفعل "وسط كابل"؟ 

بعد الانسحاب الكارثي للولايات المتحدة من أفغانستان -الصيف الماضي- أكد لنا بايدن أن القاعدة "رحلت" عن ذلك البلد. 

قال بايدن في أغسطس الماضي: "انظر، دعونا نضع هذا الأمر في نصابه، ما المصلحة التي لدينا في أفغانستان في هذه المرحلة بعد رحيل القاعدة؟ ذهبنا إلى أفغانستان لغرض صريح هو التخلص من القاعدة في أفغانستان، وفعلنا ذلك، في الشهر نفسه، رفض وزير الخارجية أنتوني بلينكين احتمال وجود تنظيم القاعدة في أفغانستان وأضاف أن هناك بقايا لا تشكل أي خطر جدي على الولايات المتحدة".

بعد ما يقرب من عام، حتى عندما نحتفل بالهجوم على اليد اليمنى لأسامة بن لادن وخليفته، تكثر الأسئلة: لم يظهر الظواهري في كهف بعيد في جبال هندو كوش ولكن في قلب العاصمة الأفغانية التي تسيطر عليها طالبان. ماذا كان يفعل في كابل؟ من دعاه؟ مع من كان يلتقي؟ وهل يدل وجوده على عودة القاعدة إلى الدولة التي خططت منها الجماعة الإرهابية لهجمات 11 سبتمبر 2001؟ 

خلال خطابه إلى الأمة، ليلة الاثنين، قال بايدن إن الظواهري قد تم تعقبه إلى العاصمة الأفغانية "في وقت سابق من هذا العام" بعد أن "انتقل إلى وسط مدينة كابل للالتقاء بأفراد من عائلته المباشرة".  أخبر مسؤولون أمريكيون صحيفة بوليتيكو بأنه كان معروفًا بوجوده في العاصمة الأفغانية في مايو، فكر في ما يعنيه ذلك، إذ في غضون أشهر من انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان، انتقلت عائلة الظواهري وزعيم القاعدة نفسه إلى كابل.

يوم الاثنين، قال بايدن إن الظواهري "صنع مقاطع فيديو، بما في ذلك في الأسابيع الأخيرة، يدعو أتباعه لمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائنا. إذا كان معروفًا بوجوده بكابل في مايو، وصوَّر مقاطع فيديو تحث أتباعه على قتل الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة، فهذا يعني أن الظواهري كان يخطط ويحرض على عمليات خارجية ضد الولايات المتحدة من أفغانستان، ربما تحت حماية طالبان. ربما لم يكن ذلك ممكناً لو أن بايدن استمع إلى قادته العسكريين وترك قوة أمريكية في أفغانستان، ما حال دون عودة طالبان إلى السلطة". 

والسؤال الحاسم الآن: ما العمليات التي كان الظواهري يخطط لها؟  لسوء الحظ، قد لا نعرف. على عكس الغارة التي أسفرت عن قتل بن لادن عام 2011، لم يتم تنفيذ العملية التي قتلت الظواهري من قبل فريق من قوات العمليات الخاصة الأمريكية. لأنه، بفضل بايدن، لم يعد للولايات المتحدة جنود على الأرض، وكان لا بد من القضاء على  الظواهري، من خلال ضربة بطائرة من دون طيار، ما يعني أنه لم تكن لدينا القدرة على استغلال الموقع الذي قُتل فيه الظواهري عن طريق جمع المخلفات، أو أجهزة الكمبيوتر، أو الأقراص الصلبة، أو الهواتف المحمولة، أو الوثائق أو غيرها من المعلومات المادية. 

أنتجت غارة بن لادن مجموعة من المعلومات لعمليات القاعدة، والمؤامرات الجارية، وهويات ومواقع أفراد القاعدة وغير ذلك من المعلومات الاستخبارية الحيوية، بينما دمرت ضربة الطائرة من دون طيار -التي استهدفت الظواهري- المعلومات الاستخبارية العملية التي كانت معه.

بعض الدروس من هذا الحادث واضحة: القاعدة عادت إلى أفغانستان. نعم، من الجيد أننا قتلنا الظواهري، ويستحق بايدن الفضل والثناء في ذلك، لكنه يستحق اللوم أيضًا لقيامه بتهيئة الظروف التي سمحت للإرهابي الأكثر طلبًا في العالم بالانتقال إلى وسط مدينة كابل والقيام بعمليات في مدينة تم تحريرها من القاعدة وحلفائها من طالبان بدماء أفراد الجيش الأمريكية الشجعان. لو كان الرئيس قد استمع إلى مستشاريه العسكريين العام الماضي، لما كان الظواهري قد وصل إلى كابل هذا العام. قتل الظواهري أعظم انتصار في السياسة الخارجية لبايدن. حقيقة أن زعيم القاعدة كان في كابل، أكبر وصمة عار لسياسة بايدن الخارجية.

مقال رأي مترجم من صحيفة واشنطن بوست